القصه كامله لمقتل الطفله آلاء الحميري وكيفية التوصل للجاني والقبض عليه
في السياق نفسه وكما وعدناكم بنشر تفاصيل الجريمة التي تعرضت لها الطفلة آلاء يوسف الحميري 9 سنوات، فإليكم التفاصيل من البداية باختفاء الطفلة يوم الثلاثاء الماضي من مدينة جبلة وسط ظروف غامضة ومعقدة، وذلك عقب خروجها من منزلهم ولم تعد،
ذلك الاختفاء ولد حالة من الخوف والقلق والهلع لأسرتها وجيرانها ماجعل والدها يسارع في إبلاغ أمن مديرية جبلة عن اختفاء وفقدان طفلته وتم هناك قيد بلاغها والتعميم بأوصاف الطفلة للبحث والتحري عنها بهدف الوصول لمكانها .
و مع مرور ساعات ليست بالقليلة على الاختفاء وفقدان أثر الطفلة وتفاقم المخاوف لدى الجميع من مصير مجهول ينتظر الطفلة آلاء التي انتشرت صورها بشكل كبير في منصات ومواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بأخبار عن فقدانها واختفائها الغريب،
ناهيك عن المناشدات الإنسانية التي أطلقت وقتها للبحث والتحري عن آلاء الحميري الطفلة البريئة التي وحدت بطفولتها كافة الأصوات والصفحات والآراء والكل يطالب بسرعة الوصول إليها ومعرفة مصيرها المقلق .
تزامن ذلك و مرور 24 ساعة على البلاغ حيث أصدر اللواء عبدالحافظ محمد السقاف وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق الوسطى مدير عام أمن محافظة إب بتشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة بهدف الوصول لمكان الطفلة بأسرع وقت
وتكونت اللجنة برئاسة العقيد دكتور نبيل عبدالرحمن ناصر الدين مدير البحث الجنائي بالمحافظة وعضوية مساعد مدير البحث المقدم عبدالرحمن الطبيب والمقدم فؤاد فرحان والرائد وليد الجعشني والنقيب عبده العباسي ومعهم فريق تحري وميداني بقيادة الملازم محمد المهتدي ،
باشرت اللجنة مهامها بالتنسيق مع رجال الأمن بجبلة بقيادة مدير أمن المديرية العقيد صادق المروعي والمقدم مطهر ظافر والملازم عبدالله الهادي وتم تعزيز و إعادة النزول الميداني من قبل اللجنة لتمشيط المنطقة التي شهدت اختفاء الطفلة منها ونشر التحريات فيها وعلى ضواحيها .
توصلت اللجنة لنتائج أولية تؤكد عدم مغادرة الطفلة من المنطقة وتتبع آثارها و آخر تحركاتها فيها والجهة التي اختفى أثرها فيه ومن هنا بدأت إجراءات استدعاء بعض الأشخاص كمشتبه فيهم وإيصالهم إلى إدارة أمن جبلة وأخذ محاضر معهم وتم غربلتهم والإبقاء على بعضهم حتى تم التركيز على أحدهم ورسمت حوله دائرة لن يخرج منها إلا وقد اقتنعت اللجنة بصحة وحقيقة بعض من تحركاته والمعلومات التي تم جمعها .
و كان من أهمها أن الطفلة آلاء شوهدت بالقرب من منزله الذي يبعد عن منزل والدها بحوالي 100 متر تقريباً ناهيك عن الشكوك التي راودت اللجنة عن بعض من تصرفاته التي تم رصدها عقب واقعة اختفاء الطفلة وملازمته القوية لفريق البحث عن الطفلة المكون من الأهالي وأسرتها والتحرك معهم خطوة بخطوة،
والموقف الذي بدر منه عند اتفاقهم على تفتيش المنازل و وقتها لم ينتبه أحد منهم لهذا الموقف الارتباكي ومغادرته لهم بذلك العذر لإبلاغ زوجته بأن هناك تفتيش سيستهدف كل المنازل للبحث عن الطفلة آلاء .
