غلاء المستلزمات المدرسية يكوي جيوب الأسر بالحديدة
في السابع عشر من شهر أكتوبر الجاري بدأ العام الدراسي الجديد 2020-2021 في محافظة الحديدة وبدأت معه الأسر بالتفكير في كيفية توفير المستلزمات المدرسية لأبنائها، وبالتحديد الأسر التي لديها أكثر من خمسة أبناء لازالوا لم يكملوا تعليمهم بعد، حيث وانها تحتاج الى ميزانية خاصة بها ،خصوصاً وأن أسعار المستلزمات المدرسية ارتفعت أسعارها بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي …
منصور أحمد (عامل ) يقول لــــ “الحديدة نيوز” : لدي ثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة ، وكل واحد منهم يحتاج الى حقيبة ودفاتر وأقلام وأدوات مدرسية أخرى ،إضافة الى الملابس والحذاء ،وهذا يكلف مبلغ قد يتجاوز 45000 ريال يمني واكثر للثلاثة، وهذا المبلغ كبير جداً لا استطيع توفيره ابداً ،فانا عامل بالأجر اليومي وكل ما أحصل عليه من مال لا يكفي حتى لتامين وجبات الاكل الرئيسية ، فمن أين يمكنني شراء ما يحتاجه أبنائي فالأسعار مرتفعة جداً ، فقيمة الحقيبة الواحدة 3000 ريال فما بالك بالمستلزمات الأخرى ..
ويضيف محدثنا ” استطعت شراء دفاتر فقط ، بعد ان استلفت مبلغ مالي من أحد جيراني ولكن أولادي كل يوم يعودون من المدرسة ويطالبوني بشراء ملابس جديد وأحذية وحقائب مدرسية كبقية زملائهم ، وهذا يسبب لي حرج كبير أمامهم لكوني عاجز عن شراء ما يريده أبنائي ليظهروا مثل زملاءهم ،ولكن الظروف المالية لا تسمح ..
أما ( أم ماجد ) تقول لموقع الحديدة نيوز ” زادت هموم الأسرة بسبب إرتفاع أسعار مستلزمات المدرسة في ظل تدني الدخل اليومي لوالد أطفالي ، نحن نعيش ظروف مالية صعبة، وبعض المعلمين لا يراعون الطالب بل يطلبون منه إحضار كل المستلزمات ، ولكن هذا لن يجعلنا نتوقف عن تعليم أبنائنا ،فالتعليم مهم وسنحاول بكل ما استطعنا أن نوفر لهم ما يحتاجونه ..
بينما تقول (أم سلوى ) و ھي أم لطفلين في المرحلة الإبتدائية : بصراحة انصدمت من أسعار الدفاتر والحقائب، هذا العام مرتفعة جداً دخلت الى المكتبة وكان معي مبلغ 20000 ريال يمني لم تكفيني لشراء كل ما يحتاجه أولادي وتجھیزهم وإرسالهم للمدرسة، وتضیف إذا كان لدي ولدان ولم أستطيع ،فكيف سيكون الأمر بالنسبة للأسر التي لديها أكثر .
وقال أنور محمد (موظف)، إن أسعار الزي المدرسي هي الأخرى أرتفعت هذا العام فالعام الماضي كنت اشتري البذلة الواحدة من الخياط بمبلغ 4000 ريال ،وهذا العام ارتفعت الى 6000 ريال لدي ثلاثة أطفال في المرحلة الإبتدائية كل واحد منهم لا بد ان اشتري له زي مدرسي ، وهذا يشكل علينا ضغط مالي كبير ،الى جانب باقي مستلزمات المدارس من أدوات مكتبية، ومصروف يومي، وساندويتشات، ومواصلات، وغيرها من البنود التي تثقل كاهلنا وتزيد من همومنا هناك أسر عجزت عن شراء دفاتر وحقائب لابنائها ومنهم من استخدم الدفاتر القديمة والزي المدرسي للعام الماضي …
ارتفاع الصرف هو السبب
ويرى “علي محمد” أحد باعة القرطاسية في مدينة الحديدة ” أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية كالدفاتر والحقائب والأقلام وغيرها هو ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية امام الريال اليمني حيث أثر هذا الارتفاع على الأسعار فمثلاً الدفتر الواحد سعره 150 ريالاً بينما كان العام الماضي 100 ريال والحقيبة كانت هناك أنواع تباع بقيمة 2000 ريال العام الماضي وحالياً تباع 2800 ريال ويضيف انخفض حجم المبيعات بنسبة كبيرة بعد عجز الزبائن عن الشراء، او بشراء أقل من حاجته، على أمل أن تُخفّض مستقبلاً مع عدم قدرته على إخفاء علامات الدهشة والانزعاج على وجهه!
