المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن يكرر دعوته أطراف النزاع إلى اغتنام الفرصة الحالية والتفاوض بحسن نية دون شروط مسبقة
أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيثس، أن “هذا هو وقت اتخاذ القرار والقيادة المسؤولة”، مكررا دعوته طرفي النزاع في اليمن إلى “اغتنام الفرصة الحالية والتفاوض بحسن نية دون شروط مسبقة والإصغاء إلى مناشدات المجتمع الدولي لإنهاء هذا النزاع وإعادة اليمن لشعب اليمن ولمستقبله”.
جاء ذلك في بيان عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في برلين، حيث أحاط المبعوث الخاص اليوم مسؤولين من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن الاتحاد الأوروبي، وألمانيا، والكويت، والسويد حول المفاوضات الجارية، وشدد على أهمية دعم المجتمع الدولي الكامل في هذه اللحظة الحرجة من عملية المفاوضات في اليمن.
أهمية الإجماع الدولي في هذه اللحظة الحرجة
وفي بيانه أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عن شكره لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس ولألمانيا على دورها القيادي، وعلى المجهود الذي تبذله نيابة عن الشعب اليمني.
وقال إنه متنن لالتزام ألمانيا المستمر بمستقبل عادل لليمنيين، الأمر الذي يؤمن بإمكانية تحقيقه والوصول إليه، مشيرا إلى أنه تأخر كثيراً بالفعل. وقال:
“وجودنا هنا يعبر عن إدراك اللحظة الحرجة التي نمر بها الآن، مع صديقنا تيم ليندركينغ (المبعوث الأمريكي الخاص لليمن) هنا، في عملية المفاوضات، والتي نحتاج فيها إلى إجماع مجلس الأمن والمجتمع الدولي ودعمهما الكامل أكثر من أي وقت مضى”.
وذكر المبعوث الخاص أن الحرب في اليمن مستعرة منذ أكثر من ست سنوات، وقد عانى خلالها اليمنيون الأمرين. إذ افتقروا بشكل متزايد ومروع إلى سبل الحصول على الغذاء والدواء:
“أكثر من ست سنوات واليمنيون يعانون من غياب الخدمات الأساسية ومن القيود على حرية الحركة من وإلى وداخل بلدهم. أكثر من ست سنوات وأطفال اليمن محرومون من التعليم، وقد ضاع جيل من اليمنيين.”
تلبية الاحتياجات الإنسانية وبناء الثقة بين الطرفين
وأكد المسؤول الأممي على ما وصفه وزير الخارجية الألماني هايكو مس وهو أنَّ “الحل الوحيد لإنهاء هذه المأساة يتمثل في الوصول إلى تسوية سياسية من خلال التفاوض بما يلبي تطلعات اليمنيات واليمنيين. “
ولكن ما السبيل إلى تحقيق ذلك الهدف، تساءل مارتن غريفيثس، مشددا على أنه “يجب علينا أن نستجيب للحاجات الإنسانية الحرجة وأن نبني الثقة بين الطرفين”.
وكانت الأمم المتحدة قد وضعت خطة تهدف إلى تأمين وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لإيقاف الاقتتال بجميع أشكاله وفتح الطرق الرئيسية التي تصل بين الشمال والجنوب، بما في ذلك تعز، وهي المدينة التي ترزح تحت الحصار منذ وقت طويل، للسماح بحرية حركة المدنيين والبضائع التجارية والمساعدات الإنسانية.
وتعمل الأمم المتحدة أيضا على تأمين فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية والمحلية، وضمان التدفق المنتظم للوقود وغيره من السلع التجارية إلى اليمن من خلال موانئ الحديدة وتوجيه الإيرادات المرتبطة بدخول سفن الوقود نحو المساهمة في دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.
وفي هذا السياق، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن عن أمله في أن يُوجد الاتفاق على هذه التدابير الإنسانية “بيئة مواتية تمكن الطرفين من الانتقال بسرعة إلى محادثات سلام تشمل الجميع تحت مظلة الأمم المتحدة لإنهاء النزاع بشكل كامل ومستدام. “
إشادة بالجهود الأمريكية
بيان مارتن غريفيثس لم يخل من الإشادة بالولايات المتحدة- كما فعل وزير الخارجية الألماني- من خلال شخص مبعوثها لليمن، تيموثي أ. ليندركينغ، الذي أعاد تعريف مفهوم العمل بلا كلل من خلال نشاطه ومثابرته في محاولة مساعدتنا جميعاً للوصول لتلك الأهداف والتطلعات، على حد تعبير غريفيثس.
وأوضح المبعوث الأممي أن أكثر من عام مضى على دخول طرفي النزاع في اليمن في مفاوضات حول هذه القضايا.
وقال:
“نحن على دراية بمواقفهما ونبذل كل الجهود الممكنة لتجسير خلافاتهما. ولمساعدة المجتمع الدولي دور محوري في إنجاح المفاوضات، كما يتجسد اليوم في ألمانيا تحت قيادتك (قيادة وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس). “