«مارتن غريفيث» استقال عن السويد.. ولا يود لـ «صور الضحايا» المشاهدة؟
تتفاقم حياة أكثر من 7 آلاف مدني تحاصرهم قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته وسط مدينة مُسيّجة بالقوات من كل الجهات، ومنذ عامين وشهر واحد يفرض التحالف السعودي الأمريكي حصارا مطبقا على مدينة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، ومن لم يمت من السكان بنيران العدوان ومرتزقته وقذائفهم، يتهدّدهُ شبح الجوع ومخاطر الأمراض في ظل انعدام كلي للدواء والقوت الضروري الممنوع على السكان.
تُطوّق المليشيات المسلحة التابعة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي مدينة الدريهمي بسبعة ألوية عسكرية تفرض حصاراً مطبقاً على المدينة التي باتت معزولة عن العالم الخارجي منذ عامين، وبسبب الحصار المفروض على المدنيين داخل الدريهمي تحولت الحياة في المدينة إلى سجن كبير، أوصلت المدنيين إلى حد الموت جوعاً، وبسبب الأمراض والأوبئة المتفشية، إضافة إلى استشهاد مئات المدنيين بسبب القصف اليومي والاستهداف المدفعي والصاروخي الذي لا يتوقف لحظة، الجرحى يموتون بسبب انعدام المشافي والإسعافات الأولية.
تصعيد متواصل
خلال هذا الأسبوع شنت المليشيات التابعة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي زحوفات متواصلة على أطراف المدينة المحاصرة منذ عامين، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ستوكهولم بديسمبر العام 2018/م، وجاء التصعيد العسكري عقب تصريحات إعلامية لقادة المرتزقة قالوا فيها إن اتفاق السويد قد انتهى وأنهم لم يعد ملزما لهم.
وبحسب مصدر محلي في مدينة الدريهمي فإن مرتزقة العدوان شنوا زحوفات على المدينة من 3 مسارات، وحاولوا الوصول إلى قرى في أطراف المدينة بمساندة أكثر من 35 مدرعة وآلية ودبابة، وأضاف المصدر أن مدة الزحوفات زادت عن ثلاثة أيام، وأضاف المصدر أن المرتزقة شنوا قصفا مدفعيا وصاروخيا مكثفا لم يتوقف منذ الأثنين الماضي، وقد أدى سقوط صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون إلى احتراق عدد كبير من منازل ومزارع المواطنين في قرية الجربة العليا والجربة السفلى وقرية المنقم أطراف المدينة المحاصرة.
أبشع الجرائم
الدريهمي..واحدة من أبشع المآسي الإنسانية والانتهاكات الشنيعة التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي بحق 7000 مدني، باتوا محاصرين بين جدران منازلهم داخل مدينة معزولة عن العالم، إذ تخضع المدينة لحصار خانق وشامل منذ أكثر من عامين، حيث تمنع قوات العدوان دخول الماء والغذاء والدواء وتفرض طوقاً عسكرياً على المدينة من الجهات الأربع، كما تتعرض المدينة لقصف يومي مكثف بالصواريخ والمدافع، التابعة لمرتزقة العدوان التي لا تتوقف عن استهداف منازل وممتلكات المواطنين.
جريمة إبادة بغطاء أممي
مدينة الدريهمي مأساة عالمية غير مدرجة على أجندة منظمات الأمم المتحدة، وإن كان لها محل في اتفاق السويد، فإن الأمم المتحدة لا تبدي موقفا تجاه ما يتعرض له المدنيون من انتهاكات وحصار غاشم، تظهر الصور الواردة من الدريهمي الحالة الإنسانية المأساوية التي سببها الحصار المفروض على المدينة المطوقة بسبعة ألوية عسكرية تتبع التحالف الأمريكي السعودي، الشهادات الخارجة من تحت الحصار، تؤكد ازديادَ عددِ الوفيات جراءَ تدهورِ الوضعِ الصحي بالداخل المحاصر، بسبب قلة العلاج وانعدام الغذاء، تفاصيل مشاهدتهم لحالات كثيرة من الأطفال والنساء والمسنين وهم يموتون بعد أن تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل البشرية بسبب الجوع.
