تفاصيل يوم دموي في عدن وأسباب توجه هادي لزيارة واشنطن
شهدت مدينة عدن، يوم السبت 16 سبتمبر، اشتباكات غير مسبوقة بين قوات الحماية الرئاسية وقوات الحراك الجنوبي ، تشير إلى أن محاولات السعودية إقناع أبوظبي بتخفيف عدائها تجاه عبدربه منصور هادي وظهر ذلك من خلال إقدام الطيران الإماراتي على قصف عدة مواقع للحماية الرئاسية في المدينة.
واندلعت الاشتباكات بسبب التنافس بين قوات ما يسمى “الحزام الأمني” التي شكلتها الإمارات وقوات الحماية الرئاسية التي تضم عناصر اخوانية، على أحقية الانتشار في مناطق عدن.
وبدأت الاشتباكات بين الطرفين قرب ملعب 22 مايو بمديرية الشيخ عثمان ، وامتدت الاشتباكات إلى منطقة العريش وهناك بدأ طيران الأباتشي الإماراتي بقصف مواقع قوات الحماية الرئاسية لمنعها من الانتشار في المنطقة ما أدى لتدمير مدرعة ومقتل جندي وإصابة ثلاثة في “جولة الرحاب”.
وأدت الاشتباكات في منطقة العريش إلى انقطاع التيار الكهرباء جراء إصابة المولد الكهربائي الخاص بالمنطقة بقذائف الاشتباكات، كما توقفت حركة السير بشكل كامل في الشوارع الرئيسية بمنطقتي الشيخ عثمان والعريش فيما بدأ السكان بمغادرة منازلهم والنزوح منها سالكين طرقاً فرعية خصوصاً بعد اشتداد القصف الجوي.
مصادر موالية لهادي قالت إن قواته دمرت طقماً عسكرياً تابعاً للحزام الأمني وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف عناصر الحزام.
كما أفادت مصادر محلية لـ المراسل نت أنه ومع اشتداد المواجهة سقط أربعة جرحى مدنيين أحدهم توفي بسبب إصابته الخطيرة، قبل أن تتمدد تلك المواجهات ومعها القصف الجوي لتصل إلى منطقة المنصورة بما يجعل هذه الاشتباكات هي الأعنف بين قوات هادي والحزام الأمني الموالي للإمارات.
وأكدت مصادر في عدن لـ المراسل نت أن طيران الإمارات قصف “فندق العريش” الذي يتواجد به عناصر من قوات هادي ومسلحي حزب الاصلاح الإخواني، مشيرة إلى أن حصيلة المواجهات بين الطرفين في جميع المناطق بلغت نحو 40 قتيلاً وجريحاً من الطرفين.
وكانت المفترض أن تتسلم قوات الحزام الأمني القطاع الشرقي لمدينة عدن من قوات الحماية الرئاسية غير أن اشتباكات حدثت ويقال إنها بدأت بإطلاق النار على قوات الحماية الرئاسية فيما يتهم الطرف الآخر عناصر موالية لهادي ببدء الهجوم لمنع استلام المنطقة.
وقال مصدر موالي لقوات هادي في تصريح لـ المراسل نت أن تبرير الحزام الأمني غير مقبول وغير واقعي نظراً لمشاركة الطيران الإماراتي في قصف قوات الحماية، مشيراً إلى ذلك لن يحدث بشكل عشوائي.
من جانبه رأى الناشط السياسي خلدون باكحيل أن ما حدث في عدن سببه سعي الإمارات إلى منع هادي من العودة إلى عدن وممارسة مهامه من القصر الرئاسي .
وكان هادي قبل عطلة العيد توجه إلى مدينة طنجة المغربية حيث للقاء ملك السعودية الذي كان يقضي إجازته السنوية هناك، ولكن السعودية لم تنجح في تلبية ما جاء هادي لأجله وظهر ذلك عندما قامت الإمارات بإبلاغ فريق هادي أنها لن تمنح طائرته الإذن للهبوط بمطار عدن الأمر الذي أجبر هادي على البقاء في الرياض والعودة من مطارها لمقر إقامته.
ويبدو أن هادي يرى في الولايات المتحدة الأمل الأخير لوقف التعنت الإماراتي تجاهه، وفي هذا السياق كشف إعلامي إخواني مقرب من هادي أن الأخير ستوجه إلى الولايات المتحدة.
وقال الإعلامي أنيس منصور في منشور رصده المراسل نت بصفحته في الفيسبوك ” يوم غدا سيغادر الرئيس عبدربه منصور هادي الى الولايات المتحدة الامريكية” وأضاف ” دعواتكم له فقد تكالب عليه الاوغاد والسفهاء والمرتزقة العملاء من كل جهة”.
ويسعى هادي من وراء هذه الزيارة لإنقاذ “شرعيته” التي تعرضت للقصف أكثر من مرة من قبل الإمارات القطب الثاني في التحالف، والذي تسبب موقفها منه في إضعاف موقفه السياسي خصوصاً في فرض الشروط على خارطة الحل السياسي للأزمة اليمنية.