وكيل الأمم المتحدة للشؤون الانسانية: اليمن على حافة الكارثة
حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المنسق الأممي للإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، السبت، من أن اليمن بات “على حافة كارثة”، جراء تدهور الاوضاع الانسانية الناتجة عن القتال منذ بداية عام 2015.
وأعرب لوكوك، في بيان عقب انتهاء زيارته إلى اليمن استمرت 3 أيام، عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع هناك. وقال إن “الاوضاع تثير القلق، واليمن على حافة كارثة كبرى، ولكن الوقت لم يفت بعد”.
وتحاول الامم المتحدة دفع أطراف الصراع باتجاه إجراء محادثات سلام خلال ديسمبر الجاري في السويد.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه استمع إلى تأكيدات من مسئولين في سلطة الأمر الواقع بصنعاء، وحكومة هادي في عدن، بأنهم ينوون السفر إلى السويد لحضور محادثات السلام، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب، كون اليمنيين يستحقون مستقبلا أكثر إشراقاً، حد تعبيره.
وقال إن الأوضاع في اليمن تدهورت منذ زيارته الأخيرة في شهر أكتوبر/تشرين أول عام 2017. وأضاف “في عدن رأيت أطفالا يعانون من سوء التغذية، وبالكاد يستطيعون فتح عيونهم”.
وأفاد بأن المساعدات الإنسانية تساعد العديد من هؤلاء الأطفال على التعافي، رغم “أني سمعت قصصاً مفجعة لأطفال انتكسوا مرة تلو الأخرى لأن أسرهم غير قادرة على تحمل تكلفة الغذاء والرعاية الطبية الملائمة”.
وأضاف: “من غير المقبول رؤية رجال مسلحين داخل المستشفيات”، مشدداً على ضرورة إبقاء الصراع والمقاتلين بعيداً عن المنشآت المدنية.
وأوضح لوكوك أن “النزاع خصوصاً مع استمرار الأزمة الاقتصادية الأخيرة، يؤدي إلى زيادات كبيرة في الجوع وسوء التغذية الشديدين”.
وأكد أن “النزوح أحد أكثر العواقب وضوحا للنزاع في اليمن”، وقال “هناك حوالي 2.3 مليون شخص نازحين حالياً في جميع أنحاء البلاد، ومنذ شهر يونيو، فر أكثر من 500 ألف شخص من الصراع في محافظة الحديدة”.
وعبر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن سعادته بسماع تعهدات من السلطات بصنعاء والمسئولين في عدن للقيام بكل ما هو ممكن لتمكين عمليات الإغاثة الفعالة، وذلك على الرغم من قوله إن الوكالات الإنسانية لاتزال تواجه عقبات كثيرة في عملها حالياً.
وذكر المسؤول الأممي أنه جدد خلال لقاءاته بالمسئولين في صنعاء وعدن استعداد الأمم المتحدة للعب دور في إدارة ميناء الحديدة لضمان بقائه مفتوحاً لوصول مواد الإغاثة إلى اليمن.
ولفت وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إلى “أن الظروف المتدهورة في اليمن تعني أن هناك حاجة إلى المزيد من الموارد لجهود المعونة في العام المقبل”.
وقال لوكوك، رغم أن العمليات الإنسانية في اليمن هي الأكبر في العالم، لكن في عام 2019 سيكون من الضروري أن يكون أكبر من ذلك بكثير.
وأشار إلى أن المانحين قدموا هذا العام 2.3 مليار دولار، تمثل حوالي 80 بالمئة من احتياجات خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
وشدد على أن لا حل للأزمة في اليمن إلا من خلال حل سياسي، معرباً عن بالغ سروره بالاستماع إلى تأكيدات طرفي الصراع بأنهم ينوون حضور المحادثات المزمع عقدها في السويد خلال الأيام القادمة.
ويسود القلق من أن تعيق الاشتباكات في الحديدة حركة الميناء الذي يلعب دورا مهما في إيصال المساعدات الغذائية إلى اليمن الذي يعاني الملايين من سكانه من المجاعة.
وتجدد القتال في مدينة الحديدة منذ يوليو الماضي، أثر محاولات مستمرة لقوات يمنية مشتركة مدعومة من التحالف بقيادة السعودية لانتزاع السيطرة على المدينة ومينائها الاستراتيجية من قبضة الحوثيين (أنصار الله).