معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية تصل إلى 50 تصديقا مطلوبا لدخولها حيّز التنفيذ
تدخل معاهدة حظر الأسلحة النووية حيّز التنفيذ في 22 كانون الثاني/يناير، بعد أن وصلت إلى 50 دولة من الدول الأطراف المطلوبة للتصديق عليها، حيث صدّقت هندوراس على المعاهدة، بعد يوم واحد فقط من تصديق جامايكا وناورو.
وفي بيان صحفي، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بجميع الدول التي صدقت على الاتفاقية التي وافقت عليها 122 دولة في الجمعية العامة عام 2017، وساعدت في فرض حظر على الأسلحة النووية حتى الآن.
دخول المعاهدة حيّز التنفيذ هو فصل جديد لنزع السلاح النووي — الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش
وخصّ الأمين العام بالذكر مجموعات المجتمع المدني، وعلى رأسها، الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (ICAN) التي مُنحت جائزة نوبل للسلام عام 2017. وأعلنت المديرة التنفيذية للمنظمة، بياتريس فين، أن دخول المعاهدة حيز التنفيذ هو “فصل جديد لنزع السلاح النووي”، في وقت كان الكثيرون يرون أن من المستحيل حظر الأسلحة النووية، على حدّ تعبيرها.
وقالت إحدى الناجيات من القصف الذري على هيروشيما، سيتسوكو ثورلو، لـ ICAN إنها كرّست حياتها للدعوة لحظر الأسلحة النووية. وأضافت: “ليس لدي شيء سوى الامتنان لجميع الذين عملوا من أجل نجاح المعاهدة”.
وبعد انضمام هندوراس، تدخل المعاهدة حيّز التنفيذ بعد 90 يوما، وبذلك تحظر الأسلحة النووية بعد ما يزيد قليلا عن 75 عاما، منذ استخدامها لأول مرة في نهاية الحرب العالمية الثانية.
تكريم للناجين
وقال الأمين العام في البيان: “دخول المعاهدة حيّز التنفيذ هو تكريم للناجين من التفجيرات والتجارب النووية، وكثير منهم دافع عن هذه المعاهدة”.
ووصف السيّد غوتيريش دخول المعاهدة حيّز التنفيذ بأنه “تتويج لحركة عالمية تلفت الانتباه إلى العواقب الإنسانية الكارثية لأي استخدام للأسلحة النووية. وتمثل التزاما حقيقيا تجاه الإزالة الكاملة للأسلحة النووية، والتي تظل أعلى أولويات نزع السلاح للأمم المتحدة”، مشيرا إلى أنه يتطلع قدما للقيام بدوره في تسهيل الدفع بالمعاهدة باتجاه الإلغاء التام.
وحتى الآن، لم توقع القوى النووية الرئيسية وهي: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا على الاتفاقية.
وتنص المعاهدة على أنه يجب على الدول التي صادقت عليها “ألا تقوم أبدا تحت أي ظرف من الظروف بتطوير أو اختبار أو إنتاج أو تصنيع أو حيازة أو امتلاك أو تخزين أسلحة نووية أو أجهزة نووية متفجرة أخرى”.
وقد اعتُمدت المعاهدة في 7 تموز/يوليو 2017، في مؤتمر عقدته الأمم المتحدة في نيويورك، وكانت أول صك متعدد الأطراف ملزما قانونا لنزع السلاح النووي منذ عقدين.
جيل جديد يرفض الأسلحة النووية
وفي مؤتمر صحفي في مقرّ الأمم المتحدة الدائم، بعد الإعلان عن الفوز بجائزة نوبل للسلام، قالت رئيسة منظمة ICAN، السيّدة فين، إن “جيلا جديدا” من النشطاء قد بلغ سن الرشد، “الأشخاص الذين نشأوا بعد الحرب الباردة ولا يفهمون سبب استمرار امتلاكنا للأسلحة النووية”.
وفي بيان صدر يوم الأحد، قالت منظمة ICAN – التي تضم عشرات المجموعات حول العالم – إن دخول المعاهدة حيّز التنفيذ هو مجرد البداية.
وبمجرد دخول المعاهدة حيّز التنفيذ، سوف يتعين على الدول الأطراف تنفيذ جميع التزاماتها الإيجابية بموجب المعاهدة والالتزام بالحظر.
وقالت مديرة منظمة ICAN: “ستشعر الدول التي لم تنضم إلى المعاهدة بالتأثير أيضا، إذ يمكننا أن نتوقع من الشركات أن تتوقف عن إنتاج الأسلحة النووية وأن تتوقف المؤسسات المالية عن الاستثمار في الشركات المنتجة للأسلحة النووية”.