طائرات التحالف دمرت 4490 جسراً وطريقاً بين عامي 2015 و2020
عمد تحالف العدوان الذي تقوده السعودية إلى استهداف الجسور بشكل ممنهج والتي تعتبر حيوية ومهمة جدا لتسيير الحياة اليومية لليمنيين، وذلك وفق تقرير نشرته مؤخرا منظمات حقوقية دولية تهتم وتتابع انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم المرتكبة ضد الشعب اليمني بهدف استخدامها في قضايا المناصرة والعدالة والمساءلة القانونية.. تفاصيل أكثر نقرأها في سطور هذا التقرير:
في عام 2015م شنّت السعودية وحلفاؤها عدوانها على اليمن وذلك من أجل مزاعم كاذبة اوهمت بها المجتمع الدولي كتثبيت حكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي.. ورغم ما أعلنه تحالف العدوان الذي تقوده السعودية بأنه ملتزم بالقانون الدولي إلا أن معلومات الغارات الجوية أشارات إلى عكس ذلك تماما، إذ أن طائرات العدوان دمرت 4490 جسرا وطريقاً في غارات جوية بين عامي 2015 و2020م بحسب إحصائية مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، وفي أغلب الحالات يتم قصف الجسر الواحد مرتين متتاليتين ما يعني أن تدمير الجسور كان يتم بشكل متعمد.
العديد من الجسور التي تم استهدافها كانت تربط شبكة الطرق التي تعتبر شريان حياة للمدنيين الذين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل العدوان وتلك الهجمات “ليست هجمات عشوائية، وهو ما يؤكده عبدالرحمن الجلول – مدير مشروع مبادرة “الأرشيف اليمني” الذي قال “ما نراه هو أن هذه الهجمات ممنهجة”.
استهداف شرايين الحياة
رغم أن اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحروب لا تشير بالتحديد إلى أن الجسور هي منشآت مدنية، إلا أن القانون الدولي وعلى نطاق واسع ينظر إليها كبنية تحتية مدنية.
وبموجب اتفاقية جنيف فإن استهداف المدنيين وبنيتهم المدنية يعتبر جريمة حرب ومع كل ذلك وفي مثل هذه الحالات يدعو القانون الدولي إلى الالتزام بمبدأ التناسبية عند استهداف البنية التحتية المدنية مثل الجسور، ما يعني أنه على الأطراف المتحاربة أن تحدد وتأخذ بعين الاعتبار كيفية تأثير الهجوم وتدمير الهدف على المدنيين وحياتهم اليومية، وبالنسبة للحالة اليمنية فإن معظم الجسور التي تم استهدافها كانت تستخدم من أجل نقل مساعدة إنسانية ضرورية بما فيها المواد الغذائية، وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 16 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي و3 ملايين يعانون من سوء تغذية حاد.
في عام 2016م أشارت منظمة أوكسفام إلى أن تدمير الجسر على الطريق الرئيسي الذي يصل بين العاصمة صنعاء وميناء الحديدة “يهدد بترك الكثير من الناس غير قادرين على تأمين قوتهم اليومي، ويفاقم المعاناة في ظل الوضع الكارثي السائد في البلاد”، حيث يعتمد اليمن بنسبة 90 % على الواردات من أجل تأمين الإمدادات الغذائية، الأمر الذي يعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة للكثيرين، حيث أن تدمير الجسور يؤخر ويعرقل وصول الإمدادات الغذائية الضرورية.
استمرار استهداف الجسور
وعلاوة على كل ذلك فإن استهداف الجسور خلف الكثير من الضحايا المدنيين، حيث قتلت الغارات التي استهدفت الجسور حوالي 150 شخصا منذ عام 2015م.
في إحصائية لمنظمة (هيومن رايتس) أن العديد من الضحايا كانوا ممن قتلوا خلال الضربة الثانية لاستهداف الجسر، وهم يبحثون عن جرحي وناجين تحت الأنقاض بعد الضربة الجوية الأولى.
“سارع أخي بسام مع صديق له لمساعدة الجرحى الذين أصيبوا إثر قصف الجسر بصاروخ، ولكن طائرة حربية للتحالف بقيادة السعودية أطلقت صاروخا آخر فيما بعد فقتل أخي وصديقه” حسب ما ينقل “الأرشيف اليمني” عن شاهد عيان تحدث عن هجوم وقع عام 2015م استهدف جسرا يربط بين مدينة عدن والعاصمة صنعاء.. ويضيف شاهد العيان “في البداية لم أستطع تمييز جثة أخي فأشلاؤه كانت منتشرة في أنحاء المكان لكن تم الاتصال بنا فيما بعد لاستلام جثته”.
آلاف الضحايا
هذا وتشير الأرقام إلى أن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء العدوان على اليمن في مارس/ عام 2015 بينهم 12 ألف مدني، حسب بيان لمنظمة “موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث ACLED” ” التي تشير أيضا إلى أن 85 ألف شخص ماتوا نتيجة المجاعة التي سببتها الحرب السعودية على اليمن.
ويقول مدير “الأرشيف اليمني” عبد الرحمن الجلول “نأمل أن تسلط هذه الأرقام الضوء على موضوع استهداف الجسور ومعاناة المدنيين نتيجة تلك الهجمات (التي تستهدف الجسور)” ويختم كلامه بالقول “إن المدنيين لا زالوا يعانون حتى الآن بسبب تدمير تلك الجسور”.