أمجد …شاب يكمل تعليمه الجامعي رغم المرض والفقر

لم يكن (أمجد الشدادي- 27عاما) يتصور أن ثمة إعاقة ستهاجم جسده  حينما كان في عمر الطفولة ، وتقضي على حلمه في أن يصبح أحد أبرز الرياضيين في مجال كرة القدم.

 

عاش (أمجد) المولود في عزلة الجبزية بمديرية المعافر محافظة تعز، طفولة مليئة بالأحلام والطموحات، وابتدأ مشواره الدراسي للمرحلة الابتدائية بكامل صحته الجسدية. وكأي طفل رسم مستقبله في أن يكون لاعب كرة قدم ذائع الصيت، إلا أنه حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث أصيب بالتهاب المفاصل الروماتيزمي “(Rheumatoid arthritis”.)

شارك أمجد  قبل إصابته بالتهابات المفاصل (الروماتيزم) كثيرا في معظم المباريات التي تقام في المديرية، وحصل على جائزة أفضل لاعب في الفريق الذي كان يلعب معه، إلى أن بدأ المرض يتسلل الى جسده ويتوغل في مفاصله رويدا رويدا، وكان حينها في التاسعة من عمره ، لكنه ظل يشارك أصدقائه اللعب ، ولم يستسلم ولم يسمح لليأس بأن يتملكه ولو لوهلة ، حسب قوله .

تحدي الاعاقة
أمجد في كلية الاداب

إصرار (أمجد) لم يكن كافيا لمواجهة المرض، أو بالأصح لم يعد بمقدوره على المواجهة طويلا، إذ لم يعد (أمجد) الذي احتفل مع أسرته قبل عام بتفوقه الدراسي وحصوله على المركز الثالث في صفه الثاني الأساسي، ولم يعد ذلك اللاعب المتصدر، ولا حتى الحارس أيضا؛ فالمرض التهم ما بقي من نشاطه الطفولي.

 

يحدثنا (أمجد) بالقول “: لقد انتهى كل شيء، وبدأت أفقد الأمل، جسدي لم يعد يقوى على شيء، توقفت عن الدراسة لمدة عامين كاملين، حينها يئست من الحياة ومن البقاء مع مرض حطم كل مفاصلي وعظامي”.

 

وكسائر المرضى المصابين بالروماتيزم قرر مواصلة تعليمه متعايشاً، مع المرض كصديقين يتصارعان حينا ويتفقان حينا آخر، ولكن تدهور مستواه الدراسي، ,ولم يعد كما كان في المرحلة الابتدائية يحصد المراكز الاولى، فالمرض أثر عليه كثيراً وعلى مستواه التعليمي.

 

أما الرياضة فقد كانت شيئا من الماضي “رافقني المرض طوال فترة دراستي الأساسية والثانوية، وأثر على مستواي الدراسي بشكل كبير جدا، فالألم الشديد والتأثير النفسي لعيشي تلك المرحلة كانا كفيلين بأن يحطماني نهائيا”.

 

مرت على امجد سنوات أليمة وقاسية جدا، وفي أحد الأيام بعد أن أتمم دراسته للصف الثاني الثانوي، قررت أمه معالجته من هذا المرض، وذهبت به بعد مشاورات مع نساء القرية إلى أحد السادة (شيخ يعالج بالقرآن) فأفادهم وأقنعهم بأنه مصاب بالشلل، وأعطاهم مرهم يدهن به كامل جسده”.

تحدي الاعاقة
أمجد شاب يتحدى المرض

 لم تتوقف معاناة (أمجد) عند هذا الحد، بل ازدادت سوءا فوق سوء، فالمرهم الذي أعطاهم (السيد أو الشيخ) قد تسبب في ضيق في الحالب، وأصبح المرض مرضين، حسبما ذكر لنا ، مما أضطرهم لإجراء عملية للحالب.

 

واصل دراسته الثانوية العامة بعد فترة من إجراء العملية وحصل على معدل 86.88% فقرر بعد ذلك الالتحاق بمعهد “الهياب الفني” لدراسة دبلوم جرافيكس، إلا أنه لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المادية السيئة”.

 

انتقل أمجد إلى محافظة الحديدة على الرغم من كل المعوقات التي عاشها إلا أنه لم ييأس، والتحق بالدراسة الجامعية في قسم الإعلام بجامعة الحديدة، لكنه عانى فيها الكثير من المصاعب والويلات فكانت أغلب أيامه خلال فترة دراسته الجامعية يعيش في ظروف منهكة للغاية المرض من جهة وتردي الوضع من جهة أخرى، حتى أنه كان في بعض الأيام يعيش على وجبة واحدة طوال اليوم”.

 

ورغم كل هذه الظروف والمعاناة جاء اليوم الذي كان ينتظره ويحقق حلمه في اكمال تعليمه الجامعي الذي كان الكثير من أسرته واصدقاءه ينصحونه بعدم الدراسة كونه مريض ومن الأفضل له ان يجلس بالبيت ويستسلم للمرض ، لكنه  لم يستجب لتلك النصائح التي كانت تقلل من عزيمته وتزرع اليأس في قلبه .

 

ينصح امجد كل من يقرأ قصته بالقول: “لاتيأسو لا تستسلمو للظروف ،الحمدلله استطعت إنهاء الدراسة، وتخرجت من قسم الإعلام شعبة الصحافة ،ولازلت أصارع المرض حتى هذه اللحظة ،لكن سأظل آملا بمستقبل مشرق يبدد وحشة السنوات التي عشتها”.

قد يعجبك ايضا