أمسك صالح الفقيه بذراع رضيعته الهزيل فيما لفظت آخر أنفاسها يوم الخميس في عنبر علاج حالات سوء التغذية في المستشفى الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء.
ووصلت هاجر الفقيه التي كانت تبلغ من العمر أربعة أشهر لمستشفى السبعين في العاصمة قادمة من محافظة صعدة الأسبوع الماضي وهي واحدة من آلاف الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية في البلاد التي دفعتها أكثر من ثلاث سنوات من الحرب إلى شفا المجاعة.
ويرقد جثمانها في ذات العنبر الذي شهد وفاة رضيع آخر هو محمد هاشم من شدة الجوع في اليوم نفسه أيضا. وكان مصور من رويترز حاضرا عندما توفي الصغير وأكد الأطباء أنهما توفيا بسبب سوء التغذية.
وقال والد هاجر “قضت شهرين في مستشفى في صعدة.. لكن كان علينا نقلها لصنعاء”.
وقالت ميرتسيل ريلانو مندوبة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في اليمن لرويترز في سبتمبر أيلول إن أكثر من 11 مليون طفل أو ما يمثل نحو 80 بالمئة من سكان البلاد تحت سن الثامنة عشرة يواجهون خطر نقص الغذاء والإصابة بالأمراض والتشرد والافتقار الشديد للخدمات الاجتماعية الأساسية.
وخاطرت أسرة الفقيه بقطع رحلة في طرق جبلية وعرة تشهد ضربات جوية من التحالف الذي تقوده السعودية.
وقال والد الرضيعة الراحلة “عملت في البناء وأنا أيضا سائق. أفعل كل ما أستطيع لكني عاطل الآن”.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 22 مليون يمني، من إجمالي عدد السكان البالغ 29 مليونا، يعتمدون على المساعدات الإنسانية. ويعتبر نحو 18 مليونا في عداد الذين يعانون الجوع و8.4 مليون يعانون الجوع الشديد.
وقال فؤاد الريمي وهو ممرض في مستشفى السبعين إن هاجر كانت واعية عندما جاءت للمستشفى لكنها كانت تعاني من نقص في مستوى الأكسجين.
وأضاف “كان جسدها مثل عظام لا يكسوها إلا الجلد.. كان هزيلا جدا”.