معهد بروكينجز الأمريكي: التحالف يستخدم العنف والتعذيب ضد معارضي مشاريعه في اليمن

أكد معهد بروكينجز الأمريكي أن التحالف السعودي الإماراتي لن يتخلى عن مشاريعه ومخططاته في اليمن.
ونشر المعهد مقالاً للباحث والمستشار السابق “بروس ريدل” أفاد فيه بأن من غير المرجَّح أن تتخلى الرياض وأبو ظبي عن مكاسبهما دون ضغوط دولية كبيرة، خصوصاً بعد سيطرة الأولى على المهرة البعيدة عن الصراعات، واستيلاء الأخيرة على الجُزُر اليمنية الاستراتيجية.

وأوضح ريدل أن القوات السعودية سيطرت تدريجياً على المهرة، حيث استطاعت السيطرة على مركز المحافظة ومطار الغيضة والميناء، إضافة إلى السيطرة على المنافذ الحدودية مع عُمان.

وأشار إلى أن تلك القوات استخدمت العنف والتعذيب والاعتقال التعسفي في المهرة، لقمع أي معارض لمشاريع الرياض ومخططاتها التي تمنحها الوصول مباشرة إلى المحيط الهندي ومد خط أنابيب نفط من منطقتها الشرقية عبر المحافظة إلى بحر العرب.

وفي حديثة عن الإمارات، أكد الباحث ريدل أنها نشطة للغاية في العديد من الجُزُر اليمنية.. منوِّهاً بأن قطبي التحالف يحرصان على الاستفادة من الحرب من أجل تمرير مخططاتهما الرامية للاستحواذ على المناطق الاستراتيجية في اليمن.

مُشدِّداً على ضرورة أن تكون هناك ضغوط دولية على التحالف من أجل وقف إطلاق النار في اليمن، وهو الأمر الذي سيجبر الرياض وأبو ظبي على إخلاء المهرة وميون وسقطرى من القوات العسكرية.

وكان معهد بروكينجز الأمريكي نشر -في 13 أبريل العام الماضي- تقريراً للباحث ذاته “بروس ريدل” حول إعلان الرياض وقف عملياتها العسكرية بشكل مؤقت في اليمن، وأسباب إقدامها على تلك الخطوة.

وقال ريدل إن السعودية تعاني من أزمة اقتصادية حادة جراء تراجع أسعار النفط وتفشي جائحة كورونا في أراضيها، ما جعلها تعلن وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين ومن جانب واحد.

وأكد حينها أن موقف الحوثيين (انصار الله) منطقي من الإعلان السعودي، فهم يبحثون عن تسوية سياسية تنهي الصراع وترفع الحصار بشكل كلي، وليس مجرد هدنة مؤقتة كما تريد الرياض.

وأضاف أن الحوثيين (انصار الله) على حق في مطالبتهم برفع الحصار كون اليمن بحاجة ماسة للأغذية والدواء، فنحو 80% (24 مليوناً) من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ويعاني ثلثا الشعب، وبالأخص الأطفال، من سوء التغذية.

وأشار إلى أن اليمن اليوم مجزأة في ظل تقاسم السيطرة على أراضيها بين القوات السعودية ومليشيات مسلحة بينها القاعدة، وليس أمامها بديل لوقف خسائرها إلا الركون للسلم والاعتراف بسلطة خصومها الحوثيين (انصار الله) كأمر واقع في اليمن.

يأتي ذلك في ظل استمرار المشاريع السعودية والإماراتية، حيث تسعى الأولى للسيطرة على الملاحة البحرية ومد أنبوب نفطي من أراضي المملكة إلى بحر العرب، بينما تسعى الثانية إلى بناء القواعد العسكرية في الجُزُر اليمنية وأهمها سقطرى وميون وذلك تمهيداً للسيطرة الإسرائيلية عليها بدليل توافد ضباط إسرائيليين برفقة إماراتيين إلى الجزيرة لمعاينة المواقع في الجزيرة.

قد يعجبك ايضا