توفير الأكل والشرب في الغربة بدلاً عن التعليم.. الطلاب المبتعثون
أن تكون مبتعثاً في الخارج بمنحة دراسية فهذا أسوأ ما سيمنحه لك وطنك وأكثر ما يسلخك به المسؤولون، هذا المسمى سيحملك الكثير من المتاعب أولها الخروج من وطنك والابتعاد عن أسرتك واصدقائك برعاية حكومية رديئة تلهيك عن العلم وتضعك في دائرة توفير الأكل والشرب بالغربة.
تنقطع المنح المالية وتتأخر بسبب أن بعض المسؤولين مشغولين في أمور أخرى كتشكيل الحكومة وإضافة أسماء أبناء مسؤولين لكشوف المنح، تتأخر وأنت تظل معلقا بها طوال فترة الانتظار وإن حان استلامها تذهب كلها إلى ديون يسددها الطلاب والتي تراكمت بسبب إهمال الدولة للمبتعثين في الخارج وتأخير منحهم.
لن يتفرغ الطالب لدراسته وهموم المنحة جاثمة على صدره، حيث تتحول البيئة التعليمية إلى أزمة حياة بالنسبة للطالب وقد أصبحوا جميعا في حالة نفسية سيئة، في وقت تذهب مبالغ طائلة إلى المعسكرات بنظام ودون انقطاع بينما ينتظر الطلاب، وهم أهم جبهة الآن، لمعونات الرحمة.
المبتعثون اليمنيون يواجهون أسوأ ظروف قد مر بها إنسان في الغربة أكثر من اللاجئين حتى، يعيشون قلقا على اهاليهم وظروفا مادية سيئة في غربتهم، وبدلا من ان تكون السفارة بيتا لهم وملجأ لعذابهم في الغربة، تصبح هي الخصم الأول لهم.
كيف سيشعر الدبلوماسيون من سفراء وملاحق وموظفين بعناء الطلاب وهم يعيشون في فلل وقصور لا جدوى منها الا التباهي، ومتى سيشعر السفير أن منصبه يفرض عليه التزامات تجاه مواطني بلده أكثر من التزاماته السياسية؟
تتابع ما يحدث من انتهاكات للطلاب أمام سفارتنا المعقورة في روسيا وكيف تصرف السفير مع إخوتنا الطلاب حين وجه باعتقالهم مرة، ومرة أخرى بالاعتداء عليهم وشاهدنا الكثير من الصور المؤسفة لطلابنا امام السفارة وهم يهانون ويضربون امام سفارتهم!
لا أمل في انتباه الحكومة، فلا تعليم عالي ولا وزارة خارجية ولا حكومة، لكن الأمل بالناس وبرأفة اليمنيين أن يتكاتفوا في ما بينهم وبوجه الخصوص المبتعثين حتى يقدر الله وتغادر الحكومة غرف الفنادق إلى مقراتها، ودون ذلك لا رقيب على السفراء ولا سلطة عليهم.