المؤتمر الثاني للتعليم الإلكتروني يختتم أعماله بعددٍ من التوصيات
Share
أوصى المؤتمر العلمي الثاني للتعليم الإلكتروني بتبنّي طريقة التعليم الإلكتروني المدمج في مؤسسات التعليم العالي لمواكبة التطورات الحديثة في التعليم، وتلبية احتياج الطلبة ممن لا تسمح ظروفهم بالدراسة ضمن نظام التعليم التقليدي.
وأكد المشاركون، في ختام أعمال المؤتمر الذي نظّمه في يومين في صنعاء مركز تقنية المعلومات في وزارة التعليم العالي بالشراكة مع الجامعة الإماراتية الدولية وجامعة العلوم والتكنولوجيا بمشاركة بحثية محلية ودولية، ضرورة تطبيق معايير وضوابط مجلس الاعتماد الأكاديمي على برامج التعليم الإلكتروني للحفاظ على جودته.
وحثت توصيات المؤتمر مؤسسات التعليم العالي على الاستفادة من التطورات التكنولوجية في تحسين التدريس والتقييم الجامعي، والتوجّه إلى التعليم التفاعلي لتدريب الطلبة على اكتساب المعرفة والمهارات والمسؤوليات المهنية.
كما أكدت التوصيات أهمية عقد شراكات بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث الإستراتيجية للبحث عن فرص مستقبلية للثورة الصناعية الرابعة، وتخصيص موازنات ومصادر مالية مبتكرة وكافية لتمويل البحث والتطوير، خاصة مجال تقنيات المعلومات.
وطالب المشاركون الجهات المعنية بتوسيع صلاحيات مركز تقنية المعلومات، ليشمل مؤسسة أو هيئة مستقلة، تنفيذاَ لموجهات الرؤية الوطنية ودعوة الجامعات إلى إنشاء مراكز متخصصة بالتعليم الإلكتروني وفقاً لضوابط ومعايير وأسس علمية وإيجاد ربط شبكي فيما بينها.
ودعت التوصيات إلى إطلاق الوزارة منصة التعليم الإلكتروني الموحّدة للجامعات، لتكون حلقة وصل تفاعلية بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، والاستفادة من المنصات العربية والعالمية .. مشددة على تعزيز دور التعليم الالكتروني من حيث التطبيقات والبرمجيات، وشبكات الاتصالات، والأجهزة والمعدات، والاهتمام بالأنظمة الحديثة وقواعد البيانات.
وحثت على تشجيع الاستثمار في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحسين أداء الشبكة، وسرعة الاتصال بها، في إطار مؤسسات التعليم العالي ومن خارجها، ودعوة مجلس الاعتماد الأكاديمي إلى تحديث ضوابط التعليم عن بُعد، وإعداد معايير التعليم المدمج والأدلة ذات العلاقة.
وركزت التوصيات على تنمية الشراكة بين قطاعات التعليم العام والعالي والمهني وقطاع الاتصالات، لتعزيز القدرة التقنية للمؤسسات التعليمية، وعمل شبكة انترنت داخلية للجامعات يتم ربطها كشبكة خارجية مع بقية الجامعات عبر الشبكة الوطنية (مزود الخدمة).
وكانت جلسات المؤتمر ناقشت -لليوم الثاني- أوراق عمل وأبحاث علمية، تضمنت “واقع التعليم الإلكتروني بمؤسسات التعليم العالي في الدول العربية التي تُعاني نزاعات – الإكراهات والمسارات المستقبلية (ليبيا أنموذنجاً)، ومتطلبات تطبيق التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم الإلكتروني والمسارات المستقبلية، وتحديات التعليم الإلكتروني، وفي مؤسسات التعليم العالي اليمنية وسبل التغلب عليها في ضوء بعض الخبرات المعاصرة”.
وتطرّقت جلستا العمل الثانية والثالثة إلى “دراسة مقارنة بين التعليم التقليدي والإلكتروني المدمج وعن بعد، في ضوء التجارب السابقة، ورؤية مستقبلية لبرامج التعليم الإلكتروني في ضوء المقارنة المرجعية للتجارب المحلية والعالمية، فضلاً عن نحو بيئة للتعليم الإلكتروني بناءً على معمارية الميثافرس”.
كما تطرّقت الجلستان إلى دراسة “أثر أسلوبي لعرض الدراما التعليمية باستخدام البرمجيات الحاسوبية في تنمية مهارات الاستماع لطلبة قسم اللغة الانجليزية بكلية التربية صنعاء، ومدى إدراكهم لأهمية التعاون والتبادل المعرفي والأداء في التعليم المدمج”.
وفي الاختتام، بارك وزير التعليم العالي، حسين حازب، نجاح المؤتمر، والنتائج والتوصيات التي خرج بها، والعمل على تنفيذها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، لمواكبة التطورات في مجال التعليم الإلكتروني.
وأعلن عن إصدار قرار بالسماح للتعليم عن بُعد في جامعة العلوم والتكنولوجيا، بعد التأكد من استيفاء الشروط والضوابط والمعايير المطلوبة بهذا الشأن، وعدم السماح بتجاوز المعايير والضوابط المحددة لهذا النوع من التعليم.
وأكد الوزير حازب الحرص على تشجيع التعليم الإلكتروني والمدمج وعن بُعد في الجامعات التي تمتلك مؤهلات وبنية تحتية، ومعامل وتجهيزات لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال .. داعياً الجامعات الحكومية إلى إصلاح أوضاعها والتقدم إلى مجلس الاعتماد الأكاديمي للحصول على الاعتماد البرامجي الخاص والعام.
وفي الاختتام، بحضور وزير الدولة الدكتور حميد المزجاجي وعضو مجلس الشورى حسن عبد الرزاق ونائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين ووكلاء الوزارة ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية، أكد رئيس اللجنة العلمية الدكتور شرف الحُمدي أن المؤتمر تناول في يومين أكثر من 25 ورقة عمل وبحث علمي.
وبيّن أن أوراق العمل والبحوث تضمّنت “التوجهات المستقبلية لتقنيات التعليم الإلكتروني، ومنظومة السياسات والتشريعات المنظمة لهذا النوع من التعليم، ومعايير التعليم الالكتروني والتقييم، وإنتاج المحتوى، والابتكار والتطوير في مجال التعليم الإلكتروني والافتراضي، فضلاً عن دور ومهام منصات وأدوات التعليم الإلكترونية وتحديات التعليم الالكتروني”.
وأشار إلى أن المؤتمر، الذي شارك فيه باحثون من اليمن والأردن وليبيا السودان وسلطنة عمان والبحرين وماليزيا، هدف إلى إثراء الجوانب ذات العلاقة بالتعليم الإلكتروني من منظور البحث العلمي، والإسهام في تطوير الضوابط لتنظيم التعليم الإلكتروني.
من جانبه، أكد رئيس الجامعة الإماراتية الدولية، الدكتور نجيب الكميم، أن مشاركة الجامعة في دعم المؤتمر يجسّد، الشراكة مع وزارة التعليم العالي لدعم استمرارية وتطوير التعليم العالي.
فيما أكد رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور عادل المتوكل، أن انعقاد المؤتمر يكتسب، اليوم، أهمية في انسجامه مع مضامين الرؤية الوطنية وتوجّهات القياد الثورية والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ لدعم تطوير وتحديث التعليم.