اللجنة ومن خلال أعضائها وحدهم من دققوا كثيراً على ذلك الموقف الإرتجالي من المشتبه فيه، ماجعلهم يركزون عليه أكثر حيث تم نقله من إدارة أمن جبلة إلى إدارة البحث الجنائي بالمحافظة،
وهناك كثفت الإجراءات القانونية مع المذكور وتحت إشراف ومتابعة شخصية من قبل اللواء عبدالحافظ السقاف الذي شدد مجددا على أهمية كشف القضية والوصول لمكان الطفلة .
في الجانب الآخر كان القلق يسود الأسرة و أهالي المديرية بل و أبناء المحافظة فكيف تمر 72 ساعة ولم يتم التوصل لنتيجة ولازال أثر الطفلة مفقود ومصيرها مجهول في ظل تأجيج إعلامي ومناشدات متواصلة حولت من الواقعة لقضية رأي عام و أصبحت حديث الشارع واتجهت الأنظار لتصنيف الواقعة بالاختطاف ولكن من خطفها ؟ و إلى أين؟ وماهو مصيرها الحقيقي ؟
أسئلة كثيرة وتساؤلات عديدة تزامنت مع مواصلة اللجنة للجهود والتحري وجمع الاستدلال وشهدت تقدم ملحوظ واستدعي الأمر أن يتم طلب زوجة المشتبه فيه وأخذ أقوالها للتأكد من معلومات و أقوال كان قد أسردها زوجها في محاضر أقواله ومعلومات أخرى.
وكانت النتيجة إيجابية قادت مباشرة للوصول لأول خيوط القضية وتحولها من واقعة اختفاء إلى اختطاف بالاستدراج للطفلة من قبل المشتبه فيه الذي تحول هو الآخر من مشتبه لمتهم رئيس ما كان أمامه إلا أن يعلن فشله في الإنكار ويدلي باعترافات هامة ولكنها صادمة وموحشة التفاصيل و تهتز لها الأبدان.
رغم ذلك إلا أن الأهم منه هو أين الطفلة بل الجثة .. نعم الجثة فالمتهم اعترف بقتلها بداخل منزله ومن ثم رمى بها لمكان ترمى فيه المخلفات وتوجد به شجرة تعرف بالبلسة وذلك المكان في نفس المنطقة ويبعد بأمتار عن منزله .
عقب تحديد المتهم لمكان الجثة قام مدير البحث الدكتور نبيل ناصر الدين بإبلاغ اللواء السقاف بتلك النتائج و إشعاره بأنه سيتم الانتقال مع المتهم إلى المكان للتأكد من صحة اعترافاته،
فوجه مدير عام أمن المحافظة بسرعة التحرك وعززهم بطقم معسكر الأمن العام بقيادة العقيد صادق غراب وطقم قسم شرطة الثلاثين ومعهم سيارة الشرطة الخاصة بالأدلة الجنائية و سيارتي البحث .
تم انتقال مدير البحث وضباط اللجنة وخبراء الأدلة الجنائية عقب استدعائهم و وصل الجميع وبمعيتهم المتهم وذلك للمكان المشار إليه باعترافات المتهم وتم البحث من قبل الجميع ليتم بالفعل العثور على شوالة مرمية فيه وتم انتشالها وتفتيشها وفق تدابير أمنية واحتياطية، والتأكد من وجود الجثة بداخلها .
لحظات صعبة ومنظر مخيف وتفاصيل مؤسفة بل مؤلمة تفاصيلها باختصار وجود الطفلة جثة هامدة بداخل الشوالة والرائحة باتت تفوح من الملاك الطاهر والطفولة الطاهرة والعطرة دنسها ذلك الشخص الذي يدعى يوسف عبده الثوابي البالغ من العمر 30 عام وهو من سكان الحي الذي تسكن فيه الطفلة آلاء … ولم تعد إليه كما كانت بل عادت جثة هامدة ومقتولة بداخل تلك الشوالة..
