الحصار والحرب ورحلة البحث عن الكتب المدرسية في أرصفة الشوارع

مران السياغي:

مع انطلاق الفصل الدراسي الثاني في جميع المحافظات الحرة لا زالت مشكلة نقص الكتاب المدرسي الى جانب انقطاع مرتبات المعلمين والمعلمات بعد نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء الى عدن ، تشكل العائق الأكبر أمام العملية التعليمية في ظل إستمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن للعام السادس على التوالي.

عبد الملك عدنان  – طالب في  الصف السادس من المرحلة الاساسية قال عندما سأله “سبأ نت” عن مدى توفر الكتب الدراسية خلال دراسته في الفصل الاول من العام الدراسي الجاري “من حقي أن أتعلم ، من حقي أن تُوفر لي كتبي المدرسية في وقتها المناسب دون البحث عنها في أرصفة الشوارع , أو استعارتها من أصدقائي في الحي , من حقي أن أتعلم دون أن اشارك زملائي كتبهم في الصف ، من حقي أن أتعلم براحة بال” .

يقول نبيل خالد ، والد لثلاثة أولاد وبنتين، يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة بين الابتدائية والإعدادية والثانوية : “واجهتنها صعوبات عديدة قبل توفير الكتب المدرسية للأولاد ، حيث نضطر في البداية إلى توفير أزياء المدارس والحقائب ولوازمها من دفاتر وأقلام وغيرها , وبعد الانتهاء من مشقة توفير هذه المستلزمات  التي أنهكت كاهلي , نأتي إلى توفير الكتاب المدرسي الذي ينعدم في المدارس بشكل عجيب “.

ويضيف : شدينا الرحيل للبحث عن الكتب في أرصفة الشوارع ابتدءً من  حي الحصبة حتى ميدان التحرير الذي يعج بتجار السوق السوداء للكتب المدرسية ؛ ففوجئنا بعجرفة البائعين وأسعارهم الخيالية التي تختلف من بائع  إلى أخر؛ حيث كان سعر الكتاب الحكومي الجديد ،الأغلى، و الذي يصل إلى 800 ريال للكتاب الواحد و500 ريال للكتاب المطبوع تجاريا  و300 ريال للكتاب المستعمل, فقررنا شراء الكتب حسب قدرتنا المالية وفي أيام مختلفة  وحسب أهمية الكتاب”.

ويناشد المواطن نبيل قيادة وزارة التربية والتعليم  ضرورة توفير احتياجات الطلبة من الكتب المدرسية .

ديون لاتنتهي

المواطن لطف حيدرة يقول لـ (سبأ نت) :” لم نتعافَّ من ديون الفصل الاول إلى الآن، وها نحن في رحلة جديدة من الديون والبحث عن الكتب المدرسية وضرورة توفير المبالغ المالية لشرائها في ظل هذا الحصار الخانق من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن , وإنقطاع المرتبات ” .

توفيق المطري – أب لثلاثة أبناء في مراحل مختلفة من التعليم وبنت في المرحلة الإعدادية إلى جانب ابنة أخيه التي يعولها في نفس المرحلة , يؤكد عدم قدرته على توفير الكتب الدراسية لأولاده وابنة أخيه, في حال لم تستطع المدارس توفيرها لهم , يقول المطري :” سيكون الحل المناسب بشراء كتب مستعملة ليتمكنوا من الدراسة والمذاكرة ،فانتظار المدارس  حتى توفر الكتب سيطول كثيراً”.

الكتب الإلكترونية لا ترحم

يقول المواطن عدنان عبد الرحمن:” قمت بتنزيل الكتب من موقع وزارة التربية والتعليم بصورة سهلة؛ ففرحت أن المنهج بين يدي بضغطة زر من جهاز الحاسوب في عملي ؛ فجريت مهرولاً إلى ابنتي ابلغها بتوفير المنهج في فلاش؛  وهنا كانت خيبة الأمل وذلك لعدم توفر أي جهاز إلكتروني (هاتف محمول أو جهاز لوحي) وعدم توفر الطاقة الكهربائية لدينا للاستفادة من الكتب , بعدها أخذت الفلاش  إلى أقرب محل تصوير لطباعة الكتب؛ فكانت الصدمة الثانية حيث كانت اسعار طباعة كتاب ابيض واسود صفحاته 190 صفحة بمبلغ 3800 بما يعادل 20 ريال للورقة , اما الورقة الملونة بـ50 ريال ليكون مبلغ الكتاب الملون 9500 .

الكتب المستعملة هي الحل

من جانبها تشير الأستاذة غناء أبو هادي مديرة مدرسة الشيماء للبنات إلى أن مكتب التربية بالأمانة صرف الكتب المدرسية لجميع المراحل الدراسية, حيث تم توزيعها حسب احتياجات الطالبات , وما تبقى من الكتب يتم مواجهتها من قبل أولياء الأمور بطرق عدة أغلبها  الشراء .

ويقول الإستاذ عبدالله الرحبي مدير مدرسة نشوان الحميري  :” الكتب المدرسية يتم توفيرها عبر مكتب التربية بأمانة العاصمة, وتم صرف الكتب التي صرفت للمدرسة على الطلبة كاملة , وما نقص من المنهج نقوم بتوفيره من خلال الكتب المستخدمة لدينا أو عبر التعاون من بعض المدارس الأهلية وبعض أولياء الأمور “.

كما يقول الأستاذ محمد الثلايا مدير مدرسة يس الأهلية انه يتم توفير المناهج المدرسية بشرائها من البوابة الذكية للوزارة , حيث يتم تحديد احتياج المدرسة من الكتب ومن ثم يتم استلامها من مطابع الكتاب .

قد يعجبك ايضا