هكذا كان وهكذا أصبح .. معتقل في غوانتانامو مأرب يصل صنعاء جثة هامدة
Share
بين الجلد والضرب المبرح “بالهراوات والسياط” والحرق بالماء الساخن وبلفافات السجائر المشتعلة، التعليق على الحبال، منع الطعام والشراب، الصعق الكهربائي، التعذيب النفسي وكل تلك الممارسات الاجرامية التي أذابت جسده الممتلئ حتى بدت ملامحه كـ “هيكلٍ عظمي” هزيل نهشته وحوش البرية.
ليست هذهِ قصة يوميات سجين في غوانتانامو ولم تحدث هذه الجريمة في سجن أبو غريب؛ لكنها وللأسف حدثت في اليمن وفي السجون السرية لجماعة الإصلاح في محافظة مارب بحق مواطن أعزلٍ مسافر” صادق القسيمي” من أبناء مديرية بني مطر – محافظة صنعاء- وبتهمة انه “حوثي” تم قتله تحت التعذيب في تلك السجون.
عام و8 أشهر تجرع فيها “صادق القسيمي” أقسى وأشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي المفضي إلى الموت في سجون مارب التابعة لقوى التحالف وتحديدا “جماعة الإصلاح”.
في تاريخ 5 أبريل 2020 م تم إعتقال “صادق القسيمي” أثناء عودته من سيئون إلى صنعاء من قبل أفراد إحدى نقاط التفتيش التابعة لعناصر الإصلاح الإرهابي في مأرب، وظل “صادق” مخفيًا تحت التعذيب في سجون الإرهابيين بمأرب لأكثر من عام و8 أشهر حتى الإفراج عنه، وتسليمه للوسيط بتاريخ 4 أكتوبر 2021 وهو في أسوأ حالة، جراء التعذيب الذي تعرض له وماهي إلا ساعات اشتم فيها الهواء الطلق خارج السجن حتى سقط جثة هامدة؛ ليتم نقل جثمانه من مأرب إلى صنعاء وتسليم أهالي المعتقل من “آل القسيمي ” جثته يوم الخميس 14 أكتوبر 2021 م.
هكذا كان وهكذا أصبح .. “صورتين” للضحية “صادق” الأولى قبل اعتقاله بيومين والصورة الأخرى بعد خروجه من سجون الإصلاح وتحديدا قبل وفاته بيوم في مأرب” حسبما أورده “يحيى القسيمي” أحد أقرباء الضحية.
يؤكد “يحيى القسيمي” أن بعد تدهور حالته داخل السجن قامت جماعة الإصلاح بالتواصل مع الوساطة القبلية التي كانت تسعى من قبل لإخراجه وقاموا بتسليم الواسطة المعتقل ” صادق القسيمي” لتقوم الوساطة بنقله إلى احدى مستشفيات مأرب وماهي إلا ساعات قليلة حتى فارقت روحه الحياة بداخل المستشفى؛ ليتم نقل جثمانه إلى صنعاء بعد 14 يوم من بقاء الجثة بداخل ثلاجة مستشفى مارب.
لم يكن “صادق القسيمي” إلا واحدا من المئات المسافرين من وإلى المحافظات الشمالية اليمنية ممن يتعرضون للانتهاكات والاعتقالات والاختطافات تحت تهمة أنهم “حوثيون”، فليست عناصر ممارسات الانتقالي الجنوبي بحق المسافرين أقل من ممارسات وانتهاكات عناصر الإصلاح في محافظة مارب، كل هذا يحدث تحت صمت وتجاهل المنظمات الحقوقية والإنسانية والدولية.
وليس هناك أي حيلة لأسرة آل القسيمي ” وكل أسر المعتقلين والمخفيين قسرا سوى تحميل “حكومة هادي” كل ما حصل في حق ابنهم وحق كل المعتقلين والمختطفين من إهمال في كل جوانب الحياة المعيشية التي يتلقاها المعتقل، مطالبين المنظمات الحقوقية بمحاسبة ومحاكمة كل من له يد في قتل “صادق القسيمي”.