من وحي خطاب قائد الثورة:الحضارة الغربية أبراج قائمة على جماجم الشعوب
Share
عملت الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية على ترويج حضاراتهم ما بعد الحرب العالمية الثانية على أنها حضارات الرُقي والتطور والحرية في مشهد يناقض التاريخ والحاضر لفداحة الجرائم الإنسانية التي ارتكبت بحق شعوب كثيرة.
قائد الثورة اليمنية السيد “عبدالملك بدرالدين الحوثي” في خطاب له يوم الاثنين، بمناسبة تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف، عّرى الحضارة الغربية، وذكر بحقيقتها لدى من تقاذفتهم أمواج النسيان وانساقوا مع أبراج الزجاج المشيدة على جماجم أمم وشعوب.
السيد “عبدالملك الحوثي” أكد أن الحضارة الغربية ليس فيها ذرة من الرحمة وتدوس المجتمعات البشرية وتصادر حريات الشعوب وتنهب ثرواتهم وتحتل بلدانهم ثم تأتي لتتحدث عن حقوق الإنسان.
وتساءل هل احترم الغربيون حقوق الإنسان في اليمن وفلسطين ومختلف البلدان العربية والإسلامية؟ سؤال إن احتار، في إجابته المسارعين في التطبيع مع الكيان الصهيوني، ليلبسون الحق بالباطل بمبررات وأكاذيب، قد يستنطقه من ما زال الدماء العربية الأصيلة تجري في أوردته، حين أضاف السيد عبدالملك قائلاً : يتباهى ترامب “الرئيس الأمريكي” بأنه مستعد لإعطاء كيان العدو أي أرض عربية ويصادرها كما فعل في الجولان السوري، فأي حضارة هذه؟.
هي حضارة أمريكا والوجه الحقيقي وامتداد للوحشية التي قامت عليها، فبحسب تقرير عن المكتب الأمريكي للإحصاء أن عدد الحروب التي نشبت في ظل حكومة الولايات المتحدة مع المواطنين الأصليين “الهنود الحُمر” بلغ ما يزيد على 40 حرباً حصدت أرواح الألاف من أصحاب الأرض ودون التاريخ ما يّدمي المُقل دماً لا دموعاً.
قائد الثورة اليمنية أشار في كلمته بحضور العلماء ومسؤولي الدولة والأسرى العائدين وحشد من الأحرار في جامع الشعب، إلى أنه في الغرب يهيئون للرذيلة والفساد ويأتون بعنوان الحرية ليسيئوا للرسول الأعظم والإسلام.
لم يخفي علينا كمسلمين تشويه رسول الرحمة عمدت عليه الدول الغربية بمختلف الصور والسيناريوهات من رسومات وأفلام من الدنمارك إلى هولندا إلى فرنسا ومعظم بقية الدول لا سيما في العقد الأخير من هذه المرحلة الزمنية، وانعش القائد لكل من استمع الذاكرة لتلك الجرائم.
السيد “عبدالملك” أشار إلى الوجه الحقيقي لفرنسا وقال: في فرنسا ممنوع انتقاد اليهود الصهاينة وممنوع أن تشكك فيما يزعمونه بالمحرقة مهما قدمت من أدلة وشواهد، بل ستتعرض للمحاكمة أيضاً، لافتا إلى أنه يُسمح لك في الغرب أن تسيء للإسلام والأنبياء وأن تلحد وتسيء لله، لكن لا يسمح لك بأن تسيء لليهود الصهاينة وتعاديهم.
قائد الثورة اليمنية لفت إلى أن التصريح الأخير للرئيس الفرنسي الذي يسيء للإسلام هو من أشكال التعبير العدائي للأمة الإسلامية، وأشار إلى أن فرنسا والغرب يسيئون للإسلام والرسول الأعظم في حين يتوددون لليهود الصهاينة ويمنعون أي إساءة لهم.
وحول الأزمات في واقع المسلمين، قال السيد “عبدالملك” إنها نتيجة لعملاء أعداء الأمة ونتيجة الاستهداف من الغرب الاستعماري كالذي فعلته فرنسا في الجزائر.
وقال مخاطباً الرئيس الفرنسي (ماكرون) إن وصمة العار الأبدية التي ستستمر في واقعكم هي ما فعلتموه خلال استعماركم للجزائر واستمراركم في تبرير تلك الجرائم الفظيعة.
ما قاله القائد حقيقة، فرنسا التي تتدعي الديمقراطية والإنسانية زوراً استعمرت الجزائر 132عام، من 5 يوليو، 1830 إلى 5 يوليو، 1962، وارتكبت طوال فترة احتلالها من الجرائم ما لم يقبله عقل وقدمت في سبيل نيل حريتها، مليون ونصف شهيد، كإحصائية يشكك الكثير فيها، منهم المجاهد الجزائري “عمار بن عودة”، المسؤول التاريخي لولاية “عنابة” وعضو مجموعة 22 التاريخية، أكد أن شهداء الجزائر في مقاومة المحتل الفرنسي عددهم 12 مليونا وقال لا بدّ من كتابة سليمة للتاريخ وهو ما وافقه عليه الكثير من المناضلين الجزائريين.
الحضارة الغربية المتدثرة برداء الإنسانية وهم وسراب، عملت عليه تلك الدول تحت عناوين ومشاريع كثيرة وروجتها لتضرب الأمة الإسلامية وتسلخها عن هويتها الإيمانية، وتصبح الشعوب العربية كرقعة شطرنج تلعب بها أوهام صانعي السياسة الغربية.