الإرهاب التكفيري يضرب التعليم في أفغانستان، والطلاب يردّون: رصاصكم لا يكفي لقتلنا!
Share
وسط توالي الإدانات والاستنكارات لجريمة الهجوم على الطلاب في جامعة كابول، وإعلان يوم الثلاثاء يوم حداد في البلد، يستمر الإرهابيون التكفيريون، ولا فرق بين داعش وبين طالبان، بجرائمهم ضد الشعب الأفغانستاني وسيما الشيعة منهم
فقد سقط 22 شخصاً، قتيلا، وعشرات آخرين، ضحية، أمس الاثنين، في هجوم شنه مسلحون على جامعة كابول وانتهى بعد ساعات من القتال مع القوى الأمنية، فيما كان الطلاب غارقين في برك الدماء، وبينما تبنى لاحقاً تنظيم «داعش» الإرهابي الهجوم، أقر مسؤولون أفغان بوجود فشل استخباراتي
وأوضح المتحدث باسم الداخلية الأفغانية طارق عريان أن 22 شخصاً قتلوا وجرح 22.
ولم يتضح كيف نقل المهاجمون أسلحتهم إلى الجامعة التي تجري تفتيشاً أمنياً. وأوضح الناطق باسم شرطة كابول فردوس فارامرز، أن جميع القتلى من الطلاب، وبينهم عشر نساء.
واستغرق الأمر ساعات عدة أمام قوات الأمن الأفغانية بدعم من القوات الأمريكية لتمشيط الحرم الجامعي والإعلان أن الهجوم انتهى.
وقال الناطق باسم وزارة التعليم العالي حميد عبيدي إن الهجوم بدأ مع وصول مسؤولين لافتتاح معرض للكتاب الإيراني في الجامعة.
وقالت حركة «طالبان» إنها غير ضالعة في الهجوم، لكن نائب الرئيس أمر الله صالح، حمل المجموعة المتمردة ومؤيديها في باكستان المسؤولية على الرغم من إقراره بفشل استخباراتي.
وقال صالح على «تويتر»: «سنصحح الفشل الاستخباراتي. لكن «طالبان» وحلفاءها الشيطانيين المتشابهين في الجوار، لن يتمكنوا أبداً من غسل ضمائرهم من هذا الهجوم الغاشم وغير المبرر على جامعة كابول».
هذا الهجوم المروع – هو الثاني خلال عشرة أيام على منشأة مدرسية في كابول.
وقال فريدون أحمدي (22 عاما) “كنا ندرس داخل الصفوف عندما سمعنا فجأة وابلا من الرصاص داخل الجامعة” مضيفا أنه والكثير من الطلاب حوصروا لأكثر من ساعتين قبل أن يتم إنقاذهم.
وأضاف “كنا خائفين جدا وظننا أننا سنموت، وكان الشبان والشابات يصرخون ويصلون ويطلبون النجدة”.
وقتل الأسبوع الماضي 24 شخصا على الأقل غالبيتهم من الطلاب الشيعة في هجوم انتحاري على مركز تربوي في غرب كابول، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وفي العام 2018 تسبب انتحاري بمقتل عشرات الأشخاص الكثير منهم من المراهقين أمام جامعة كابول. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية يومها مسؤوليته عن الهجوم.
وقتل 16 شخصا عندما هاجم مسلحون الجامعة الأميركية في أفغانستان العام 2016 في كابول.
إدانات لا تنفع
الهجوم الوحشي على جامعة كابول، لاقى إدانات واستنكارات دولية وإسلامية، لكن طلاب جامعة كابول، الذين نظموا وقفة احتجاج أمام الجامعة، تضامنا مع زملاءهم الذين سقطوا ضحية الإرهاب التكفيري،، طالبوا الجهات الأمنية بالاستقالة، متسائلين عن سبب قتلهم وهم في موقع الدراسة دون أن تحميهم الجهات الأمنية.
وعلى صعيد الإدانات، استنكر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بشدة الهجوم المروع الذي وقع اليوم على جامعة كابول في أفغانستان.
ونقل بيان رسمي لفرحان حق نائب المتحدث الرسمي بإسم الأمين العام للأمم المتحدة عن غوتيريش اعرابه عن خالص تعازيه لأسر الضحايا و تمنياته الشفاء العاجل للمصابين
ونوه إلى أن هذا الهجوم المروع – و هو الثاني خلال عشرة أيام على منشأة مدرسية في كابول – اعتداء أيضا على حق الإنسان في التعليم.. وجدد دعوته إلى وجوب محاسبة المسؤولين على هذه الأعمال الارهابية.. و أكد أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب شعب وحكومة أفغانستان في دعم تطلعاتهما الراسخة في السلام.
كذلك أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات الهجوم الإرهابي على جامعة كابول وأكدت في بيان لها وقوفها وتضامنها مع جمهورية أفغانستان الإسلامية مجددة موقفها الثابت والرافض لجميع أشكال العنف والإرهاب والتطرف مهما كانت الظروف والدوافع.
كما يندد حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بالمذبحة. وكتب مبعوث الأطلسي ستيفانو بونتيكورفو على «تويتر»: «الأطفال والشباب الأفغان يجب أن يشعروا بالأمان حين يتوجهون إلى المدرسة. إن حلف شمال الأطلسي يدعم بقوة كل الجهود الهادفة إلى وقف العنف».