سُكَينة حسن زيد : جريمة اغتيال والدي وصمة عار في وجوه العملاء

أوضحت سُكينة حسن زيد أن والدها الشهيد رغم علمه أنه كان ضمن الأسماء التي أدرجتها السعودية التي تقود تحالف العدوان على اليمن، إلا أنه لم يخف أو يعر الأمر أدنى اهتمام وإنما كان قلقه على أسرته وأهله.
وأشارت سكينة في حوار خاص مع “”الثورة” إلى أن حجم التعازي الكثيرة في استشهاد والدها من الداخل والخارج دلّ على المكانة التي كان يتمتع بها الشهيد.. بينما ما كانت تطرحه الأبواق والمرتزقة لم يكن له أي أثر.
وعبَّرت سُكينة عن شفقتها على أولئك الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا بيادق بيد العدو السعودي لقتل أبناء وطنهم.. التفاصيل في الحوار الآتي:

الثورة  /
مجدي عقبة

كيف تلقيتِ نبأ استشهاد والدك وهو برفقة شقيقتك سلمى؟
– اتصل بي أحد زملائي في العمل، عرف بالخبر مبكراً لمصادفة وجوده في المستشفى وكان يعتقد أنني قد عرفت ولم أكن أعلم بعد.
كانت صدمة كبيرة ولكني كنت شبه واثقة أنه مجرد حادث وطوال الطريق كنت أتهيأ لمعاتبة والدي بعد الاطمئنان عليه هو وأختي.
هل كان والدك يتعرض لتهديدات؟ وهل أخبركم بشيء عن ذلك؟
– والدي دائما كان يتعرض للتهديدات منذ حروب صعدة الأولى ثم أدرج اسمه وصورته في كتيب (خطر الروافض) قبل أكثر من عقد من الزمن، ثم أدرج اسمه في قائمة الأربعين مطلوباً لتحالف العدوان.
ودائماً ما كانت تصلني تعليقات أو رسائل منذ ثورة 2011م من حسابات حقيقية أو وهمية تهدد بتصفيته.
برأيك ما هو الهدف الذي أراد العدوان تحقيقه من عملية الاغتيال؟
-العدوان وضع قائمة لشخصيات وخطط الاغتيالات تنالها، وقد ضمّت كل الأسماء التي يمثل وجودها وصوتها وعقلها أهمية للوطن، ووالدي كان عقلا عبقرياً ومثقفاً وشخصية وطنية يدرك ما يحاك ضد الوطن من شرور ومن المستحيل شراؤه.
كيف كانت ردة فعل الشهيد حينما قام العدوان بوضعه ضمن شخصيات يمنية مستهدفة.. ورصد لتنفيذ جريمة القتل مبالغ مالية؟ ما الذي قاله الشهيد إزاء ذلك؟
-لم يقلق والدي سلام الله عليه من إدراجه ضمن قائمة الأربعين مطلوباً على نفسه بل قلق علينا نحن أسرته وجيرانه لأن هذا كان يعني أن أي مكان يتواجد فيه فهو عرضة للقصف وهذا شكل عبئاً نفسياً عليه لفترة وكان يضطر أن يغير مكان إقامته وتواجده من فترة لأخرى.
عقب الجريمة أثارت أبواق ومرتزقة العدوان شائعات وتشفوا وتباهوا بالجريمة.. أرادوا اغتيال أهل الشهيد نفسيا..هل أثر ذلك عليكم؟
– لم ولن تؤثر علينا كتابات المرتزقة ولا تشفيهم لأنها إنما تكشف قبحهم وانحراف موقفهم أكثر.
القضاء على منفذي الاغتيال بشكل قياسي.. كيف كان أثره عليكم؟ وما هي رسالتك التي توجهينها لمن يستخدمهم العدوان في جرائمه؟
– عندما قتل المجرمون والدي سلام الله عليه، شكرت الله وحمدته وسألته يوم الحادث وكلي ثقة وطمأنينة أن ينتقم منهم عاجلا وأن لا يبارك لهم في لحظة وأن يهتك سترهم.
ورسالتي لهم أنهم أولى الناس بالشفقة وهم أهل الخزي والعار لأنهم باعوا دنياهم وآخرتهم بلا مقابل حقيقي، لا شيء يساوي أن تتحول إلى أداة ضد نفسك وإخوتك ووطنك.
تواردت التعازي في الشهيد حسن زيد من كل مكان ومن دول وحكومات وقادة وصناع رأي في الداخل والخارج.. كيف تابعتم ذلك؟
