اليمن أزمة غذائية قادمة .. والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية
يتحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، كل ما سيحصل من نتائج كارثية في اليمن تتعلق بالتموينات الغذائية، وذلك بسبب موقفهما غير المسؤول إزاء ما يحدث باليمن جراء عدوان دول التحالف العسكري والسياسي عليه للعام السادس على التوالي.
إن تحذير منظمة الأغذية والزراعة الفاو التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي مؤخرا من أن أكثر من نصف سكان اليمن سيعانون من الجوع العام القادم، يدق ناقوس خطر أمام كارثة غذائية باتت وشيكة الحدوث في الجمهورية اليمنية، وهو أمر تتحمل مسئوليته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بسبب موقفهما المتخاذل من دول العدوان والانصياع لضغوطاته السياسية.
لقد تمادت دول العدوان كثيراً في حربها على اليمن، فبالإضافة إلى العدوان العسكري وبمختلف أنواع الأسلحة الحديثة وما خلفه من دمار شامل في البلاد وآلاف القتلى والجرحى والنازحين، شددت دول تحالف العدوان حصارها على اليمن براً وبحراً وجواً ومنعت دخول الإمدادات الغذائية والدوائية، الأمر الذي خلف كوارث بحق الشعب اليمني.
لقد استخدمت دول العدوان المال لإغراء الدول بالصفقات العسكرية الكبيرة لغض الطرف عما ترتكبه من جرائم بحق الشعب اليمني في واقع دولي، لم يعد يتعامل مع المبادئ والقيم والأخلاق، أمام مغريات المال وصفقات السلاح الضخمة.
إن المجاعة التي باتت على بعد خطوة واحدة ليست جريمة بحق اليمن بل بحق الإنسانية جمعا ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي، الذي ظلت تتغنى العديد من دوله على مدى عقود بتمجيدها للقيم الإنسانية ومبادئ الحق والعدل والمساواة والأخلاقيات التي تحكم سياستها الداخلية والخارجية لتأتي الحرب على اليمن لتعري زيف كل تلك الادعاءات.
لقد أصبح لزاما على الجمهورية اليمنية أن تواجه عدواناً انتهك سيادتها وقتل مواطنيها ودمر بنيتها التحتية، في دفاع مشروع كفلته كل الأديان السماوية والقوانين الوضعية خاصة في عالم لم يعد فيه وجود للإنسانية والمبادئ والقيم السامية، وأصبح الاحتكام فيه للمال هو المعيار السائد.