مع تشديد الإجراءات.. أكثر من 250 ألف حالة وفاة في أوروبا بفيروس كورونا

تخطت حصيلة الوفيات جرّاء وباء كورونا المستجد “كوفيد-19” في أوروبا التي تواجه موجة وبائية ثانية حادة عتبة 250 ألفاً يوم الأحد.

وبعد تسجيل أكثر من 8 آلاف وفاة في سبعة أيام، فإنّ أوروبا تكون قد شهدت أقسى أسبوع منذ منتصف أيار/مايو، وسط سعي عدّة دول إلى الاحتماء عبر تشديد التدابير الصحية.

وحسب تعداد لوكالة “فرانس برس” اليوم الأحد، فقد تمّ تسجيل 250 ألفاً و30 وفاة في أوروبا من سبعة ملايين و366 ألفاً و28 إصابة أكثر من ثلثيها في المملكة المتحدة (43 ألفاً و646 وفاة من 722 ألفاً و409 إصابات) وايطاليا (36 الفاً و543 وفاة من 414 ألفاً و241 إصابة) واسبانيا (33 ألفاً و775 وفاة من 936 ألفاً و560 إصابة) وفرنسا (33 ألفاً و392 وفاة من 867 ألفاً و197 إصابة) وروسيا (24 ألفاً و187 وفاة من مليون و399 ألفاً و334 إصابة).

وفي أحدث الإجراءات المتخذة في القارة الأوروبية، أقرّت سويسرا التي كانت في منأى نسبياً عن الموجة الأولى وتعاني حالياً من ارتفاع مطّرد في الإصابات، أقرّت إلزامية وضع الكمامة بدءاً من يوم غدٍ الإثنين، في الأماكن العامة المغلقة، وخاصة في المحطات، المطارات، مواقف الباصات والتراموي، إضافة إلى تقييد التجمعات والتوصية بالعمل من بعد.

وتتكثف القيود في القارة. ففي فرنسا التي سجلت السبت 32 ألف إصابة جديدة، فرِض حظر تجول بين التاسعة مساء والسادسة صباحاً، لمدة شهر على الأقل، وفي مساحة تشمل عشر مدن كبرى، بينها باريس وضواحيها.

ويخضع لهذه القيود نحو 20 مليون نسمة، أي نحو ثلث سكان البلاد التي تعرف واحدة من اسوأ الأوضاع في أوروبا (أكثر من 33 ألف وفاة و834,770 إصابة).

وفي المملكة المتحدة، أكثر الدول الأوروبية تضرراً (43,579 وفاة و15 ألف إصابة جديدة قبل أمس الجمعة)، واتجهت السلطات إلى تشديد القيود بدورها، مع حلول السبت، أصبح نصف السكان خاضعين لقيود أكثر شدة.

وفي العاصمة لندن وعدة مناطق أخرى، بما يعني نحو 11 مليون نسمة، منعت التجمعات في الأماكن المغلقة بين العائلات والأصدقاء، فيما خضعت لانكشاير (شمال-غرب) وليفربول لحال تأهب صحي قصوى.

وكانت إيطاليا أعلنت الجمعة تسجيل 10,010 إصابات جديدة، في أعلى حصيلة يومية في هذه الدولة. وبدءاً من السبت، صار إلزامياً على الحانات والمطاعم في إقليم لومبارديا الأكثر تأثراً، الإغلاق مع حلول منتصف الليل.

وخصصت الحكومة الإيطالية الأحد 39 مليار يورو مبلغاً إضافياً لتنشيط ثالث اقتصاد في أوروبا.

وفي ألمانيا حيث أيضاً تزداد الإصابات، طلبت المستشارة أنغيلا ميركل، إلى مواطنيها السبت ضبط العلاقات الاجتماعية قدر الإمكان.

وفي سويسرا التي يبلغ عدد سكانها 8,6 ملايين، تعد الدولة الأوروبية التي شهدت أسرع طفرة في الإصابات الأسبوع الماضي (+146%)، حسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وفي أستراليا، تمكن اليوم الأحد سكّان ثاني أكبر مدن البلاد ملبورن المقدّرون بنحو خمسة ملايين والذين عاشوا قيد الحجر لأكثر من مئة يوم، من الخروج لأكثر من ساعتين يومياً في محيط لا يتخطى 25 كلم عن مكان الإقامة.

ورفض رئيس وزراء ولاية فكتوريا، التي تضم ملبورن، دانيال أندروز، الدعوات المتزايدة لرفع جميع قيود السفر، وإعادة فتح المطاعم ومتاجر أخرى على نطاق أوسع.

وقال أندروز، إنه في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، قد تخفف القيود بشكل أكبر في حال بقاء عدد الاصابات تحت السيطرة. وقال “لا أفعل ما هو شعبي، أنا أقوم بما هو آمن”.

ومنذ بداية الأزمة الوبائية، سجّلت أستراليا التي يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة، 27 ألف إصابة و904 وفيات، بينها 800 في ولاية فيكتوريا.

إلا أنّ هذه المؤشرات الإيجابية تبقى محدودة النطاق وسط تصاعد المخاطر على المستوى العالمي. فقد أودى فيروس كورونا المستجد بمليون و111 ألفاً و152 شخصاً على الأقل في العالم. وأصيب به أكثر من 39,7 مليون شخص منذ بدء الأزمة الوبائية، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس أمس السبت. وسجلت في هذا اليوم فقط 5302 وفاة و372 ألفاً و882 إصابة جديدة في العالم.

وتعدّ الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً (219 ألفاً و289 وفاة، ما يوازي وفاة واحدة من أصل كل خمسة وفيات في العالم)، تليها البرازيل (153,675) والهند (114,031).

وفي سلوفاكيا، أعلنت السلطات حملة فحوص طبية تشمل كل من تخطوا عشرة أعوام، في وقت تخلّت جارتها الجنوبية سلوفينيا عن تتبّع مخالطي المصابين بسبب الافتقار إلى الإمكانات.

وفي سويسرا، أقرّت السلطات بشكل خاص إلزامية وضع الكمامات الواقية بدءاً من الإثنين في الأماكن العامة المغلقة،وذلك ضمن سلّة إجراءات تهدف إلى كبح الارتفاع “المطّرد” في الإصابات.

وفي جمهورية تشيكيا التي تسجل أشد مستوى إصابات ووفيات لكل مئة ألف شخص على صعيد أوروبا، طلبت الحكومة من الجيش إقامة مستشفى ميداني خارج براغ يتسع لـ500 سرير.

وفي بولندا، أغلِقت في وارسو وغيرها من المدن الكبرى، المدارس والثانويات وسط منع حفلات الزواج وتقليص عدد الأشخاص المتاح تواجدهم في المتاجر ووسائل النقل والأماكن الدينية، فيما ينبغي على المطاعم الإغلاق عند التاسعة مساء.

وفي سياق العمل على مكافحة تفشي الفيروس، أظهرت دراسة يابانية أنّ فيروس كورونا المستجد يبقى على الجلد لنحو تسع ساعات، أي أكثر بخمس مرات من فيروس الإنفلونزا.

وفي سياق متصل، نشرت مجلّة “Blood Advances” دراستين تفيد بأن الأشخاص ذوي فصيلة الدم “AB0” المجموعة الأولى هم أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

قد يعجبك ايضا