-تابعنا التعازي وواستنا كثيراً ، لأن هذا عكس شخصية والدي وجهاده وتميزه ووطنيته، وزادني بشكل شخصي يقيناً وإيماناً بأن الله لا يضيع عنده مثقال الذرة من العمل الصالح والجهاد والصبر ، كان والدي كبيراً بجهاده وقد رفعه الله بخاتمة تليق به.
كيف كان ينظر الشهيد إلى حزب الله والسيد حسن نصر الله؟
-كان والدي سلام الله عليه يحب ويحترم حزب الله والسيد حسن نصر الله كثيراً مثلما تحترمه وتحبه كل الجماهير في العالم الإسلامي.
هل حدثك يوما عن لقاءاته بالسيد عبدالملك أو بالسيد حسن أو لقاءات مشابهة؟
-بالطبع تحدث عن لقاءاته بالسيد عبدالملك الحوثي وأحببناه من خلاله؛ كان يمتدح علمه وتقواه وكونه ورث العلم عن والده المرجع الزيدي سيدي بدر الدين الحوثي مع أنه أصغر أبنائه وهذا بالطبع لنبوغه الذي تجلى أيضا في حسن إدارته للمعارك العسكرية طيلة الحروب الست ثم في مواجهة العدوان.
شرعت مؤخرا بكتابة بعض التغريدات للحديث عن والدك وعما تميز به من صفات وخصائص.. ما الذي يدفعك للكتابة عنه رغم أن الشهيد حسن زيد في حياته كان حاضرا في المشهد بقوة وفي مراحل عدة.. وبعد استشهاده أيضا منحه الله شهرة واسعة وقد تابعنا تلك التعازي التي تصدرت وسائل الإعلام؟
-أنا أكتب أولاً لأنني مجبرة على الكتابة، وإذا وجدت فكرة في رأسي لا يمكنني إلا أن اكتب عنها!
ثانياً: أنا أكتب عن والدي سلام الله عليه لأنني أعتقد أنه ظلم كثيراً ولم تتعرض شخصية هنا في اليمن -حد علمي- لحملات تشويه وإساءة كالتي تعرض لها.
وثالثاً: أنا أكتب عنه لأنني أعرف عنه ما لا يعرفه غيري بحكم قربي منه وهو نموذج وطني وإنساني ينبغي إبرازه والاقتداء به في مواضع كثيرة.
كيف كان ينظر الشهيد إلى الصمود وكيف كان يتابع بطولات المجاهدين؟
– كان والدي ينظر لبطولات وتضحيات المجاهدين باعتبارها “ديناً” علينا جميعاً وكان يقول: “أما المجاهدون فلا يمكننا ردّ دينهم مهما فعلنا فدماؤنا و كرامتنا محفوظة بفضل تضحياتهم”.
تعرض الشهيد حسن زيد لتحريض ممنهج من قبل النظام السابق على خلفية حروب صعدة، وقد اتهمه بالسعي لإعادة الإمامة وتهم كثيرة.. كيف كان الشهيد يواجه ذلك التحريض رغم أنه كان من الممكن أن يعرض حياته للخطر؟
-كان يواجه حملات التحريض بالظهور وشرح أفكاره في المقابلات التلفزيونية والإذاعية إذا تمت دعوته أو بالكتابة في الصحف أو وسائل التواصل.
وتارة بتجاهل تلك السفاهات والبذاءات ومن يطلقها.
من هو خصم وعدو حسن زيد الذي لا يمكن لسكينة أن تفتح له بابا ؟
-لا يمكن أن أفتح باب تواصل أو التسامح لمن تعمدوا الإساءة لوالدي بلا سبب سوى الحقد والحسد، أنا أتفهم أن طبيعة العمل السياسي يفرض وجود خلافات ومواقف متناقضة وكذلك العمل العام والإداري ،وهؤلاء أنا أسامحهم لأننا تعلمنا من والدي التسامح دائماً إذا تراجع الطرف الآخر أو كان الخلاف مبرراً.
ومن هو صديق حسن زيد؟
– أصدقاء والدي كثر ،والدي كان محباً للناس بشكل كبير ولهذا بادله من عرفه تلك المودة وذلك الحب.
رسالة أخيرة في الذكرى السنوية للشهيد عبر صحيفة “الثورة”؟
-سلام الله على الشهداء وهنيئا لهم الفوز والفضل والراحة، ونسأل الله أن يلحقنا بهم صالحين وأن تثمر هذه الدماء الزكية نصراً وتقدماً وازدهاراً لليمن.

قد يعجبك ايضا