الحرب والحصار الجائر أديا إلى ظهور أمراض الطفولة القاتلة مجدداً
أدى الحرب والحصار المستمر إلى ظهور بعض أمراض الطفولة القاتلة مجددا والتي كانت قد اختفت تماما قبل سنوات العدوان وانتشرت حالات سوء التغذية الحاد بين أواسط النساء والأطفال ما جعلهم فريسة سهلة للأمراض والأوبئة المختلفة، كما اصبح العثور على الأمان والغذاء أبرز هموم الأسر اليمنية وأصبح التحصين ابرز اهتماماتهم، فلم يعد يتلقى الكثير من المواليد التطعيم الكامل وقل تردد المواطنين على المراكز الصحية، كما قلت نسبة الأطفال الذين يحصلون على اللقاح.
يقول وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور لا بد من بذل الجهود لكي يحصل كل الأطفال على التحصين ضد أمراض الطفولة ولا بد من التوعية حول التحصين ومشاركة الكادر الصحي .
ويضيف المنصور : وزارة الصحة تبذل الكثير من الجهود من أجل نشر التوعية المجتمعية حول التحصين، وقد أقامت مؤخرا أنشطة توعوية مجتمعية حول التحصين وأهميته ضمن برنامج تعزيز النظام الصحي الذي تنظمه وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بدعم حلف اللقاح العالمي.
ولفت إلى أن اللقاءات استهدفت 57 ألف كادر صحي في ألف و282 مرفقاً صحياً خاصاً و140 مرفقاً حكومياً وستة آلاف و200 منشأة صيدلانية لتعريفهم بكيفية مناصرة التحصين والحرص على أن يحصل الأطفال على اللقاحات والرقابة على الأداء المرتبط بالتحصين على مستوى المحافظات والمديريات والمرافق الصحية.
وأكد الدكتور المنصور أهمية الحفاظ على ما تحقق من إنجاز في نسبة التغطية وتعزيز التحصين الروتيني في مختلف المرافق الصحية بالمحافظات.
ونوه بجهود كوادر البرنامج الوطني للتحصين الموسع ودور اللقاح العالمي في مساندة جهود وزارة الصحة في القضاء على الأوبئة والأمراض خاصة أمراض الطفولة القاتلة.
دعوة للتفاعل
وقالت مديرة البرنامج الوطني للتحصين الموسع الدكتورة غادة الهبوب “التحصين هو إحدى الركائز الأساسية في تقديم خدمات الرعاية الصحية الشاملة” وودعت مدير عام برنامج التحصين الموسع في وزارة الصحة بصنعاء الدكتورة غادة الهبوب أولياء الأمور إلى التفاعل مع حملات التحصين التي ستنفذها الوزارة لتجنيب أطفالهم الإصابة بالأمراض التي قد تؤدي إلى الموت ومنها شلل الأطفال محملة الأهالي مسؤولية سلامة الأطفال في حال امتنعوا عن تحصينهم.
وقالت “حملات التحصين ضد شلل الأطفال تهدف لمنع انتشار فيروس مرض شلل الأطفال البري في المجتمع والبيئة اليمنية وتعزيز مناعة الأطفال دون الخامسة والمحافظة على خلو اليمن من فيروس شلل الأطفال البري”..
وأضافت الهبوب في حديثها لـ”الأسرة”: يجب تكثيف التوعية عبر وسائل الإعلام والعمل على رفع الوعي بنشر الرسائل التوعوية والمفاهيم الصحيحة عن اللقاحات ويجب على الآباء الحرص على تحصين أطفالهم وعدم إهمال ذلك فقد يتسبب إهمال تلقيح الطفل بأي مرض قاتل لا سمح الله وعلى الأسرة أن تعي أهمية التحصين للأطفال وإنه لا يضر بصحة الطفل وليس له أي تأثيرات جانبية وأن وزارة الصحة تحرص على توفير أفضل اللقاحات المعتمدة عالميا من قبل منظمتي الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف.
