الرئيس المشاط يعلن الانحياز المطلق للمظلومين والجاهزية لتأديب كل ظالم وفاسد
Share
أعلن فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، الانحياز المطلق للمظلومين والجاهزية لتأديب كل ظالم وفاسد.
وقال الرئيس المشاط خلال اجتماع هيئة رفع المظالم اليوم “خدمة الناس والمسؤولية تحتم علينا أن ننصف المظلوم من الظالم، ومن يمارس الظلم على عباد الله بوجودنا فلا خير فينا ونحن نستطيع إنصافهم”.
وأشار إلى أهمية عقد مثلُ هذه الاجتماعات لتلاقُحِ الأفكار والخروجِ برُؤًى موحدةٍ؛ ومعالجة الإشكالات .. مباركا النتائج التي سيخرج بها الاجتماع من خلال مفاهيمَ موحَّدةٍ حتى تكون آليات العمل موحدة.
وشدد الرئيس المشاط، على أهمية الاستفادة من التجارب الناجحة وتعميمها لكي تأخذ الصدارة، وتجنب حالات الفشل على كل المستويات.
ولفت إلى أن قرار إنشاء الهيئة يهدف إلى تنظيم العمل، وليس تعقيده، وهناك فرقاً بين قضية اسمُها مظالم وقضية اسمها إنصافٌ.. وأضاف” أنتُم على منعطفين منعطف ستُلزمون وتُقيدون وفق آلية؛ لأَنَّ الموضوع حساس وفيه جهات أُخرى متداخلة، هذه القضية تتعلق بأجهزة دولة سواء تنفيذية أَو قضائية لديها آليات معينة، اللائحة تراعي كُـلّ هذه المشاكل ولم تأت صدامية مع اللوائح الموجودة مع الأجهزة التنفيذية أَو الأجهزة القضائية “.
وأكد أن الجميع تحت إشراف مباشر من قبل قائد الثورة .. مبيناً أن رسمنة اللجنة هو إعطاء زخم وقوة لها حتى تصبح لديها قوة ويد على الظالم الذي يتصنّع بالقانون وبالشرع، بمعنى إعطاء زخم لهذا العمل أكبر مما كان عمل في إطار محدود الآليات.
وقال” دمجنا عملية إنصاف وعملية مظالم، مَثَلًا عندك حكم قضائي هذا طبيعي، يعود في نهاية المطاف إلى رئاسة الدولة ويعود إليَّ عبر هيئة رفع المظالم، وأنا شخصيًّا لا أتدخل في القضاء؛ لأَنَّ عندي مجموعة علماء أحيل الموضوعَ إليهم”.
وأشار الرئيس المشاط، إلى أهمية أن تمشيَ الأمورُ وفقاً لإجراءات واستمارات معينة وآلية لاستلام الشكاوى وكيفية إيصالها.
وأضاف” في العمل الذي كنتم مشتغلين عليه في إطار لجنة الإنصاف، بسّطوا الأمور، عملية إنصاف الناس ليست معقدةً، بالتالي عندنا قضية مبتوت فيها ما عاد فيها شك ولا نقاش بمعنى ليست منظورة أمام قضاء أَو ليست منظورة أمام أجهزة رسمية وفيها إشكالية قانونية، فيها كُـلّ الإجراءات جاهزة اللهم أن هناك تعنتاً من طرف؛ لأَنَّه ما لقي من يردعه هنا يكون دوركم، على الجميع بدون استثناء بدءً بي وانتهاءً بأصغر موظف وأصغر مواطن”.
وتابع” أي ظالم، أي متعجرف، أي فاسد لكم اليد الطولى رسميًّا ومن قبل قائد الثورة ومن قبل قيادة الدولة على هذا المتعجرف والعنجهي”.
وأشار إلى “أن العمل وفق هذه الأطر واللوائح يأتي في إطار أن تعرف ما لك وما عليك؛ لأَنَّه من المهم جِـدًّا أن نشكّل لجاناً على مستوى الدولة وعلى مستوى المحافظات”.
وبين “أن عمل الإنصاف ليس فيه أي إشكال، هناك حق واضح مَثَلًا حكم صادر جاهز، لكن هناك ما يسمى الهوامير في مراكز نفوذ تعيق، هذا هو عملُنا جميعاً وأنا جاهز في مثل هذه الظروف أن نتدخل ونردع هذا الظالم، أعتقد أن هذا سيكون جُلَّ عملكم حتى تكونَ الصورة لديكم واضحة”.
