كشفت دراسة أجراها بريثفيراج تشودهاري، أستاذ كلية هارفارد للأعمال وخبير العمل عن بُعد، أن العمل في المكاتب سيصبح “موضة متجاوَزة” في العالم بعد 10 سنوات على أبعد تقدير، مؤكداً أن الشركات التي لن تعتمد على النمط ستكون أكثر عرضة لهجرة أمهر عمالها، الذين سيختارون التوجه إلى المؤسسات التي تعتمد على هذا النمط في العمل.
حسب تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكيةفقد درس تشودهاري، الذي يعتبر من أقدم الدعاة إلى “العمل من أي مكان”، الشركات التي تحولت إلى العمل عن بُعد بنسبة 100% قبل الجائحة، ومنها شركات Gitlab وZapier.
أظهر بحثه أن قوة العمل الهجينة عادةً ما تكون أكثر إنتاجية، وأكثر ولاءً، وأقل ميلاً إلى المغادرة، كما قال تشودهاري إن الشركات التي تمنح موظفيها الآن خيار العمل الافتراضي للأبد، مثل Twitter وPwC، ستجعل بقية الشركات عرضةً لاستنزاف المواهب الشديد إذا لم تواكب نهجها.
تحدث تشودهاري إلى صحفيي وكالة Bloomberg الأمريكية، وقال انه عادةً ما يدور الحديث حول العمل عن بُعد على أنه شيءٌ يريده الموظفون ويرفضه أصحاب الشركات، لكن أبحاثي تكشف أن العمل عن بُعد سيكون مكسباً لجميع الأطراف، إذ سيستمتع الموظفون بالعمل من أي مكان، لأنهم سيتمكنون من الانتقال إلى أماكن أرخص، حيث يمكن أن يعيش الموظف في أي مكان.
يعتبر العمل عن بُعد مكسباً بالنسبة لأصحاب العمل أيضاً، لأنهم لن يضطروا إلى التقيّد بالتوظيف من سوق العمل المحلية التي يمتلكون مكتباً فيها. أما المكسب الكبير الآخر فهو الإنتاجية. إذ وثقنا زيادة الإنتاجية بنسبة 4.4% في مكتب براءات الاختراع بالولايات المتحدة عام 2012، حين سمح المكتب لفاحصي براءات الاختراع بالعمل من أي مكان.
يمكن القول إننا نعيش لحظةً لا تتكرر في الجيل سوى مرة، حين يدرك الناس أننا لسنا مجبَرين على العيش في مكانٍ لا نريده، إذ سيعثر البعض على مكان إقامةٍ دائم، بينما سيختار البعض التنقل، نحن نعيش ثورة العمل المتنقل.
من المرجح أن نتوقف عن استخدام مصطلح “العمل عن بُعد” في غضون 10 سنوات، ونكتفي بوصفه بـ”العمل”، وبالتالي سيصبح العمل بمثابة شيء تفعله، دون أن تكون له علاقة بوجهتك الحالية أو المكان الذي تعيش فيه. وأتوقع أن يحدث هذا في كل الصناعات والدول.