حملة شعبية لطرد التحالف..ومغردون: الإمارات تعبث بثروات اليمن وتضرب الوحدة الوطنية
Share
لاشك أن إنهاء العمليات العسكرية التي تشنها السعودية والإمارات على الأراضي اليمنية بات مطلبًا محليًّا ودوليًّا، بعد أن تسببت في تجويع وإفقار وتشريد الشعب اليمني، وكذلك تفكيك نسيجه المجتمعي، كما ساهمت هذه الحرب في انهيار شبه كامل للبنى التحتية والمدارس والمستشفيات، ما ترتب عليه احتياج البلاد لفترات زمنية طويلة حتى يمكن إعادة الإعمار بها، والعمل على لم شمل أبناء الوطن الواحد.
لقد جاء التحالف السعودي_ الإماراتي، بحجة استعادة سلطة عبدربه منصور هادي، ولكن ما لمسه اليمنيون على الأرض، أن هناك نوايا أخرى من وراء الحرب، لاسيما أن هناك تقارير تتحدث عن المحاولات الإماراتية لإضعاف اليمن ونهب مقدارته وثرواته وتقسيمه وإنهاء الوحدة اليمنية.
المريب في الأمر، هو الصمت السعودي على الانتهاكات الإماراتية في الداخل اليمني، واستغلال الموانيء وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، فيما لا يخفى دعمها لميليشيات المجلس الإنتقالي، الذي يهدف إلى انفصال الجنوب، ويشتبك عسكريًا مع قوات هادي التي من المفترض أن التحالف جاء لدعمها.
وبعد سنوات من الحرب، فشلت السعودية في إحراز أي تقدم عسكري على الأرض اليمنية، وصمدت جماعة أنصار الله الحوثية ضد عمليات التحالف وتمكنت من ضرب أهداف داخل الأراضي السعودية.
وبدلًا من أن توقف السعودية هجماتها ضد اليمنيين وتبحث عن مخرج يحفظ لها ماء الوجه، إلا أنها تبدو في هذا الملف ليست صاحبة القرار، وتنصاع لأوامر أبوظبي، وهو ما يهز ما تبقى لها من صورتها أمام دول المنطقة العربية، فيما يحملها الشعب اليمني المسؤولية عن الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال والنساء وكافة أبناء الشعب اليمني.
وفي هذا الصدد، دشن يمنيون حملة على تويتر، تحت عنوان #طرد_التحالف_مطلب_شعبي، طالبوا خلالها بإنهاء الوجود السعودي والإماراتي في بلادهم، والذي يشكل الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الراهنة ونهوض اليمن من كبوته.
وأشار اليمنيون، إلى أن التحالف تسبب في كارثة اقتصادية كبرى لليمن، بسبب تعطيل تصدير النفط الذي يعد الشريان الرئيسي لليمن، وعدم تدفق العملات الأجنبية إلى خزينة الدولة.
وغرد الناشط اليمني، عبده الحسني، بالقول: ” لن يتحسن الأمر في اليمن نهائيا، مادام التحالف الجزار الغدار يشحذ سكاكينه في كل مناطق اليمن، و سيزداد الوضع سوءًا إذا لم يتم استئصال التحالف الخبيث”.
وأضاف الحسني، في تغريدة أخرى، قائلًا: ” إن تهديد الإمارات لقوات الأمن اليمنية بضربها بالطيران إذا حاولت دخول منشأة بلحاف دليل على التمادي و الغطرسة و الاستخفاف باليمنيين و معاملتهم كأنهم أجانب و ليسوا أصحاب الحق.. فيجب معاملة الإمارات كعدو يجب إخراجه من المنشأة مهما كان الأمر”.
أما، علي العلي، فكتب أن : ” هذا التحالف تحالف غدر ومكر وله أطماع كثيرة، وغايته تدمير اليمن وكسر شعبه فهو يعمل ليل نهار لزرع الفتنة بين أبناء اليمن حتى تطول الحرب والخراب والتدمير ليصل لغايته المنشودة.. يكفي 6 سنوات من الدمار والخراب ..طرد تحالف الشر والدمار مطلب شعبي يمني”.
