لبنان: الأمين العام يعرب عن أمله في تشكيل حكومة جامعة في أسرع وقت ممكن

أعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة عن أمله في تشكيل حكومة لبنانية جامعة في أسرع وقت ممكن.

جاء ذلك ردا على سؤال أحد الصحفيين في المقر الدائم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام حول توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.

ودعا الأمين العام إلى حشد كافة الجهود للإصلاحات الضرورية التي يتعين على البلاد القيام بها وتعبئة الدعم الدولي الذي لا غنى عنه خاصة وأن “لبنان يواجه مزيجا مأساويا من الأزمات”.

وأوضح غوتيريش قائلا إن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية بالإضافة إلى تداعيات انفجار مرفأ بيروت المأساوي وأزمة كوفيد-19 والعديد من الأمور الأخرى.

من حق الشعب اللبناني أن يتوقع تضامنا دوليا فعالا

Houssam Yaacoub
تسبب الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية يوم 4 أغسطس 2020 بأضرار جسيمة في جميع أنحاء بيروت.

الأمر الذي تطرق إليه أيضا اليوم المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السيد يان كوبيش، ونائبته والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان السيدة نجاة رشدي في رسالتهما المشتركة بمناسبة يوم الأمم المتحدة.

الشعب اللبناني يستحق أن يأتي المسؤولون عن المؤسسات السياسية في لبنان بحلول تشاركية شاملة لمعالجة مشاكل البلاد–الأمين العام أنطونيو غوتيريش

وقال كوبيش ورشدي إن عام 2020 كان بالنسبة للبنان، عام مصاعب متزايدة وإحباط متفاقم.

وأشارا إلى أن “تفشي فيروس كورونا زاد من حدة الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تظاهرات شعبية واسعة النطاق. بالإضافة إلى ذلك، أدى انفجار الرابع من آب المأساوي، -الذي أودى بحياة 193 شخصاً وتسبب بجرح الآلاف وتدمَير العديد من المنازل والمتاجر والأماكن ذات الطابع التراثي- مرة أخرى إلى تفاقم المخاوف الجدية من الغياب الكامل للمساءلة عن الوضع المؤسف في لبنان وإدارة الشؤون العامة”.

هذه الأزمات مجتمعة، قال الأمين العام للصحفيين في نيويورك، “خلقت هذا الوضع المأساوي للشعب اللبناني الذي يستحق أن يأتي المسؤولون عن المؤسسات السياسية في لبنان بحلول تشاركية شاملة لمعالجة مشاكل البلاد”.

وشدد في مؤتمره الصحفي على أن “من حق الشعب اللبناني أن يتوقع من المجتمع الدولي أن يعرب عن تضامن فعال للسماح للبنان بالخروج من الوضع الصعب الذي يعيش فيه”.

الإصغاء إلى أصوات نساء وشباب لبنان

وفي سياق متصل، أوضح كل من يان كوبيش ونجاة رشدي أن المخرَج من الأزمة الحالية معروف جيداً، بما في ذلك “القيام بإصلاحات هيكلية مجدية وسريعة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والحكم الرشيد بشفافية كاملة والمساءلة والقضاء المستقل كأدوات فعالة في مكافحة الفساد والسير باتجاه مجتمع مدني شمولي خالٍ من المحسوبية الطائفية، حيث الفرص والحماية والحقوق متساوية للجميع بمن فيهم النساء والشباب”.

لا تزال الأمم المتحدة متمسكة بالتزامها تجاه هذا البلد العزيز والفريد وشعبه الشجاع والمجتهد والمرن لمساعدته على إعادة بناء وطنه–يان كوبيش، نجاة رشدي

ودعا المسؤولان الأمميان إلى الإصغاء الى أصوات نساء وشباب لبنان.

وشددا على أن يكون حضور هاتين الفئتين واحتياجاتهما وتطلعاتهما “في طليعة عقد اجتماعي جديد يساعد على قيام لبنان أفضل حيث يمكن لجميع المواطنين التمتع بحقوق وفرص متساوية في القطاعين العام والخاص”.

لبنان والأمم المتحدة

ويأتي بيان كوبيش ورشدي عشية عيد الأمم المتحدة الخامس والسبعين الذي يصادف غدا 24 تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام. ويصادف أيضا مرور 75 عاماً على الشراكة الراسخة بين الأمم المتحدة ولبنان، أحد أعضائها المؤسسين.

وأكد البيان أنه “لا يمكن الفصل بين الأمم المتحدة ولبنان”.

UNIFIL
منذ ظهور جائحة كوفيد -19 ، واصلت اليونيفيل وقوات حفظ السلام التابعة لها أنشطتها العملياتية اليومية على طول الخط الأزرق في جنوب لبنان.

فبحسب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ونائبته، لقد ساهم لبنان وشخصيات لبنانية مرموقة في الأمم المتحدة منذ تأسيسها. وخدم العديد من اللبنانيين في المناصب العليا وغيرها من المناصب ذات مسؤولية بشرف وكرامة، ويساهمون في السعي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي أماكن أخرى وهم يعملون على ملفات وفي مفاوضات هامة، وفي العديد من بعثات الأمم المتحدة السياسية وعمليات حفظ السلام والوكالات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.

في كثير من الأحيان، خلال تاريخهما المشترك، جاءت الأمم المتحدة لمساعدة لبنان على حماية وتعزيز أمنه واستقراره، في مقدمتها اليونيفيل.

كما ساعدت الأمم المتحدة لبنان على التعامل مع العديد من التحديات الإنسانية بما في ذلك تلك المتعلقة بلاجئي فلسطين والآن اللاجئين السوريين.

وختم كوبيش ورشدي بيانهما بالقول:

“لقد دعم لبنان الأمم المتحدة ووقفت الأمم المتحدة إلى جانب لبنان لمدة 75 عاماً. وفي هذه الأوقات الصعبة، لا تزال الأمم المتحدة متمسكة بالتزامها تجاه هذا البلد العزيز والفريد وشعبه الشجاع والمجتهد والمرن لمساعدته على إعادة بناء وطنه وحياته وسبل عيشه من أجل غدٍ أفضل وكريم”.

قد يعجبك ايضا