في أكبر استطلاع للرأي حول المناخ: الغالبية تدعم اتخاذ إجراءات واسعة النطاق لحل الأزمة المناخية
أظهرت نتائج أكبر استطلاع للرأي في العالم حول المناخ شملت أكثر من نصف سكان العالم أن 64% من المشاركين، يعتقدون أن تغيّر المناخ يمثل حالة طوارئ عالمية تتطلب اتخاذ إجراءات واسعة من صانعي السياسات لمعالجة الأزمة.
ويُعدّ عام 2021 محوريا لالتزامات العمل بشأن المناخ، حيث من المقرر عقد جولة رئيسية من المفاوضات في قمة الأمم المتحدة للمناخ في تشرين الثاني/نوفمبر في غلاسكو بالمملكة المتحدة.
وقد نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نتائج “تصويت الشعوب للمناخ” اليوم الأربعاء، وأوضح أن 64% من الناس في 50 دولة تضم أكثر من نصف عدد سكان العالم يعتقدون أن تغيّر المناخ يمثل حالة طوارئ عالمية على الرغم من استمرار الجائحة.
وقال مدير عام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر: “توضح نتائج المسح بوضوح أن العمل المناخي العاجل يحظى بدعم واسع بين الناس في جميع أنحاء العالم من جميع الجنسيات والأعمار والنوع الاجتماعي ومستويات التعليم“.
ضرورة معالجة الأزمة
يكشف الاستطلاع، بحسب شتاينر، كيف يريد الناس من صانعي السياسات معالجة الأزمة: من الزراعة الصديقة للمناخ إلى حماية الطبيعة والاستثمار في التعافي الأخضر من كـوفيد-19، وأضاف يقول: “يرفع المسح صوت الناس إلى مقدمة النقاش المناخي. إنه يشير للطرق التي يمكن للبلدان من خلالها المضي قدما مدعومة بالرأي العام، بينما نعمل معا لمواجهة هذا التحدي الهائل“.
شتاينر، الذي شارك في مؤتمر صحفي افتراضي لاستعراض نتائج المسح، ردّ على سؤال عن الـ 36% المتبقية من المستطلعة آراؤهم ممن لا يعتقدون أن تغيّر المناخ حالة طوارئ عالمية، وقال: “البعض يقول لا أؤمن بتغيّر المناخ، هذا الأمر موجود عبر التاريخ، وبعض الأشخاص لن يقتنعوا على الإطلاق، البعض لا يزال يؤمن بأن الأرض مسطحة”، وأوضح أنه يعتقد أن صانعي السياسات والقادة سيركزون على الفئة التي تدعم الاستجابة لتغيّر المناخ.
أهم نتائج البحث
وجه الاستبيان سؤالين رئيسيين للمستطلعة آراؤهم: هل تعتقدون أن تغيّر المناخ حالة طوارئ عالمية؟ وما الذي يمكن فعله لمعالجة الأزمة؟
وقد سُئل المشاركون عمّا إذا كانوا يدعمون 18 سياسة مناخية رئيسية في ستة مجالات عمل، وهي الاقتصاد والطاقة والنقل والأغذية والمزارع والطبيعة وحماية الناس.
ووجد الاستطلاع أن غالبية المستجيبين في ثماني دول من أصل 10 بلدان لديها أعلى انبعاثات من قطاع الطاقة، دعمت المزيد من الطاقة المتجددة. وفي أربعة من بين خمسة بلدان لديها أعلى انبعاثات بسبب تغيير استخدام الأراضي، كان هناك دعم من الأغلبية للحفاظ على الغابات والأراضي.
وتسعة من بين 10 من البلدان التي تضمّ أكثر المناطق السكنية الحضرية تدعم استخدام السيارات الكهربائية النظيفة والحافلات أو الدراجات. والأكثر شيوعا هو دعم الحفاظ على الغابات (54%)، المزيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المتجددة (53%) اعتماد تقنيات الزراعة الصديقة للمناخ (52%) والاستثمار أكثر في الأعمال والوظائف الخضراء (50%).
مشاركة من هم دون سن 18 عاما
بلغ عدد المشاركين في الاستطلاع 1.2 مليون شخص يتحدثون 17 لغة، أكثر من نصف مليون منهم تحت سن 18، وتم توزيع الاستبيان المبتكر عبر شبكات الألعاب المحمولة من أجل تضمين الفئات التي يصعب الوصول إليها في الاقتراع التقليدي، مثل الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاما. وقامت جامعة أكسفورد بمعالجة نتائج الاستطلاعات.
وقال البروفيسور ستيفن فيشر، من قسم علم الاجتماع في جامعة أكسفورد: “أظهر الاستطلاع – وهو أكبر استطلاع للرأي العام حول تغيّر المناخ – أن شبكات الألعاب المحمولة لا يمكنها الوصول إلى الكثير من الأشخاص فحسب، بل يمكنها أيضا إشراك أنواع مختلفة من الأشخاص في مجموعة متنوعة من البلدان. وقدّم تصويت الشعوب للمناخ كنزا دفينا من البيانات حول الرأي العام لم نشهده من قبل. لقد وجدنا أيضا أن معظم الناس يريدون بوضوح استجابة سياسية قوية وواسعة النطاق“.
فيما يتعلق بالعمر، كان الأشخاص الأصغر سنا (دون سن 18) أكثر ميولا للقول إن تغيّر المناخ هو حالة طوارئ عالمية مقارنة بمن هم أكبر منهم سنّا.
وقال شتاينر إن دعم الاستجابة لتغيّر المناخ أمر منطقي: “من الذي يرغب بالعيش في مدينة فيها تلوّث؟ الأمر لا يبدو منطقيا.. لا أريد لأبنائي أن يعانوا من التسمم بالرصاص أو غيره من الانبعاثات. ثمّة الكثير من المنطق في الاستجابة للمناخ وهي ليست غريبة في التعامل مع هذه المسألة، فهي جزء من الاستجابة السريعة لتغيّر المناخ“.