طفلة يمنية أجبرت على الزواج تعرضت للضرب وحققت حريتها بالتعليم (قصة إنسانية)
Share
تناول موقع صندوق الأمم المتحدة للسكان يوم الأربعاء، قصة إنسانية ترجمتها “وكالة الصحافة اليمنية” للفتاة اليمنية غادة ذات الـ 16 عامًا، وقال التقرير أن غادة أمية وليس لديها خبرة في العمل وأم لثلاثة أطفال.
وتابع التقرير: غادة واحدة من سبعة أطفال زوجها والدها في سن 12 سنة، وهو أحد العاملين بالأجر اليومي في مزرعة، في حديثها لموقع الأمم المتحدة قالت ” عائلتي فقيرة، وزوجني والدي رغم صغر سني ولم يهتم بكوننا أطفال”.
وبحسب التقرير أن هذه الحالة تنطبق على العديد من العائلات اليمنية الفقيرة، حيث رأى والد غادة أن زواجها مهم للتخفيف من أعبائه، رغم احتجاجات الفتاة التي حملت في سن الـ 13، وبمجرد إنجابها قام زوجها بضربها ومنعها من مغادرة المنزل لمدة عام؛ لأنها ولدت فتاة ، فيما كان يريد ولدًا
وأشار التقرير إلى أنه في حملها الثاني لم يكن هناك مرفق صحي قريب لتحديد جنس المولود، فعاشت 9 أشهر من الخوف من إنجاب فتاة أخرى؛ لكن عندما كان الطفل صبيا سُمح لها بمغادرة المنزل لزيارة عائلتها.
ويتابع التقرير سرد معاناة الطفلة بالقول أنها كانت تأمل من والدها بعد إخباره لما تعرضت له من ضرب وسجن وشتائم قاسية وإذلال يومي، أن يخلصها من زواجها؛ إلا أن ذلك لم يحصل، فعادت إلى زوجها الذي وعدها بتغيير معاملته، لتجد نفسها حاملًا للمرة الثالثة.
وبحسب التقرير شعرت غادة باليأس وحاولت تسميم نفسها بالمبيدات؛ إلا أن أختها أنقذتها، وذكرتها بالعيش من أجل أطفالها، ومع ذلك ، رفض والدها السماح لها بالبقاء عندما هربت مرة أخرى.
معدلات زواج الأطفال لا تزال مرتفعة
وقال التقرير ما يقرب ثلثي فتيات اليمن يتزوجن قبل سن الـ 18 والكثير منهن قبل سن الـ 15 وفقًا للمسح الديموغرافي والصحي لعام 2013 ، حيث تعتبر اليمن من البلدان القليلة في المنطقة العربية التي لا يوجد فيها حد أدنى لسن الزواج.
النازحين الأعلى معدل لزواج الصغيرات
نازحون في محافظة حجة
وأشار التقرير إلى أن ثمة دراسة أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان في ثلاث محافظات أن معدلات زواج الأطفال كانت الأعلى بين السكان النازحين ، حيث تزوجت فتاة واحدة من كل 5 فتيات نازحات تتراوح أعمارهن بين 10 و 19 عامًا ، مقارنة بواحدة من كل 8 فتيات في المجتمع. وواحدة من كل 10 فتيات تقل أعمارهن عن 18 عامًا تفقد طفلها أثناء الولادة.
ولفت التقرير إلى أن انهيار الخدمات الاجتماعية والصحية والقانونية إلى جانب الاقتصاد الممزق وعدم كفاية تمويل المساعدات إلى محدودية الوصول إلى الخدمات التي تستجيب للعنف القائم على النوع الاجتماعي ، فضلاً عن خدمات الصحة الجنسية والإنجابية. التمويل ينضب بسرعة وبدون المزيد ، سيتم حرمان أكثر من 500000 امرأة وفتاة من خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والطبي والقانوني وغيرها من خدمات الدعم في عام 2021، بحسب تصريح نستور أوموهانجي ، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن.
وبالعودة إلى حالة الطفلة غادة قال التقرير أن حالتها النفسية وصلت إلى أدنى مستوياتها، حيث أخذها أحد الجيران برفقة والدتها إلى مكان آمن، يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان في محافظة حجة، ليتم تحويلها إلى قسم الرعاية النفسية، حيث تتوفر هذه الرعاية للنساء.
وبالنسبة لأطفالها فقد ساعدها محام في تأمين حضانتهم، ثم تدربت على الخياطة لكسب العيش، كما تعلمت القراءة والكتابة وحصلت على مساعدات نقدية، وبعد الانتهاء من تدريبها كواحدة من أكثر المشاركين التزامًا ، حصلت على آلة خياطة ومواد للمساعدة في إعالة نفسها وعائلتها.
أكدت غادة أن التعليم ساعدها على الاستقلالية الاقتصادية وأنها صارت تتمتع بحرية الاختيار، مضيفة “أحتاج إلى تعليم أطفالي حتى يتمكنوا من الاختيار لأنفسهم في حياتهم”.