أسعار مرتفعة
موقع الحديدة نيوز قام بجولة الى المكتبات ورصد أسعار القرطاسية والمستلزمات المدرسية، حيث وجدنا أن أسعارها متفاوتة فمثلاً سعر القلم الناشف العادي يبدا من 50-150 ريال ، وقلم الرصاص العادي 30- 70 ريال،. بينما بلغ سعر الدفتر العادي المؤلف من 40 صفحة 120-150 ريال ، والدفتر السلك (40 صفحة) من 150-200 ريال ، ودفتر (60 صفحة) بين 150-200 ريال ودفتر (80 صفحة) 180-250 ريال . ودفتر (100 صفحة) من 300-500 ريال .في حين سجلت أسعار الأحذية من قياس كبير بين 4000و6000 ريال ، والأحذية المتوسطة بين 3000و5000 ريال ، بينما تفاوتت أسعار الحقيبة المدرسية بحسب نوعها وحجمها فالكبيرة تبدأ أسعارها من 2500-6000 ريال ، والحجم الصغير من 2000 -4000 ريال .أما أسعار الملابس بدأت أسعارها من 6000-1000 ريال للبذلة الواحدة ..
ارحموا الطلاب
الأستاذ علي الطبيشي مسؤول بمكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة دعا عبر صفحته بالفيس بوك القيادات التربوية والتعليمية الى الرفق بالطلاب وعدم تحميلهم طلبات تفوق قدرة أولياء امورهم حيث نشر هذا البوست قائلاً : ( الإخوة القيادات التربوية و التعليمية لا تحملوا أولياء الأمور فوق ما لا يستطيعون رفقا بالطلبات من دفاتر و خلافه دعوا الطالب يدبر أموره بما هو في مقدوره و أن استعان بدفاتر العام الماضي و أن جمع أكثر من مادة في دفتر واحد فلا ضير في ذلك ).
بينما قاسم البعيصي (تربوي) قال في صفحته بالفيس بوك ( أن غلاء المستلزمات المدرسية القرطاسية ( الدفاتر ) ومستلزماتها (المسطرة والمقشطة ) غلاء يعيق العام الدراسي والدليل الدفتر ابو 100صفحة ب 300 ريال انتبهوا تسموا هذا المنشور برضه (بعسسه) فرقوا بين اللي يده في النار واللي يده في الماء واعرفوا ان هناك أسر قررت وقف تعليم اولادها بسبب هذا الغلاء الفاحش وبسبب عدم القدرة على مجارات أيام الدراسة)..
وبحسب تصريح لمدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة عمر محمد بحر لوسائل الاعلام خلال تدشين العام الدراسي في تاريخ 17 أكتوبر 2020 فإن نحو 605 الآف و412 طالبا وطالبة في المرحلتين الأساسية والثانوية بدأوا العام الدراسي في 588 مدارسة أساسية وثانوية حكومية وأهلية بمختلف مديريات المحافظة مؤكدا استكمال الاستعدادات لبدء العام الدراسي وتهيئة الظروف المناسبة لعودة الطلاب والطالبات للمدارس.وأشار إلى أهمية تضافر جهود الجميع بما يسهم في التحاق الطلاب بالمدارس خاصة في المناطق الريفية..