جرائم الفساد والاحتلال تزداد اتساعا وتطال رفاة الأموات في المقابر عدن تغرق في الأزمات

غرقت مدينة عدن المحتلة خلال الأيام القليلة الفائتة في أزمات متعددة انعكست آثارها السلبية على حياة المواطنين الذين أبدوا استغرابهم من تجدد عودة مثل الأزمات بعد وصول حكومة المناصفة.
وشهدت المدينة خلال هذا الأسبوع -وبالتزامن مع زيارة المحافظ أحمد لملس لعاصمة الاحتلال الإماراتي- أزمة خانقة في المشتقات النفطية وانقطاعات متواصلة للكهرباء، كما شهدت المدينة اشتباكات مسلحة بين أجنحة ومليشيات مسلحة تتبع فصائل الارتزاق المشتركة في حكومة المناصفة.
وكان تقرير إحصائي – صادر عن المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية- كشف عن ارتفاع معدل الجريمة المنظمة في مدينة عدن وبقية المحافظات المحتلة خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى أعلى المستويات.
وباستثناء المواجهات المسلحة التي تشهدها محافظة أبين بين مليشيات الانتقالي والإصلاح والتي تتجدد بصورة شبه يومية، أوضح التقرير أن الجرائم تباينت بين الاغتيالات والاعتقالات ومداهمة المنازل والسطو المسلح على حقوق وممتلكات المواطنين من قبل مجاميع مسلحة، تحظى بدعم وتواطؤ من المليشيات التابعة لتحالف العدوان في مدينة عدن.
وأكد أن إجمالي الجرائم والانتهاكات التي طالت المواطنين من الجنسين بالمحافظات الجنوبية المحتلة التي تم رصدها بلغت 162 جريمة منها 30 جريمة اغتيال وتسع محاولات اغتيال طالت بعض قيادات أطراف الصراع.
ورصد التقرير 16 جريمة اعتداء مسلح على المواطنين بمحافظات عدن والضالع وسقطرى، مشيرا إلى أن جرائم السطو المسلح على أراضي المواطنين والاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة بلغت 19 جريمة، مؤكدا أن مستويات الجريمة تتصاعد بشكل يومي.
وسجّل التقرير ثمان جرائم ابتزاز بالقوة البعض منها طالت سيارات النقل وأخرى تجاراً في مدينة عدن إلى جانب ابتزاز المارة من خط العبر عتق من قبل مليشيات الإصلاح وفرض إتاوات على الشاحنات .. مؤكداً أن ظاهرة الابتزاز امتدت إلى الحبيلين بمحافظة لحج التي يعاني التجار فيها من ابتزاز مليشيات الانتقالي، بهدف تضييق الخناق على المحافظات الشمالية.
وبحسب التقرير فقد بلغت جرائم الاعتقال نحو 21 جريمة طالت مدنيين في محافظات عدن وشبوة وحضرموت ومدينة المخا، مؤكدا تنامي ظاهرة الاختطاف في مدينة عدن والتي طالت الفتيات والأطفال وبلغت خلال الفترة نفسها خمس جرائم، بالإضافة إلى ارتفاع الاشتباكات المسلحة إلى 19 حالة معظمها في عدن جراء الانفلات الأمني.
وأشار التقرير إلى أنه تم رصد سبعة حوادث تفجيرات ممنهجة بقصد الإضرار بالسكينة العامة للمواطنين في مدينة عدن، وتسع جرائم مداهمة لمنازل المواطنين من قبل مليشيات مسلحة، إلى جانب تعرض المحتجين في عدد من المحافظات المحتلة للقمع والترهيب وإطلاق الرصاص والاعتقال.
ووفقاً للتقرير فقد احتلت جرائم الاغتيالات المرتبة الأولى بنسبة 18.5 %، وجاءت جرائم محاولات الاغتيالات في المرتبة الثانية بنسبة 12.9 %، فيما احتلت جرائم السطو على الممتلكات العامة والخاصة المرتبة الثالثة بنسبة 11.7بالمائة.
ولفت إلى أن الجرائم التي مارستها المليشيات ضد محتجين والتي تباينت بين الاعتداء بالهراوات والرصاص الحي في عدن والمكلا على خلفية تدهور الخدمات العامة جاءت في المرتبة الرابعة بنسبة 11.2بالمائة فيما احتلت الاشتباكات المسلحة التي طالت أحياء سكنية المرتبة الخامسة بنسبة 11.1 بالمائة.
وبلغت جرائم الاعتداءات المسلحة على المواطنين نسبة 9.8 بالمائة، فيما بلغت نسبة جرائم الشروع في القتل 5.5 بالمائة من إجمالي الجرائم المرصودة، فيما بلغت نسبة جرائم الاعتداء على منازل المواطنين ومداهمتها بالقوة 5.5 بالمائة، وجرائم التفجيرات 4.3 بالمائة، والاختطاف 3.1 بالمائة.
وشهدت مدينة عدن –منذ سيطرة قوات تحالف العدوان عليها عام 2016م وخضوعها لسيطرة مليشيات الإمارات- جرائم قتل واغتيالات وانتشار غير عادي للمخدرات وانهيار تام للخدمات الأساسية والعملة الوطنية، والتي يدفع ثمنها أبناء المدينة.
واضافة إلى ما شهدته عدن من عمليات بسط ونهب للأراضي والسواحل والمتنزهات والمقابر القديمة والممتلكات العامة والخاصة، فوجئ أبناء المدينة بظهور جريمة غير مسبوقة تمثلت في مصادرة القبور والمتاجرة برفات الموتى، من قبل القائمين على المقابر وحفاري القبور.
ووفقا لإفادات وشهادات عدد من السكان، أقدم عدد من حفاري القبور في مدينة عدن على نبش مجموعة من القبور وإخراج رفات الموتى منها، مشيرين إلى أنه تم العثور على رفات أموات تحت أشجار مقبرة القطيع في مديرية صيرة، أخرجها القبّارون بغرض بيع القبور الفارغة والمُتاجَرة بجثث الموتى.
ولفتوا إلى أن الكثير من أقارب الموتى هرعوا إلى المقبرة لتفقُّد قبور ذويهم، ما دفع السلطات الأمنية في المديرية إلى إغلاق المقبرة ومنع أي شخص من الدخول، بهدف التغطية على الجريمة التي قوبلت باستياء واسع من أبناء عدن وانتقادات للأجهزة الأمنية التي لم تحرِّك ساكناً تجاه الحادثة.

قد يعجبك ايضا