طلاب الجامعات ورحلة البحث عن سكن

لم تقتصر معاناة الطالب الجامعي في اليمن على مواصلة التعليم في ظل الظروف المعيشية  الصعبة، التي تمر به البلاد منذ  ستة أعوام تحت الحرب والحصار، فالكفاح يرافق الطالب الجامعي، منذُ بدء التحاقه الجامعة أو المعهد التعليمي حتى أخر أيام دراسته.

 

البحث عن سكن

“البحث عن السكن” المُشكلة الأولى التي يتحتم على الطالب حلها قبل بدء التسجيل في أي جامعة، فإذا ما وجد السكن المطلوب سرعان ما ينتقل لحل المشكلة الثانية في البحث عن زملاء يعيش معهم في ذلك السكن لتسهل عملية دفع الايجار، عبر تقاسمه بين الطلاب المشتركين في السكن.

 

“وسام أحمد المشرقي” من أبناء مديرية “عتمة – ذمار” يدرس في العاصمة صنعاء يقول لـ”وكالة الصحافة اليمنية : أعيش مع أكثر من عشرة زملاء في غرفة لا تتجاوز 6×3 متر، تحديدا في منطقة هائل وسط صنعاء، صحيح أن الازدحام في هذه الغرفة كبير لكن ذلك يهون عليا مبلغ دفع الايجار.

 

يضيف وسام: “حصلت على معدل 83% في الثانوية العامة وكنت شغوف بدراسة الطب، طلعت الى صنعاء وكنت لا أعرف احدا فاضطررت لنزول إحدى الفنادق بمبلغ 4 آلاف ريال ليلة واحدة – هذا المبلغ يعادل ما أدفعه شهريا وانا في هذه الغرفة مع الزملاء-  وبعد ان سجلت ضللت أكثر من شهرين أبحث عن سكن، ذهبت الى عدة مكاتب عقارية، وللأسف لم أجد؛ حتى تعرفت على أحد الأصدقاء فأخذني لأسكن مع جماعته في هذا الغرفة التي تحتوي شباب من ذمار وإب والبيضاء”.

في ذات المسار رصدت “وكالة الصحافة اليمنية” رسالة محزنة ارسلها الطالب نجيب الظافر (كلية التجارة جامعة صنعاء) لزملائه في الجامعة يتحدث عن سبب مفارقتهم قال فيها” لقد سئمت من البحث عن سكن يؤويني ببداية مشواري الدراسي فكلما حصلت على غرفة صغيرة طلب مني مكتب العقار مبلغ كبير له لا للسكن الذي وجدته فهي مشكلة بالنسبة لي كطالب لذا تركت الدراسة عامًا كاملًا حتى تعرفت على زملاء قبلوني بينهم”

 

السكن الجامعي

 

غياب شركات الاستثمار السكنية وغياب المستثمرين في المباني السكنية يظل السؤال المحير أمام الجميع، ففي الوقت الذي انتشرت فيه عدد من المؤسسات الربحية في قطاع العقارات لم تتطرق مؤسسة واحدة لاحتوى المئات من الطلاب الذين لجأوا للتكدس في “الدكاكين والمحلات التجارية والغرف العزابية النادرة” بعد أن أمتلأت المباني السكنية الجامعية بالطلاب.

بشير ثوابه مدير السكنات الجامعية (جامعة صنعاء) يقول لـ “وكالة الصحافة اليمنية”: فتحنا باب القبول لتسكين الطلاب الجدد هذا العام لمدة أسبوع بشكل مؤقت، كون القدرة الاستيعابية لا تسمح باستقبال أكثر من 400 طالب، بينما بلغ عدد المتقدمين هذا العام أكثر من 1200.

 

واشار ثوابه أن عدد المتقدمين هذا العام تجاوز عدد الطلاب المتقدمين، خلال العامين السابقين، وهو ما يدعو إلى ضرورة وضع حلول شاملة للطلاب الجامعيين رغم ما تمر به البلاد من حرب ودمار طوال ستة أعوام .

حوسبة الإختبارات.. وتساؤل الخوف عن الإنصاف الالكتروني ! – يمني برس

قد يعجبك ايضا