وبعد العثور على الجثة ..
عاد الجميع إلى مدينة إب وتم إيداع الجثة ثلاجة مستشفى الأمومة والطفولة عقب معاينتها وتصويرها من قبل خبراء الأدلة الجنائية العقيد محمد حمود الشرعبي و النقيب عادل الأشول والملازم أول بكيل جزيلان وكانت لحظات مؤثرة وصور مؤلمة لوحشية تعرضت لها تلك الطفلة البريئة .
اعترافاته التي أدلى بها بأقواله و أقر باستدراجه للطفلة آلاء لداخل منزله بعد أن كان مخطط لذلك وعزم النية منذ يوم الأحد قبل استدراجه لها بيومين حيث وجدها يوم الثلاثاء بالقرب من منزله وكانت ماتزال ترتدي زيها المدرسي وقام بإغرائها بأنه سيعطيها ( جعالة ) وأخرج مبلغ 100 ريال على أنه سيعطيها لها طالباً منها اللحاق به لداخل منزله .
لم تكن الطفلة المسكينة تعرف أنه يخطط لشيء وينوي فعل أمر خطير من خلال ماقام به وطلبه منها الدخول للمنزل وفعلا حسب اعترافه لحقت المسكينة به ودخلت للمنزل الذي كان خالياً من زوجته وطفلتيه لغيابهن في منزل عمه ومن هنا تتأكد نواياه السيئة بحق الطفلة التي بمجرد محاولته التحرش بها صاحت وبكت عند مسكه لها وتصرخ بأن أمها ستذبحها …
كانت تبكي وتصرخ وتتوسله وهو كالشيطان والذئب بل هو ذئب بشري وقتها وكان يكتم على أنفاسها خشية من وصول صراخها وصوتها للخارج ومن يسمعها ماكان منه إلا أن يرتكب جرمه الشنيع والبشع بحق الطفلة التي لا تعلم بشيء عم يفعله بها .. لم تكن تمتلك أي وسيلة وقوة للدفاع عن شرفها المغتصب وطفولتها المنتهكة غير الصراخ وهو يقمعها بكتم صراخها لتفارق الحياة بين يديه الملطختان بالعار والدم والعهر والذل .
وهكذا فارقت الحياة قتلها المجرم ولفظت أنفاسها الأخيرة مع حلول مغرب نفس يوم اختفائها الغامض، ليقوم بعد ذلك بإحضار كيس قمح ( شيوالة ) و وضع الجثة بداخلها ونقلها من مكان ارتكاب الجريمة أحد غرف منزله الواقعه بالدور الثاني وذلك إلى الدور السفلي ووضعها في ( السفل ) وحينها عادت زوجته للمنزل ولاحظت تغيره وارتباكه حد قوله ليغادر المنزل بعد ذلك .
وكالذي يقتل القتيل ويمشي بجنازته ذهب المجرم يشارك أسرة ضحيته والأهالي في البحث عن الطفلة آلاء وكان يصول ويجول ويبكي .. دموع التماسيح هي لا غير، واصل تحركاته معهم وكان مهتم كثيراً في البحث و وقتها أحدهم اقترح أن يتم تفتيش منازل الحي فانتفض من مكانه قائلاً:
تمام و أنا أروح للبيت أنبه على زوجتي كي لا تفتجع كونها حامل …
عذر أقبح من ذنب وبالفعل غادرهم وبمباركة الموجودين وقتها .
وصل للبيت وقام مباشرة بحمل الشوالة وبداخلها الجثة ونقلها من سفل المنزل إلى مكان آخر يبعد عن منزله بأمتار وهو مقلب يرمى فيه المخلفات وتوجد به شجره البلسة وهناك رمى الشوالة بمافيها معتقداً أنه نجح بالتخلص منها، و أن جريمته انتهت بمجرد رميه للجثه