في يومهم العالمي أطفال اليمن.. 6 سنوات من الألم
صادف يوم امس الجمعة الذكرى الـ31 لاتفاقية حقوق الطفل في اليمن البلد الذي يعاني منذ ست سنوات من العدوان.
يتم الاحتفال في الـ 20 من نوفمبر من كل عام بالطفل وتعزيز الوعي بين الأطفال في جميع انحاء العالم، وقد تم التأسيس
ليوم الطفل العالمي في عام 1954م من قبل الأمم المتحدة واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل
عام 1959م، رغم أن هناك ملايين الأطفال في العالم محرومون من حقوقهم ويقتلون بكل وحشية كما يحدث لأطفال اليمن
الذين أزهقت أرواحهم طائرات العدوان وحرمهم الحصار المفروض من قبل العدوان من ابسط حقوقهم في مجالات
الصحة والتعليم واللعب والرفاهية..
ويتيح اليوم العالمي للطفل لكل واحد منا نقطة دخول ملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها
إلى حوارات وإجراءات ستبني عالما أفضل للأطفال..
الاسرة / زهور عبدالله
على الرغم من أن هذا اليوم قد وضع عالميا لمشاركة جميع أطفال العالم من كل أنحائه احتفالاتهم بذكرى تذكرهم بأن الطفولة حق يجب أن يحققه الطفل لنفسه ويتمتع به دون أي تمييز بسبب اللون أو العرق أو الدين أو الجنس أو الأصل القومي أو اجتماعي أو النسب أو الثروة أو لأي سببٍ آخر وهم مصدر الثروة في المجتمع على المدى البعيد، وهم جيل المستقبل، الا أن هناك مئات الآلاف من الأطفال في مناطق النزاع والحروب حول العالم ممن تشهد بلادهم نزاعات وحروباً داخلية أو تواجه الإرهاب.
إعلان جنيف
تضمن إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924م أن الطفل يجب أن يتمتع بجميع الوسائل اللازمة والضرورية كي ينعم بنمو عقلي وجسماني سليم.
وضرورة توفير الغذاء، والعلاج، والعناية الملائمة للطفل المتخلف، لإعادة تأهيل الحدث، وتوفير المأوى للأيتام والأطفال المشردين، وأن تكون للطفل الأولوية في الإسعاف والإنقاذ في أوقات الحروب والكوارث.
وحماية الطفل من جميع صور سوء الاستغلال والمعاملة السيئة، أيضا وجوب تربية الطفل على ضرورة الاستفادة من مواهبه وقدراته في خدمة البشرية.
اما إعلان هيئة الأمم المتحدة حول حقوق الطفل لعام 1959م فتضمن عشرة مبادئ منها: حق جميع الأطفال في التمتع بالحقوق دون أي تمييز ووجوب توفير الحماية القانونية للطفل لينشأ نشأة طبيعية، وحق الطفل في أن يكون له اسم وجنسية، وحق الطفل في الأمن الاجتماعي والتغذية والرعاية الصحية وتوفير العلاج والرعاية للأطفال المعاقين، وحق الطفل في الرعاية العائلية والمعونة الكافية للأطفال المحرومين، وأيضا حق الطفل في التعليم الإجباري المجاني، وحق
الطفل في الحماية والإغاثة من الكوارث، وحق الطفل في الحماية القانونية من القسوة والاستغلال، وحق الطفل في الحماية من التمييز بجميع صوره.
حقوق ضائعةوتقول منظمة اليونيسف في بيان لها إن استمرار النزاع الدامي وما ترتب عليه من أزمة اقتصادية وضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد على حافة الانهيار نتج عنها عواقب بعيدة المدى على الأطفال، وذكرت في بيان “أن أكثر من 12 مليون طفل في اليمن هم بحاجة للحصول على مساعدة إنسانية عاجلة”.
وأشار البيان إلى مقتل الكثير من الأطفال بسبب الحرب والعدوان وتعرض الأطفال للقتل أثناء لعبهم في الهواء الطلق مع أصدقائهم، وأثناء توجههم إلى المدرسة أو العودة منها، أو أثناء تواجدهم بسلام داخل منازلهم مع أسرهم”.
وقد تجاوز العدوان الغاشم في بشاعته كل ما قد يتصوره إنسان أو يخطر على قلب بشر، فالأطفال الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم بسبب صلف وغرور واستهتار هذا العدوان يسقطون يوميا على الأرض اليمنية الطاهرة لتتوالد المآسي بشكل دائم في أوساط المجتمع اليمني النازف بنيران وقذائف أشقائه، ولايزال جثمان الأرواح الطاهرة من الأطفال الذين حولتهم طائرات العدوان الى أشلاء، قصة حزينة ومأساة إنسانية حية، واليوم يواصل العدوان جرائمه وانتهاكاته في سفك دماء الأطفال بمناصرة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي قامت بتبرئة السعودية من جرائم سفك دماء أطفال اليمن.
وحذرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الفائت من أن نحو تسعة ملايين طفل يمني مهددون بفقدان إمكانية الوصول للخدمات الصحية الأساسية، وذكر مكتب المنظمة في اليمن في بيان له أن ” اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم ومع ذلك فهو يعاني من نقص في تمويل العمليات الإنسانية”.
وأضاف “إن الفجوة في التمويل تعني أن ما يقارب 9 ملايين طفل يمني مهددون بفقدان إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية”.
وبحسب المركز القانوني للحقوق والتنمية بلغ عدد الأطفال الشهداء والجرحى خلال سنوات العدوان الماضية 8151 طفلاً منهم 3931 شهيداً و4220 جريحاً.
وبلغ عدد الغارات حسب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع أكثر من ربع مليون غارة أسقطت خلالها أكثر من نصف مليون قنبلة وقذيفة صاروخية كبيرة ومتوسطة بالقصف الجوي والبري والبحري، مضيفاً أن الغارات الجوية توزعت على إلقاء 5914 قنبلة عنقودية وفسفورية و 2951 قنبلة ضوئية و3721 قنبلة صوتية وعشرات القنابل ” الفراغية ” على عدد من المحافظات.
فيما تجاوز القصف الصاروخي والمدفعي لتحالف العدوان 200 ألف قنبلة وقذيفة صاروخية، وأكد سريع أن القصف البحري من البوارج والسفن الحربية تجاوز ستة آلاف صاروخ حتى نهاية 2019م.
سوء تغذية وبحسب تقارير اليونيسف فإن إمكانية إصابة 30.000 طفل إضافي بسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة على مدى الأشهر الستة القادمة أمر وارد، واحتمالية أن يرتفع العدد الإجمالي للأطفال المصابين بسوء التغذية دون الخامسة إلى ما مجموعه 2.4 مليون طفل وهو ما يمثل تقريبا نصف كافة الأطفال في البلاد دون الخامسة وبزيادة تصل لنحو 20%.
وأن إمكانية الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي ساهم في زيادة انتشار وباء كورونا، حيث لا يحصل حوالي 9.58 مليون طفل على ما يكفي من المياه الآمنة والصرف الصحي والإصحاح البيئي.
أيضا أشار التقرير إلى إمكانية وفاة 6.600 طفل إضافي دون الخامسة لأسباب يمكن الوقاية منها وذلك بحلول نهاية العام بزيادة قدرها 28% حيث أن المرافق الصحية لا زالت تعمل رغم النقص الكبير في الأدوية والمعدات الطبية والموظفين بسبب العدوان والحصار الذي يوشك أن يكمل العام السادس في تاريخ اليمن .
حالات طارئة ومع إغلاق المدارس أصبح 7.8 مليون طفل- حسب آخر الاحصائيات- غير قادرين على الحصول على التعليم، ويمكن أن يتسبب الغياب الواسع النطاق عن الفصول الدراسية وتدهور الاقتصاد في تعريض الأطفال بصورة أكبر لخطر عمالة الأطفال والتجنيد من قبل العدوان وزواج الأطفال، وقد سجلت الأمم المتحدة آلاف الأطفال الذين لا تتجاوز أعمار بعضهم العشر سنوات تم تجنيدهم واستخدامهم من قبل العدوان على مدى ست سنوات ماضية.
وقالت سارة بيسلو نيانتي- الممثل المقيم لليونيسف في اليمن “ليس من الممكن المبالغة في وصف حجم هذه الحالة الطارئة، حيث أن الأطفال الذين واجهون في الأساس أسوأ أزمة إنسانية في العالم يكافحون اليوم من أجل البقاء أحياء مع انتشار فيروس كوفيد-19”.
وأضافت الممثل المقيم لليونيسف : “إذا لم نتلق تمويلاً عاجلاً، فسيتم الدفع بالأطفال إلى حافة المجاعة وسيموت الكثيرون وسيرسل المجتمع الدولي حينها رسالة مفادها أن حياة الأطفال، في بلد دمرته الحرب والمرض والانهيار الاقتصادي ليست ذات أهمية بكل بساطة ولن يحصل ما يقارب مليون طفل على مكملات التغذية الدقيقة الضرورية وكذلك فيتامين أ وستفقد 500.000 امرأة حامل ومرضع دعم التغذية الأساسي بما في ذلك الحصول على المشورة الخاصة بتغذية الرضع والأطفال الصغار ومكملات حمض الفوليك والحديد، أيضا لن يتم تطعيم خمسة ملايين طفل دون الخامسة ضد الأمراض الفتاكة، وسيفقد 19 مليون شخص إمكانية الحصول على الرعاية الصحية بما في ذلك مليون أم حامل ومرضعة مع أطفالهن.