ولفت إلى أن القضايا المنظورة أمام القضاء تسير في مجراها، وإذَا كان هناك تأخر متعمد من قاضٍ أَو من رجل دولة في إنجاز مهمة أَو عملية متعلقة بإنجاز مهمة لمستضعف مظلوم، عليك أن تتواصل بهذا المسؤول لماذا لم يتحمل المسؤولية وينجز المهام المناطة به .. مؤكدا أن الهدف هو الإصلاح واستغلال هذا العمل لكسب رضا الله بالدرجة الأولى وإحقاق الحق وإنصاف الناس.
وأوضح الرئيس المشاط، أن تبني مثل هذه المشاريع ومتابعتها يأتي من منطلق المسؤولية وليس من باب مشاريعَ إعلامية أَو مِن أجلِ خطابات رنانة، بل نتابعها من باب المسؤولية .. وقال” نحن مسؤولون عن ظلم أي واحد من عباد الله وباستطاعتنا أن ننصفه، وأنا في هذا المقام أحملكم المسؤولية، كُلٌّ في محافظته ولست أنا فقط حتى قائدُ الثورة أنتُم يده وأنتُم عيناه في إنصاف عباد الله، كُلٌّ في موقعه وكلٌّ في محافظته، وهذه مسؤولية كبيرة عليكم”.
وأضاف” خدمةُ الناس والمسؤولية تحتمُّ علينا أن نكونَ خداماً لهذا الشعب، وأن ننصف المظلوم من الظالم، هذه مسؤولية علينا، يجب أن نستشعرها في أدائنا العملي؛ لتكون عاملاً محركاً ومساعداً لنا في إنجاز قضايا الناس”.
ومضى قائلاً” أن يمارس الظلم على عباد الله في وجودنا فلا خيرٌ فينا ولن نَسْلَمَ من عذاب الله أن حصل ظلم لعباد الله ونحن نستطيع إنصافهم، وبالتالي هذه مسؤوليةٌ إيمانيةٌ بالدرجة الأولى، مسؤولية دينية بالدرجة الأولى، على الجميع أن يستشعرها”.
وأردف ” من اليوم وصاعداً يجب أن يعيش الظالمون في حالة ذعر وخوف، ويجب عليهم أن يقبعوا من خلالكم تحت طائلة القانون والشرع والعدل والحق، لا أحد فوقَ شرع الله والقانون، يجب أن يخضع الجميع تحت طائلة الشرع والقانون، وأنتُم بوابة العبور للعدل وإنصاف الناس فلا مكان بيننا لظالم ولا لفاسد”.
واستطرد” أكبرَ كبير في هذا الشعب لا يزال في أعيننا صغيراً حتى نأخُذَ الحق منه لمن ظلمه، والصغير هو أكبر كبير في أعيننا حتى نأخذَ له الحق، لا يأتي إليك مستضعف تستصغره، اجعله في عينك كبير حتى تأخذ الحق له ممن ظلمه”.
ولفت رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أن من أشد أنواع الظلم أن يتقمصَ الظالم دورَ الضحية، وبالتالي يجب أن تكونوا دقيقين؛ لأَنَّني متأكّـد أن كَثيراً من الظالمين يتقمّصون دورَ الضحية.
وخاطب هيئة رفع المظالم” أؤكد لكم أنه لن تكونَ الطريق مفروشةً أمامكم بالورود وستلقون عوائقَ ومقاومةً شديدةً، لكننا سنكون عوناً لكم وظهراً وسنداً، فيوم العدل على الظالم أشدُّ من يوم الجور على المظلوم”.
وقال” لكن إذَا برز الحق بقوته وبجاذبيته وأنتُم المسؤولون عن إبراز الحق فَـإنَّ الباطل بطبيعته سيضمحل؛ لأَنَّه ضعيف، وهذا مسؤوليتنا جميعاً وأنتُم في الصدارة في هذا العمل”.
كما أكد أن الظالمين واللصوص والفاسدين أضعفُ من بيت العنكبوت.. وقال” ستلاقون عوائقَ لكن سنتجاوزها، وسنقدم لكم العونَ و سنصدر التوجيهاتِ لمساندتكم والوقوف معكم إلى كُـلّ الأجهزة الأمنية والتنفيذية والقضائية”.
واختتم الرئيس المشاط، كلمته بالقول” بالمجمل وبالاختصار إننا حدّدنا الانحيازَ إلى المواطن لتأديب الظالم والفاسد الذي يتسلّط عليه”.