خفايا تمويل الإمارات للارهاب في اليمن
قبل أشهر كشفت صحيفة( إمارات ليكس) عن خفايا وآليات تمويل النظام الحاكم في دولة الإمارات لتنظيم القاعدة في اليمن لتنفيذ عمليات اغتيالات إجرامية ويتورط فيها مؤسسة اقتصادية معروفة مثل “بنك أبوظبي الأول”.
وقالت الصحيفة بحسب مسؤول يمني إن الصفقات المشبوهة التي تأتي من “بنك أبو ظبي الأول”” تجد طريقها إلى عملاء تنظيم القاعدة في الیمن ويتم ذلك من خلال سحب الأموال المودعة في حسابات فروع القاعدة عبر الشبكة العالمیة لأكبر بنك إماراتي من البنك الوطني الیمني من أجل دفع تكالیف إدارة مايسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
وكشف المصدر وهو موظف سابق في قسم إدارة الالتزام في البنك الوطني اليمني، أنه بدأ بملاحظة المعاملات الكبيرة التي یتم توجیهها عبر القنوات المشبوهة ووضع علامة علیها للتحقیق فیها.
وعندما قام المصدر بهذه الاكتشافات، أبلغ عنها غير أنه تم تحذيره من مناقشة النتائج ما دفعه إلى الاستقالة من البنك احتجاجا على ذلك.
ومنذ مغادرته كان قد تعرض للتهديد والترهيب من قبل مختلف السلطات الموالية لدولة الإمارات في اليمن، فهرب من البلاد حفاظا على سلامة أسرته.
وبحسب المصدر فإن أحد المستفيدون الرئيسيين من المعاملات المشبوهة هو المرتزق عیدروس الزبيدي
وقال المصدر إن لديه أدلة على حصول الزبيدي وبن بريك على مبالغ كبيرة من بنك أبوظبي الأول عبر شبكة غیر مشروعة من الصرافين والحوالات يستخدمونها لدفع أموال للإرهابيين لتنفیذ عملیات الاغتیال وإحداث فوضى في المنطقة.
وكشفت الأدلة أن الزبيدي يستخدم الأموال لتمويل أحد التابعين لتنظيم القاعدة مباشرة وأطلق علیه اسم أبو جهیمان.
وكان أبو جهیمان مسؤولا عن تفجیر فندق في عدن عام ٢٠٠٧، وقد سجن لمدة ثلاث سنوات ويعمل منذ ذلك الحین في مايسمى المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات.
وفي عام ٢٠١٦ تورط هاني بن بريك في مقتل داعیة بارز یدعى الشیخ سمحان الراوي.
وذكرت التقارير أن بن بريك وبأوامر من قائد إماراتي، نقل أموالا وأسلحة وسیارة من خلال أخیه إلى خلیة الاغتیال حتى یتمكنوا من تنفیذ الجريمة.
وكشفت اعترافات القتلة عن لقاء ضابط إماراتي یدعى أبو سلامة مع الخلیة لتهنئتهم بعد تصفیة الشیخ الراوي.
وبالإضافة إلى تمويل الإرهاب في الیمن، أشار المصدر إلى نشاط مشبوه على حسابات تابعة لشركات خارجية (اوف شور) كانت تمول مؤسسات شبابیة تروج للتطرف الإسلامي.
حیث أن الهیكل المعقد من الصنادیق الائتمانية والشركات الخارجیة (اوف شور) تستخدم حساباتها لدفع تكالیف “البرامج التعلیمیة” التي تم ربطها بهجمات المتطرفین على الأراضي الأوروبية التي ینفذها شباب ناشئة سريعة التأثر وسهلة الإقناع.
وقال المصدر إن لديه أدلة على تمويلات لمؤسسات كان قد ارتكب أعضاؤها عملیات قتل ضد مدنيين أبرياء باسم الإسلام.
وعلى الرغم من أنه من المعروف منذ فترة أن الإمارات تمول الإرهاب سرا وهدفها في الیمن هو استعمار الجنوب وارتقاء إلى موقع الهیمنة في الخلیج، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها كشف أدلة عن تورط مؤسسة مالیة إماراتیة في الجرائم المرتكبة على الأرض والتمويل المباشر للتطرف الإسلامي.
وسبق أن كشف تحقيق أجرته شبكة “سي أن أن” الأميركية أن السعودية وحلفاءها خصوصا دولة الإمارات نقلوا أسلحة أميركية الصنع إلى تنظيم “القاعدة” ومليشيات متشددة في اليمن.
ولفت التحقيق إلى أن السعودية والإمارات استخدمتا الأسلحة الأميركية لشراء ولاءات المليشيات أو القبائل اليمنية، للتأثير على المشهد السياسي المعقد، وفق ما نقلت “سي إن إن” عن قادة ميدانيين ومحللين.
كما أنه سبق أن كشفت وكالة “أسوشييتد برس”، في أغسطس /آب الماضي أن الإمارات أبرمت اتفاقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة، ودفع لهم أموالاً للخروج من مناطق رئيسية، واتفقت معهم للانضمام إلى الميليشيات التابعة لها.