وأضافت: نؤكد أن اللقاح آمن وسليم ونحن لا نقبل أي لقاح إلا بعد التأكد من سلامته 100 % ونتابع سلامته من المصنع حتى خروجه ووصوله إلى الأطفال وتكون قلة الحالات التي تسجل وقلة الوفيات دليلاً على كفاءة التحصين وعلى أهميته، لذا يجب أن نسعى جميعا لحماية الطفولة والعمل على مكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها من أجل مستقبل صحي متكامل لجيل قوي يستطيع بناء وحماية اليمن .
دور تكميلي
ولأن الطفل المريض أكثر عرضة للإصابة بالأمراض فمن الأفضل تلقيحه وزيادة مناعته .. وتقول الدكتورة خديجة معمر- أخصائية أطفال “التوعية بالتحصين مهمة جدا لسلامة الأطفال وبالتالي خلو المجتمع من الأمراض وحملات التحصين تعتبر الدور التكميلي للتطعيم الروتيني الذي يتم إلى عمر سنة ونصف والذي لازالت فيه فجوة وقصور، ومن خلال الحملات نحاول الوصول إلى أكبر عدد من المستهدفين من الأطفال فإذا تكاتفت جميع الجهود من الأهالي وجميع الجهات واستطعنا أن نرتقي بالتطعيم الروتيني إلى الـ 97% فلن نحتاج إلى هذه الحملات ولن تنتشر أوبئة في بلادنا.
الطريقة الوحيدة للوقاية من أمراض الطفولة القاتلة هي التطعيم، وننصح جميع أبناء المجتمع بتطعيم أطفالهم بالتطعيمات الروتينية كاملة ولا يكتفون فقط بالتطعيمات عبر الحملات أو التي تصل إلى منازلهم لأنها تطعيم ضد مرض واحد هو شلل الأطفال أو ضد مرض الحصبة، فاللقاحات آمنة وثمينة، وأدعو كل فرد في المجتمع إلى أن يساهم في حماية أطفالنا بإعطائهم كل اللقاحات ورفع التوعية بين أبناء المجتمع المحيط بهم بضرورة التطعيم وأهميته.
نداء عاجل
وجهت منظمتا الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف والصحة العالمية نداء عاجلا لدول العالم بالتحرك والعمل على تفادي انتشار مرضي الحصبة وشلل الأطفال، في الوقت الذي تواصل فيه جائحة (كوفيد-19) تعطيل خدمات التحصين في جميع المناطق ما يضاعف مخاطر تعرض ملايين الأطفال لأمراض يمكن تفاديها.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس إن فيروس كورونا ألقى بتأثير مدمر على الخدمات الصحية وخاصة خدمات التحصين في جميع أنحاء العالم.. مضيفا إنه لدى المنظمة الأدوات والمعرفة لوقف الأمراض مثل شلل الأطفال والحصبة، على عكس (كوفيد-19) الذي لم يتم اكتشاف علاج له بعد.
وأوضح أن كل ما تحتاجه المنظمة الدولية هو الموارد والالتزامات لوضع هذه الأدوات والمعرفة موضع التنفيذ.. قائلا “وإذا فعلنا ذلك، سيتم إنقاذ حياة الأطفال”.
إلى ذلك أكدت المديرة التنفيذية لـ(اليونيسف) هنريتا فور ضرورة ألا تثني الحرب ضد كورونا العالم بأسره عن مكافحة الأمراض الأخرى، لافتة إلى أن التصدي لأزمة (كوفيد-19) العالمية أمر بالغ الأهمية، ولكن مع ذلك هناك أمراض مميتة أخرى تهدّد أيضا حياة ملايين الأطفال في بعض أفقر مناطق العالم.
وذكر بيان المنظمتين الأمميتين أنهما سجلتا عودة مرض الحصبة على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة، مع استمرار تفشّيه في جميع أنحاء العالم، وأشار إلى تفاقم فجوات تغطية التطعيم عام 2020م بسبب فيروس كورونا.