ميناء الصليف.. صرح اقتصادي ناهض تحت القصف والحصار الامريكي السعوي
يعد ميناء الصليف من أبرز الموانئ التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، ويقع في الشمال الغربي لمدينة الحديدة ويبعد عنها بمسافة 60 كيلومتراً ويتميز بامتلاكه أعماقاً طبيعية كبيرة تصل إلى نحو 15 – 22 متراً في الغاطس و14 متراً جوار الأرصفة تمكنه من استقبال السفن ذات الحمولات الكبيرة والتي عادةً ما يصعب استقبالها في ميناء الحديدة وقربه من جزيرة كمران التي لا تفصلها عنه سوى ثلاثة أميال جعلها تمثل له سياج حماية طبيعية من الأمواج ومنطقة رسو آمنة، هذا بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي بالنسبة للخطوط الملاحية البحرية وقربه منها، كما يلعب الميناء دوراً هاماً في توفير ما يحتاجه سكان المحافظات الشمالية والوسطى من المواد الغذائية الجافة من قمح وذرة ودقيق وأرز وسكر وغيرها.
ومع بداية العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على بلادنا، وما ترتب عليه من حصار واستهداف وتدمير كلي وجزئي للعديد من الموانئ المطلة على البحر الأحمر وإغلاق المنافذ البرية والجوية، تضاعفت أهمية ميناء الصليف خاصة بعد أن تم اختياره وميناء الحديدة من قبل الأمم المتحدة كميناءين لاستقبال المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني.
“الثورة” زارت ميناء الصليف بمعية مدير إدارة الإعلام والتسويق بالمؤسسة عمر أحمد الجرموزي، واطلعت على أوضاعه وما يقدمه من خدمات وحجم الخسائر والأضرار الذي تعرض له جراء العدوان والحصار الأمريكي السعودي الغاشم، وطرحت تساؤلاتها على إدارة الميناء والتي ردت عليها مشكورة .. وإليكم حصيلة ما جاء فيها :
أحمد كنفاني
*ما أبرز الخسائر والأضرار التي لحقت بميناء الصليف جراء العدوان والحصار؟
-استهدف طيران العدوان المؤسسة وموانئها “الحديدة ، الصليف ، المخا ، ورأس عيسى” التي تعمل بمهنية وحيادية تامة لتوفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء ومشتقات نفطية، في عدوان ممنهج ينم عن حقد كبير لما تتمتع به هذه الموانئ من مواقع استراتيجية ذات أهمية اقتصادية واستثمارية على خطوط الملاحة البحرية بمجالاتها الحيوية المتنوعة خاصة التجارية التي تجوب البحر شرقاً وغرباً بواردات وصادرات لكل أنواع البضائع والسلع التجارية، حيث بلغ حجم الأضرار والخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بميناء الصليف ومرسى رأس عيسى على مدى سنوات العدوان والحصار، حسب المؤشرات الأولية، 20 مليوناً 418 ألف دولار.
“الاهتمام والدعم”
*ما الدعم الذي يحظى به الميناء من قيادة مؤسسة موانئ البحر الأحمر ؟
-في ظل الاهتمام الذي توليه قيادة المؤسسة ممثلة برئيس مجلس إدارة المؤسسة القبطان محمد أبوبكر إسحاق ونائبه المهندس يحيى عباس شرف الدين، حظي الميناء مؤخراً بإدراج تسعة مشاريع في اطار الخطط الموضوعة ضمن الرؤية الوطنية الشاملة لبناء الدولة اليمنية الحديثة 2020 – 2030م، وهناك عدد من المشاريع المدرجة ضمن البرنامج الاستثماري للعام الجاري 2021م تمثل أبرزها في شراء وتوريد مولد كهربائي جديد بقوة واحد ميجاوات وصيانة وإعادة تأهيل الساحات الإسفلتية وشراء وتوريد فندرات (حاميات مطاطية) جديدة والبدء بتفعيل النظام الآلي بالميناء وربطه شبكياً بالمركز الرئيسي للمؤسسة بالإضافة إلى تحديث الدراسات الخاصة بالمشاريع التطويرية للميناء وإعداد (ماستر بلان) جديد، ناهيك عن المشاريع التي يشترك فيها مع ميناء الحديدة مثل مشروع المدونة الخاصة بأخلاقيات وسلوك الوظيفة العامة وكذا مشروع التوصيف الوظيفي الشامل وإعداد لائحة تنظيمية جديدة وتحديث لائحة وهيكل الأجور والمرتبات على مستوى المؤسسة والموظفين التابعين لها، هناك أيضا اهتمام بالجوانب التدريبية والتأهيلية لموظفي الميناء من خلال ما تم اعتماده من دورات تدريبية خلال العام الجاري في اطار برنامج المؤسسة للتدريب والتأهيل.
