إيطاليا: مزيد من التدابير لمواجهة كورونا.. ومزيد من الغضب
Share
قوبل قرار رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، بإقفال المطاعم والحانات وإغلاق المسارح ودور السينما والنوادي الرياضية من الـ6 مساء لمدة شهر، بانتقادات واسعة، فيما العلماء يشككون إذا ما كانت هذه الاجراءات كافية لوقف انتشار الفيروس.
وقال كونتي إنه يأمل في أن القيود الجديدة “ستمكننا من أن نكون أكثر ارتياحاً بحلول عيد الميلاد” منبهاً في الوقت نفسه إلى أن “العناق والحفلات” ربما سيبقيان غير واردين.
ونشرت صحيفة “كورييري دي لا سيرا” الإيطالية على صفحتها الأولى رسماً كاريكاتورياً لكونتي وهو يقول لـ”سانتا كلوز” وهو يحاول الانتحار”توقف! أحضرنا مرسوماً لإنقاذك”.
وأصحاب المطاعم والحانات غير مسرورين. فساعات الإقفال المبكرة تعني عدم التمكن من استقبال الرواد لفترة “الابيريتيفو” التي يلتقي فيها الناس لاحتساء كأس قبل العشاء.
وقال صاحب مطعم في قرية أوديرزو الصغيرة في شمال شرق إيطاليا جوزيبي تونون (70 عاما) إن “هذه القيود ستكون نهايتنا جميعا”. وقال لوكالة فرانس برس “لسنا في وسط مدينة نحن في الريف. زبائننا يأتون في المساء أو في عطلة الأسبوع”.
وناشد قائد الأوركسترا الإيطالي الشهير ريكاردو موتي، علناً رئيس الوزراء قائلاً إن إغلاق قطاعات الفن من شأنه أيضا “الإضرار بالصحة”.
وقال “إن تعريف … المسرح والموسيقى على أنهما ‘غير ضروريين’ كما أشارت بعض عناصر الحكومة، هو تعريف جاهل وغير مثقف وغير حساس”.
وسجلت إيطاليا يوم الأحد، أول دولة أوروبية يضربها الوباء بشدة، بـ21,273 إصابة جديدة بالفيروس.
وحذر مسؤولو المناطق من أن مرسوماً جديداً يتضمن تدابير صارمة يمكن أن يثير توترات اجتماعية بعد مواجهات في شوارع نابولي وروما الأسبوع الماضي.
وفيما قال زعيم المعارضة اليمينية ماتيو سالفيني، إنه يستعد للطعن قانوناً في المرسوم، قال مستشار الحكومة الإيطالية لدى منظمة الصحة العالمية والتر ريكياردري، إن الإجراءات قد “لا تكون كافية” للحد من تفشي الفيروس.
وكانت إيطاليا بؤرة الفيروس في وقت سابق من هذا العام. لكن حالات الإصابة باتت الآن أعلى بكثير في إسبانيا وفرنسا اللتين اجتازت كل منهما عتبة المليون إصابة.
وتسجل دول في أنحاء أوروبا ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات فيما تتخذ الحكومات تدابير جذرية.
وأعلنت اسبانيا حال طوارئ وطنية جديدة وحظر تجول ليلي، فيما سجلت فرنسا عددا قياسيا من الإصابات اليومية مع أكثر من 50 ألف حالة، ومددت حظر التجول الليلي ليطال مناطق يسكنها قرابة 46 مليون شخص.
وأودت جائحة “كوفيد-19” حتى الآن بمليون ومئة ألف شخص وأصابت أكثر من 43 مليوناً على مستوى العالم.
وذكر الاتحاد الأوروبي أنه قلّص اجتماعات الخبراء وكبار المسؤولين، وقرر عقد المزيد من المؤتمرات عبر الفيديو فيما تعاني بروكسل زيادة كبيرة في أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا.
ودخلت يوم الاثنين ضوابط جديدة حيز التنفيذ في القسم الاكبر من حدود سلوفينيا مع إيطاليا والنمسا والمجر وكرواتيا.
وفي ألمانيا ، أعلن حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل تأجيل مؤتمر كان من المقرر عقده في أوائل كانون الأول/ديسمبر لانتخاب رئيس جديد على وقع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد.
وتترك حال الطوارئ في إسبانيا لمسؤولي المناطق سلطة فرض القيود على التنقل من وإلى مناطقهم وتمديد فترات حظر التجول.
وأعلنت منطقة كاتالونيا في شمال شرق البلاد الاثنين إنها تدرس فرض إغلاق في عطلة نهاية الأسبوع. وهي لن تكون وحدها، إذ فرضت “إسرائيل” وأيرلندا وويلز مؤخرًا عمليات إغلاق، ما أدى إلى حبس السكان في منازلهم ومنعهم من مزاولة الأنشطة باستثناء الأساسية منها.
وفي الولايات المتحدة، التي لا تزال الدولة الأكثر تضرراً بالفيروس، تخطت أعدادها القياسية للاصابات اليومية في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع بالمسألة إلى واجهة الحملة الرئاسية.
وعلى الجهة الأخرى من الكرة الأرضية تلقى مواطنو ملبورن البالغ عددهم خمسة ملايين شخص أنباء يترقبونها، وهي رفع تدابير الإغلاق هذا الأسبوع.
ويخضع سكان المدينة لإجراءات أكثر صرامة من أي مكان في استراليا، لكن مع انخفاض حالات الإصابة الجديدة بشكل جذري، فإن المسؤولين السياسيين في الولاية يتعرضون لضغوط لرفع التدابير.
وقال رئيس حكومة ولاية فكتوريا دانيل أندروز “كانت سنة صعبة للغاية، فقد ضحى أهالي فكتوريا كثيرا وأنا فخور بكل شخص منهم”.