( منظمة العمل ضد الجوع ): لن تنتهي عواقب العدوان على اليمن إلا بصمت الأسلحة
ترجمة عبدالله مطهر ..
قال المدير العام لمنظمة العمل ضد الجوع السيد جان فرانسوا ريفود إن جميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الحروب كالمراقبين والأمم المتحدة، وحتى الجهات الفاعلة الإنسانية والمؤتمرات والقمم تجتمع وتنجح، ولكن في اليمن استمر العدوان ووصل الوضع الإنساني إلى نطاق أكثر درامية من أي وقت مضى.
وأضاف :” خلال قمة العشرين تعهدت السعودية بتحقيق فرص القرن الحادي والعشرين للجميع, وإذا تم الوفاء به، فإن هذا الوعد يجب أن يكون قبل كل شيء لجارتها اليمن وشعبه، خاصة بعد سنوات من العدوان والقصف المكثف عليه من قبل السعودية وحلفائها، ورغم شجاعة الجهات الفاعلة الإنسانية الموجودة فإن اليمن ينهار بصمت, لذا يجب على السعودية أن تضع حدا لهذه الكارثة الإنسانية الرهيبة التي تمر بها اليمن”.
وأكد ” أن الشعب اليمني المحاصر يدفع أعلى ثمن, حيث يرتفع عدد الضحايا باستمرار, ويعيش أكثر من 78% من السكان تحت خط الفقر، ويعتمد 24 مليون شخص على المساعدات الإنسانية, وفي المناطق التي تعمل فيها منظمة “العمل ضد الجوع ACF” يرتفع عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة بنسبة 41%, وأن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مذهل، حيث يبلغ 2 مليون طفل في مختلف أنحاء البلاد, وفي الواقع إن الوعود التي وعدت بها الدول بتقديم الدعم المالي لم يتم الوفاء بها بعد”.
ويضيف السيد جان فرانسوا ريفود :” وفي الوقت نفسه، تواصل فرنسا تزويد البلدان المشاركة في العدوان على اليمن بالأسلحة على الرغم من خطر استخدامها بشكل غير قانوني ضد السكان المدنيين”
ويقول :” إن صرخة التحذير من المنظمات غير الحكومية العاملة في الميدان مع السكان المحرومين تغطيها ضجيج الطائرات وانفجار الصواريخ المتساقطة، تمزقت النصوص والقرارات الدولية التي يتم الاستهزاء بها كل يوم, ومع ذلك لن تنتهي العواقب البشرية المأساوية التي يخلفها العدوان السعودي إلا عندما تتوقف الطائرات وتصمت الأسلحة وسيستغرق الأمر سنوات لإعادة بناء حياة مثل البنية التحتية”.
وقال إنه في يوم من الأيام ستتوقف الحرب في اليمن، نحن العاملون في المجال الإنساني، والقادة السياسيين، والهيئات الدولية، سنتحمل جميعاً المسؤولية عن أفعالنا وأقوالنا، وما فعلناه، وما لم تكن لدينا الشجاعة لفعله أو منعه لليمن وشعبه.. لقد التزم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد استخدام الجوع كسلاح من أسلحة الحرب السياسية والعسكرية, فبعد عامين من تفادي المجاعة بصعوبة، تظل الأعمال العدائية السبب الرئيسي للجوع في اليمن, لذلك إن تحالف العدوان السعودي يدفع اليمن إلى حافة الهاوية.
وأفاد أن الانتهاكات المتكررة للقانون الانساني الدولي، مثل الغارات الجوية على المزارع والأسواق والمراكز الصحية، هي السبب الرئيس للحالة اللاإنسانية التي يعاني منها سكان اليمن وإن المأساة الإنسانية الحالية في اليمن تعتبر إنكاراً جماعياً للإنسانية, وما يتطلبه الأمر هو حل سياسي قوي باعتباره العلاج الوحيد.
ويختتم السيد جان فرانسوا ريفود تصريحه بالقول :” إن الدول المشاركة في العدوان على اليمن ومجموعة العشرين لديها القوة اللازمة لوقف أسوأ كارثة إنسانية شهدها القرن الحادي والعشرين”, ومع ذلك نحث الساسة وقادة الدول الأعضاء على المساهمة أو المشاركة سياسياً في هذا الاتجاه وأن يصبحوا من دعاة السلام، وليس الحرب على اليمن”.
المصدر: صحيفة لاكروا الفرنسية