“الإدارات التشغيلية للميناء”
*ماذا عن الإدارات التشغيلية في الميناء؟
– لدى الميناء إدارات تشغيلية يرتبط عملها الأساسي والفعلي بالسفن واستقبالها وأعمال شحن وتفريغ البضائع الواصلة على متن تلك السفن وتشمل إدارة الحركة الملاحية التي يبدأ من خلالها التواصل مع السفن واستقبال واستلام الإشعارات المتعلقة بتاريخ وصولها ومعرفة بياناتها ومواصفاتها وبيانات الشحنات التي تحملها ، وتعمل بالتنسيق مع الإدارة العامة للعمليات البحرية بالمركز الرئيسي بالمؤسسة فيما يتعلق بتقديم خدمات الإرشاد البحري ودخول وخروج السفن .
وهناك إدارة الأرصفة والساحات التي تشرف على الأرصفة المختصة باستقبال السفن الواصلة إليها بمختلف أحجامها وأنواعها ومتابعة شحن وتفريغ البضائع الواصلة إليها وترحيلها إلى المستفيدين منها.
كما أن هناك إدارات تشغيلية وخدمية أخرى مثل الإدارة الفنية وإدارة الخدمات والتجهيزات وإدارة السلامة والأمن الصناعي وغيرها من الإدارات التنظيمية والمالية والإدارية والتي لا تقل أهمية عن الإدارات التشغيلية كونها إدارات خدمية مساعدة وكل إدارة منها من خلال ما تنفرد به من مهام واختصاصات تعتبر مكملة للإدارات الأخرى، مع الإشارة إلى أن هناك إدارة تشغيلية تم استحداثها مؤخراً، وهي إدارة مرسى رأس عيسى النفطي، ومن مهامها الإشراف البحري على عملية دخول وخروج النواقل النفطية إلى مرسى رأس عيسى النفطي، والتأكد من استيفاء مستحقات الميناء المتعلقة بعمليات الإرشاد البحري ورسوم الطن، إلا أن عمل هذه الإدارة للأسف متوقف منذ منتصف العام 2017م، عقب إصدار دول تحالف العدوان القرار الخاص بمنع وصول سفن المشتقات النفطية إلى مرسى رأس عيسى.
“السلامة والأمن الصناعي”
* ما التدابير الاحترازية التي شرعت إدارة الميناء في تنفيذها مع انتشار جائحة كورونا في معظم دول العالم؟
-من التدابير الاحترازية التي اتخذها وشرع في تنفيذها الميناء مع انتشار جائحة كورونا في معظم دول العالم ، تضافر جهود كافة الإدارات بإشراف مباشر من قبل قيادة الميناء، وذلك من خلال متابعتها وتأكدها من تنفيذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية المقرة من قبل اللجنة الرئيسية لمتابعة ومواجهة الكوارث والطوارئ والأوبئة بالمؤسسة، وما يصدر من تعقيبات وتقارير دورية صادرة من قبل اللجنة الفنية لمكافحة الأوبئة، سواءً بالنسبة للداخل إلى الميناء عن طريق البوابات الرئيسية، أو بالنسبة للسفن الواصلة، كما تم طبع بروشورات توعوية خاصة بالميناء حول المرض وأعراض الإصابة بالفيروس وطرق الوقاية منه، وتم توزيع هذه البروشورات على كافة الجهات العاملة بالميناء، كما تم التنسيق مع الشركات الاستثمارية المتواجدة داخل الميناء سواءً فيما يتعلق بعملية الرش أو استخدام الكمامات والبدلات الواقية.