وعلقت ريما عبد الله، عبر الهاشتاغ بقولها إن : ” اليمن أصبح في أعلى الهرم لأكثر البلدان انهيارًا وفشل الدولة. ومن منظور تحليلي لهذا الانهيار وانعدام الدولة أنه بسبب ارتهان أغلب الاطراف لبعض القوى الإقليمية واعتقادها بأنهم في مصلحة البلد، وليس ضعفنا العسكري أو الاقتصادي”.
وتابعت أن : ” اليمن بين التخريب والتجويع، وبين نهب الثروات والاحتلال، وهذه هي معادلة الصراع الحالي في اليمن..لا أعرف هل النخب السياسية تجهل ما يدور فعلا أو أنها معزولة عن الواقع تماما من قبل التحالف، أو إنها العمالة والارتزاق الفاضح وعدم اللا مسؤولية والمصالح الشخصيه تغلب؟!!”.
أما ابتهال الصنعاني، فقالت إنه : ” للإمارات نوايا خبيثة وأهدافها وسياستها قذرة، ولاتتدخل في بلد إلا وتتآمر على حكامه وتعبث بمقدراته وبوحدة شعبه ونسيجه الاجتماعي، والصمت عما تقوم بهِ هذه الدويلة الزجاجية من عبث في اليمن يُعد خيانة “.
وأضافت، أنه : ” تتسابق القوى العالمية على صُنع الأسلحة بمختلف أنواعها لضمان مكانتها بين الأمم، فما الذي تسابق عليه التحالف بشقّيه السعودي والإماراتي؟..هل استقلّوا أموالهم بإنشاء مصانع للأسلحة تضمن للعرب والمسلمين العزّةِ والكرامة، بدلاً من شرائهِ لقتلنا؟!”.
وتابعت : ” شرخ كبير أحدثته الإمارات بين اليمنيين كان له تبعات وخيمة على مجتمعنا، وأدّى إلى مزيد من الفوضى والاقتتال كان للرياض الدور الأكبر فيه وذلك بصمتها المريع وموقفها المُشين”.
وتداول يمنيون عبر حساباتهم، معلومات تضمنها تقرير صدر تقرير عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في عام 2016، والذي بين أن 14.4 مليون يمني على الأقل غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية، وإن أكثر من19 مليون يفتقرون إلى المياه والصرف الصحي، إضافة إلى نزوح قرابة مليوني شخص.
وتساءل اليمنيون، عن عدد الأرقام في عام 2020، مشيرين إلى أن الأمور بالتأكيد تسير إلى الأسوأ.
وكانت صحيفة العربي الجديد، كشفت في تقرير لها، عن مخطط للإمارات للاستحواذ على ثروات اليمن من ذهب وفضة وثروات أخرى؛ وذلك عبر شركات تابعة لها، مستغلة فوضى التراخيص للمشاريع الاستثمارية.
وأوضح التقرير، أن الموارد المعدنية في اليمن مثل النفط والغاز والموارد الأخرى كانت ضمن مخطط واسع رسمته الإمارات قبل الدخول في حرب اليمن، وذلك عبر شركات إماراتية خالصة أو يمنية استثمارية.
هذا، وقال مراقبون لـ”شفقنا”، إن النخب السياسية وعلى رأسها حكومة عبدربه منصور، تتحمل المسؤولية عن الأوضاع المزرية التي وصل إليها اليمن، لجلبها ما وصفوه بـ”العدوان السافر” ضد الشعب اليمني، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على السعودية والإمارات لإنهاء كافة العمليات العسكرية والرحيل عن اليمن.
وأضافوا، أن ما يسمى بـ”عاصفة الحزم” لم تكن إلا “عاصفة الخراب” التي أرهقت كاهل الشعب اليمني، وخلقت أزمات لا تحصى ولا تعد، ومن الصعب حلها في ظل الوضع الاقتصادي المنهك، مشيرين إلى أن اليمن عاد إلى الوراء في شتى المجالات بسبب ازدياد نسب الفقر والبطالة، وانتشار الأمراض والأوبئة، وانهيار التعليم.
وأضافوا، أن ما تحدثت عنه السعودية والإمارات بشأن بسط نفوذ عبدربه منصور هادي على الدولة اليمنية لإعادة استقرارها، ثبت أنه “كلام زائف”، مشيرين إلى أن التحالف يسعى إلى إضعاف نقاط القوة في اليمن بغرض الهيمنة عليه وتركيعه، تنفيذًا لأجندات إقليمية ودولية.