كما وضح التقرير أن خدمات المياه والصرف الصحي الأساسية والمقدمة لثلاثة ملايين طفل مع مجتمعاتهم المحلية ستبدأ في التوقف وسيترك ذلك أثرا سلبياً إضافياً على أكثر من مليوني طفل ضعفاء بشكل استثنائي ويعانون من سوء التغذية، ما يعرض وضعهم الغذائي لتدهور كارثي في حال توقفت إمدادات المساعدات الإنسانية. مجاعة وأوبئة وقالت نهى جحاف -المدير التنفيذي لمنظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل- إن الإحصاءات التي تم رصدها طوال الست سنوات وحتى يونيو 2020م، تؤكد مقتل 3766، وإصابة 3995 نتيجة لقصف طائرات العدوان.
وأن مليونين ومائتي ألف شخص أصيبوا بوباء الكوليرا توفي منهم 3750 مصاباً، ومصابة، بينهم أطفال بنسبة 32 ٪ كما سجلت وزارة الصحة إصابة ٣٤٥٢٠ بالحصبة توفيت منها 273 حالة يمثل الأطفال 65 ٪ منها وسجلت أيضا 4500 حالة إصابة بالدفتيريا توفي منها ٢٥٣ حالة منها 16% من الأطفال دون سن الخامسة، كما تضاعفت خلال السنوات الأخيرة أعداد المواليد المشوهين خلقيا وحالات الوفاة في المناطق التي نالت القصف الأكثر من قبل العدوان، وارتفعت حالات العيوب الولادية الحية بنسبة ٥٩٪ كما توفي ٤٢ ألف مريض نتيجة الحصار يشكل الأطفال نسبة 30% منهم هذا علاوة على أن هناك أكثر من 500 ألف طفل تحت خط الموت نتيجة سوء التغذية الحاد.
تواطؤ أممي تقول يُسرى سماش- مديرة قسم السياسة والاتصال لمنظمة إغاثة الأطفال “أكثر من 12 مليون طفل في اليمن يحتاجون
إلى المساعدة الإنسانية والكثير منهم تم تهجيرهم ويعانون من سوء تغذية حاد، وليس بوسعهم حاليا إتمام تكوين وولوج الخدمات الصحية الأساسية ومن ثم تكون فرص المستقبل للأطفال مقيدة بقوة”.
وكشفت دراسة للأمم المتحدة عن معاناة أطفال اليمن حينها في نفس الوقت قام أمين عام المنظمة الدولية غوتيريش بشطب التحالف العسكري الذي تقود السعودية حربه في اليمن من قائمة سوداء لمرتكبي الجرائم بحق الأطفال، وقد استبعد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيوغوتيريش في 15 يونيو 2020م التحالف الذي تقوده السعودية عندما قام بحذف السعودية من القائمة السوداء، ما دفع منظمة العفو الدولية إلى إدانة الأمم المتحدة لشطبها اسم التحالف من قائمة العار، واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمين العام للأمم المتحدة بإزالة التحالف الذي تقوده السعودية وتجاهل أدلة الأمم المتحدة نفسها على استمرار الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال.
والحقيقة أن الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش شطب التحالف السعودي من القائمة السوداء دون أن يبدي سببا لذلك الشطب والإلغاء، بل قام بتبرئة السعودية من جرائم سفك دماء أطفال اليمن ما يجعل الأمم المتحدة في موضع غير نزيه وفي موقف المناصر لمن يقترف الجرائم البشعة بحق اليمنيين الأبرياء .
حيث سقط الآلاف من النساء والأطفال ما بين قتيل وجريح، وحسب إحصائية منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل الصادرة بمناسبة 2000 يوم من العدوان فقد سقط 16978 مدنياً بينهم 2381 امرأة و3790 طفلاً، كما جرح 26203 بينهم 2780 امرأة و4089 طفلا، كما أن هناك من تضرر بفقدان أبناء أو إخوة أو أقارب بشكل عام.
وألقت الحرب بآثارها المباشرة على المرأة والطفل وما تبعها من أزمة اقتصادية أوصلت الملايين إلى حافة المجاعة، فالمرأة والطفل هما أكثر من يعاني نتيجة انقطاع بعض الخدمات كالكهرباء وتراجع أو انقطاع دخل الأسر والنزوح وتهدم المنازل وغيرها من الاضرار التي جعلت المرأة والطفل أكثر من يتحملان آثار الحرب المباشرة.
وخلال فترة العدوان والمستمرة إلى يومنا هذا يغيب دور الأمم المتحدة ومنظماتها، بل تطور الأمر إلى أن تخلت عن مسؤولياتها وسحبت الدعم عن كافة القطاعات الحيوية بما فيها أهم قطاع وهو القطاع الصحي، كما أن الأمم المتحدة تقف موقفاً موالياً لدول تحالف العدوان التي لم تحرك ساكناً تجاه كل ما يرتكب بحق أطفال ونساء اليمن منذ ست سنوات من العدوان.