“نشاط الميناء”
*ما حجم النشاط الكلي للميناء؟
-بلغ عدد السفن الواصلة إلى أرصفة الميناء خلال العام 2020م، 48 سفينة تحمل على متنها بضائع واردة متنوعة بكمية تصل إلى مليون و570 ألفا و708 أطنان، إضافة إلى سفينة حملت بضائع صادرة بكمية ألفين و500 طن.
“أنشطة مجتمعية”
*هل من أنشطة مجتمعية يسهم بها الميناء في مديرية الصليف الواقع في إطارها؟
-من الأنشطة المجتمعية التي دأب الميناء على تنفيذها توفير خدمات الطاقة الكهربائية لأبناء مديرية الصليف بالإضافة إلى المساهمة في العديد من الفعاليات التي يقيمها سكان المديرية.
“الاستثمار”
*ماذا عن المشاريع الاستثمارية القائمة وقيد التنفيذ في الميناء؟
-هناك مشاريع لشركات استثمارية كبيرة قائمة وتمارس أنشطتها منذ سنوات في الميناء، وهناك طلبات من شركات استثمارية لإقامة مشاريع جديدة ولا تزال قيد الدراسة والتنفيذ، ما تجدر الإشارة إليه أن الأخ رئيس مجلس إدارة المؤسسة وخلال العام المنصرم 2020م وجه بتشكيل لجنة متخصصة تضم ميناءي الحديدة والصليف بهدف إعداد ووضع خطة تنظيمية لتقسيم منطقة الحرم الخارجي لميناء الصليف وتحديد المساحات الخاصة باستيعاب مشاريع استثمارية جديدة وبما يتواكب مع التشغيل الأمثل للرصيف والمساحات الخاصة بالخطط المستقبلية لتطوير وتوسعة الميناء ، وقد تم بالفعل إعداد هذا المخطط وشهد العام 2020م إقبالاً ملحوظاً من عدد من الجهات الاستثمارية لطلب الاستثمار وإقامة مشاريع مختلفة جميعها تمت إحالتها إلى الجهات المختصة بالمؤسسة للاطلاع عليها والتأكد من استيفائها لكافة الشروط المطلوبة ليتم اعتمادها والموافقة عليها في إطار ما تم إعداده من مخططات لتقسيم الحرم الخارجي للميناء.
“حصار العدوان”
*ما أبرز الاحتياجات والعوائق؟
-من العوائق التي تواجه الميناء في نشاطه الخدمي والتجاري الحصار الذي تفرضه قوى العدوان وإحكام سيطرتها وتحكمها بنوعية وكمية البضائع الواصلة إلى الميناء أسوة بما هو حاصل بميناء الحديدة وبقية المنافذ البرية والجوية الأخرى، وآخرها منع دخول سفن المشتقات النفطية.. كل ذلك بالتأكيد له تأثيرات سلبية في تراجع حجم النشاط الفعلي للميناء الذي أصبح بعد توقف عجلة التنمية والبناء يعمل بطاقة إنتاجية وتشغيلية محدودة لخدمة أغراض ودواعٍ إنسانية فقط وتوفير الحد الأدنى من احتياجات المواطن اليمني من المواد الغذائية.
“كلمة أخيرة ”
*كلمة أخيرة تود إدارة الميناء طرحها عبر الصحيفة؟
-أتوجه بالشكر والتقدير لصحيفة “الثورة” التي دائماً ما نجد منها المتابعة والاهتمام والتشجيع المتواصل كما نأمل وندعو الله عز وجل وبسواعد أبطالنا الشجعان من رجال الجيش واللجان الشعبية في ظل قيادتنا الثورية والسياسية الحكيمة أن يتحقق النصر المبين لوطننا وشعبنا العظيم الصامد ويتوقف العدوان والحصار لننتقل بعدها إلى عملية التطوير وتنمية الموارد الذاتية للميناء.