“أم الخير” إمرأه تصنع من نزوحها قصة نجاح !

تحت سقف منزل مكون من غرفة واحدة بمنطقة ذبحان في ريف محافظة تعز، تسكن  “ام الخير  27 عاماً

” مع طفليها الإثنين وزوجها بعد نزوحها من مدينة الحديدة قبل أكثر من 3 أعوام

 ضربات الطيران السعودي على الحديدة واشتداد حرارة الجو نتيجة لإنقطاع الكهرباء، كان سبب نزوحها إلى منطقة بريف تعز طقسها بارد ولا تسمع فيها أصوات الطائرات .

وصلت ام الخير الى منطقة ذبحان ولم تجد سوى منزل صغير لتسكن فيه هي واسرتها، وبعد مرور عدة أيام بدأت تفكر في الحصول على عمل هي وزوجها من اجل توفير لقمة العيش وسداد ايجار البيت حيث نفذ كل مالديهم من مال .

 

عمل تطوعي

خرجت ام الخير  للبحث عن عمل يناسب مؤهلها العلمي حيث وهي قد تخرجت من كلية المجتمع بالحديدة وحصدت الترتيب الأول على دفعهتا مع مرتبة الشرف قسم التمريض .

تعاقدت للعمل تطوعيا مع مكتب الصحة بالمديرية للعمل بمرفق صحي ضمن مشروع المعالجة المجتمعية لسوء التغذية التابع لمنظمة سول، لمدة سنة وثلاثة أشهر، دون راتب أو حتى بدل مواصلات

وخلال عملها بجد واجتهاد بالمرفق الصحي، اختيرت للمشاركة في دورات تمولها منظمات دولية بمجال الصحة الإنجابية وغيرها بمحافظة تعز، وبعد ذلك نفذت العديد من الجلسات التوعوية في قرى المديرية بمجالات الصحة الإنجابية، وتنظيم الأسرة، وكيفية الوقاية من الأوبئة والحميات وأهمية التغذية العلاجية

 

العمل براتب

بعد العمل التطوعي بالمرفق الصحي اختارها مدير مكتب الصحة بالمديرية للعمل مع فريق طوارئ حماية النازحين التابع لإتحاد نساء اليمن والممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان

تتمثل مهام فريق الطوارئ لحماية النازحين -الذي تعمل فيه أم الخير- في النزول الميداني إلى مخيمات النازحين في المديرية، وتحديد احتياجاتهم، وتقديم الدعم النفسي والقانوني والصحي، والتشبيك مع المنظمات الدولية الأخرى في مجالات الغذاء والماء والصحة وغيرها

 

تفشي كورونا

بداية تفشي فيروس كورونا في اليمن العام الماضي، طوعت نفسها لتوعية المواطنين من خطر الفيروس وكيفية الوقاية منه وتصحيح الشائعات، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتعليق الملصقات في الاماكن العامة وتوزيع البرشورات

اعتمدت في توعيتها على معلومات منظمة الصحة العالمية وأصدرت دليل للتوعية بالفيروس يحمل اسم “دليل المواطن للوقاية من فيروس كورونا” وانتجت فلاشات توعوية ورسومات لاقت رواجا كبيرا

شاركت في حملة للتوعية بفايروس كورونا نفذتها احدى المنظمات  وعلى إثر نجاحها في الحملة، تم اختيارها للمشاركة في دورة لممثلي المبادرات الشبابية في المديرية، ضمن مشروع الشباب قادة السلام الذي تنفذه المنظمة، بتمويل من منظمة سيفرورلد البريطانية

وبعد انتهاء الدورة عملت منسقة  لمشروع تشكيل نقاط إسعاف أولي بمنطقة ذبحان الذي نفذته مبادرتها كمخرج لدورة ممثلي المبادرات الشبابية، والمشروع يهدف إلى تقديم خدمة الإسعاف الأولي تطوعيا لأجل تعزيز التماسك المجتمعي في المنطقة

 

خدمة المجتمع

تقوم ام الخير من منزلها بتقديم خدمة الاسعافات الاولية للمنطقة بدون مقابل مادي منذ نزوحها، ويتحدث كثيرون عن نجاحها في عملها وخدمتها للآخرين بالمرفق الصحي سابقا وحاليا في اتحاد نساء اليمن،

تشيد مسؤولة الأنشطة في اتحاد نساء اليمن بمحافظة تعز كريمة صالح بأم الخير وتعتبرها قصة نجاح في عملها للتوعية بخطر فيروس كوفيد 19 خصوصا وأنها نازحة، وواجهت معاناة كبيرة

تختم ام الخير حديثها بقولها ” اتمنى أن تتوقف الحرب ويسود السلام في اليمن وتفتح الطرقات وأسافر إلى الحديدة بساعات قليلة مثلما كان سابقا قبل الحرب”.

 

4 ملايين نازح

تسببت الحرب الدائرة في اليمن منذ عام 2015، بنزوح أكثر من 4 ملايين مواطن في المحافظات التي شهدت الحرب، وسجلت محافظة الحديدة اكثر من نصف مليون نازح وفقا لتقارير المنظمات الدولية

ويعيش النازحون ظروفاً صعبة ومأساوية، نتيجة لإستمرار الحرب، إضافة لنقص تمويلات العمليات الإنسانية التي تقوم بها منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن

وتقول الأمم المتحدة ان اليمن يعيش اسوأ كارثة إنسانية في العالم ولايوجد فيه أمن غذائي، ومنذ بداية الحرب قتل وأصيب عشرات الآلاف من المدنيين وفقا لتقارير المنظمات الدولية.

قد يعجبك ايضا