د. أحمد المنظري: علينا أن نعدّ أنفسنا لعام آخر في “مواجهة العدو” – كوفيد-19
دعا د. أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، إلى الاستعداد لعام آخر في مواجهة العدو المتمثل بفيروس كورونا مشيرا إلى “أننا بعيدون كل البعد عن السيطرة على جائحة كوفيد-19” مع ارتفاع عدد الحالات في الإقليم الذي يضمّ المنطقة العربية.
وقد شرعت ثماني دول في إقليم شرق المتوسط بإعطاء اللقاحات للفئات المعرّضة لمخاطر عالية.
وفي أول إحاطة له هذا العام، قال د. أحمد المنظري، في مؤتمر صحفي، إنه مع بدء توزيع اللقاحات في عدد من دول الإقليم، ثمّة حاجة إلى ضمان الوصول العادل والمنصف للقاحات كـوفيد-19 وتوزيعها على جميع البلدان، وخاصة للفئات الضعيفة التي تعيش في أصعب السياقات الإنسانية.
وأضاف: “من بين الـ 100 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 حول العالم، خمسة ملايين في إقليم شرق المتوسط. وفي ذلك تذكرة قوية بضرورة مواصلة تعزيز الجهود الشاملة لمكافحة الأمراض من الحكومات والمجتمعات المحلية بدعم من منظمة الصحة العالمية والشركاء“.
ارتفاع عدد الحالات
خلال الأسبوعين الماضيين فقط، شهد إقليم شرق المتوسط زيادة في عدد الحالات، بعد انخفاض استمر لعدة أسابيع، وأفاد المسؤول الأممي بأنه من المرجح أن ذلك يرتبط بموسم الاحتفالات خلال العطلة وبالطقس الأشد برودة.
وأشار د. المنظري إلى “أننا لا نزال بعيدين عن السيطرة على الجائحة، وعلينا أن نعدّ أنفسنا لعام آخر في مواجهة هذا العدو”، مشددا على ضرورة اليقظة واستغلال جميع الأدوات المتاحة للتصدي للفيروس.
ومن هذه الأدوات الضرورية للوقاية من الإصابة بالمرض، التباعد البدني وارتداء الكمامات وتجنب المناطق المزدحمة وضمان التهوية الجيدة عند الاضطرار إلى الوجود مع آخرين في الأماكن المغلقة.
أزمات إنسانية إلى جانب الجائحة
وقال: “رأينا في عام 2020 أن القدرات الإقليمية والوطنية تُستنفد إلى أقصى حد، حيث تعرقلت الجهود المبذولة لمكافحة المرض الجديد بسبب حالات الطوارئ الإنسانية المزمنة والحادّة، والتي شملت 9 أزمات إنسانية مستمرة، إلى جانب أحداث أخرى بذلنا فيها جهودا شاقة مثل انفجار بيروت وفيضانات السودان وفاشيات فيروس شلل الأطفال في السودان واليمن“.
وأوضح أن أكثر من 235 مليون شخص سيحتاجون هذا العام إلى مساعدات إنسانية في جميع أنحاء العالم – بزيادة هائلة قدرها 40% عن العام الماضي. و43% من هؤلاء يعيشون في إقليم شرق المتوسط.
وقال د. منظري: “في هذه الأماكن، لا يزال عدد لا يُحصى من الناس يموتون دون داع ودون الكشف عن هويتهم بسبب الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، والأمراض غير السارية غير المعالجة، والصدمات العنيفة والمضاعفات بعد الولادة وأمراض حديثي الولادة وسوء التغذية وغيرها من الأسباب“.
وتابع يقول إنه بينما يظل التصدي لجائحة كوفيد-19 الأولوية، لا يجب نسيان الطوارئ الكثيرة الأخرى المستمرة والتي تستدعي أيضا الاهتمام العاجل.
إنجازات في عام 2020
واستعرض المسؤول الأممي أبرز الإنجازات التي تحققت بعد ظهور الجائحة عام 2020. وتابع يقول: “في عام 2020، على الصعيد الوطني، أسست جميع بلدان الإقليم آليات فعّالة متعددة القطاعات وحافظت عليها لتحسين تنسيق أنشطة الاستجابة داخل المؤسسات الحكومية ومع أصحاب المصلحة الآخرين، وعززت الشراكات القوية مع المجتمعات المحلية والقطاع الخاص“.
وقد زاد عدد المختبرات القادرة على إجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل في جميع أنحاء الإقليم من 20 مختبرا في بداية عام 2020 إلى أكثر من 450 مختبرا بنهاية العام. وقال د. المنظري: “آمل الاتفاق على اعتبار ذلك إنجازا رائعا“.
وبحسب المنظمة، تعززت قدرات وحدات الرعاية المركّزة والرعاية الحرجة في جميع البلدان من خلال الدورات التدريبية والإرشاد من الخبراء الإقليميين، كما تعززت ممارسات مكافحة العدوى والوقاية منها من خلال تأسيس سياسات وبرامج قوية للوقاية والمكافحة على الصعيدين الوطني ودون الوطني.
وأشار إلى أن مركز الإمدادات اللوجستية في دبي أثبت فعاليته في ضمان توصيل الإمدادات الأساسية إلى جميع البلدان، لاسيّما تلك التي تواجه حالات طوارئ معقدة: “جرى توصيل ما يقرب من 440 شحنة من الإمدادات الطبية إلى 110 بلدان في جميع الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية. تلك زيادة هائلة في العمليات مقارنة بعام 2019 الذي قام فيه المركز بتوصيل 92 شحنة من الإمدادات الطبية إلى 22 بلدا في ثلاثة من أقاليم المنظمة“.
وقال د. أحمد المنظري في ختام كلمته إنه رغم التحديات، إلا أن التضامن المستمر والتعاون سيضمنان النجاح عام 2021 في العمل نحو تحقيق الهدف الإقليمي المتمثل في توفير الصحة للجميع وبالجميع.