نهاية الشهر الماضي أصيب الحاج محمد الفقيه من أبناء الدريهمي بشظية في قدمه جراء قذيفة مدفعية أطلقها مرتزقة السعودية والإمارات، نزف الحاج محمد حتى الموت، حاول أقاربه ربط جرحه بقماش رث، إذ لا مشافي ولا إسعافات أولية في المدينة لكنه فارق الحياة.. القوات العسكرية التابعة للتحالف السعودي تفرض حصارا مطبقا على المدينة وتمنع وصول الاحتياجات الضرورية للحياة من الغذاء والدواء وغيره.
وفيما يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، بغطاء من الأمم المتحدة، حصاره الخانق على مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة منذ أكثر من عامين مانعاً عن الآلاف من سكانها كل مقومات الحياة من غذاء ودواء، تبدي الأمم المتحدة موقفا غير أخلاقي إزاء جريمة تعد من أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي يشهدها العالم.
في اللقاء المشترك السادس للجنة الانتشار المشتركة تم الاتفاق على فتح ممرات إنسانية في حيس والدريهمي، قام الفريق الوطني على الفور بفتح ممر إنساني في حيس، لكن الطرف الآخر لم ينفذ التزاماته، بل عزَّز من حصاره لمديرية الدريهمي وواصل قصف المدنيين بصورة يومية، ومُنِعَتْ حتى رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال ابهيجت جوها من زيارة مديريتي حيس والدريهمي.
في وقت سابق وتحديداً في الـ 8 من فبراير 2019/م، منعت قوى العدوان رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة الجنرال ابهيجت جوها من زيارة مديريتي حيس والدريهمي، كما منعت القوات العسكرية التابعة للتحالف السعودي وصول قافلة أممية إلى الدريهمي في العام الفائت، وفي وقت لاحق قامت بقصف قافلة مماثلة كانت تنظمها الأمم المتحدة بالتنسيق مع السلطة المحلية، ومنذ يونيو الماضي ترابط قافلة مساعدات غذائية من أبناء الحديدة أطراف الحديدة في انتظار تأمين أممي لإدخالها الى المحاصرين في الدريهمي، وحتى الآن لم تتمكن القافلة من العبور فالأمم المتحدة تتعامل مع حصار مدينة الدريهمي وفق حسابات سياسية تعكس موقفا غير أخلاقي للمنظمة وبعثتها ومبعوثها.
قصف لا يتوقف
تتساقط القذائف على مدينة الدريهمي من مختلف الجهات التي تتواجد فيها القوات العسكرية التابعة للعدوان السعودي الأمريكي، سقطت في ذات يوم قذيفة على منزل المواطن عمر يماني من أبناء الدريهمي، بينما كان هو وبنته وولده في مكان آخر من المدينة، في بيت عمر يماني زوجته وأخته مع طفلته البالغة 4 سنوات، أثناء قيامهن بإعداد وجبة الطعام سقطت قذيفة مدفعية أطلقها مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، قتلت الزوجة والأخت والطفلة، وصل الأب يماني وحين شاهد الكارثة أصيب بنوبة قلبية وفارق الحياة.
مقابر جماعية
في المدينة أكثر من مقبرة جماعية لمن يُقتلون بالقذائف اليومية التي تُطلقها المليشيات التابعة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي، الكثير من منازل المدنيين أطراف المدينة قامت المليشيات التي تتسلل بين الحين والآخر بإحراقها، يموت المدنيون في الدريهمي بالقذائف، وبعضهم يموتون بالجوع والعطش، فلا مياه ولا غذاء، يتحدث الأهالي بعدد من الإصابات المرضية منها الفشل الكلوي وفيروسات الكبد والأمراض الخطيرة التي تفتك بمن تبقى بسبب الأسلحة التي ترمى عليهم، كل من أصيب بها في تلك المدينة توفي على الفور وليس لدى الجميع حيلة لإنقاذه.
دمار كلي
بفعل القصف اليومي من مليشيات تحالف العدوان السعودي الأمريكي، دُمِّرت أكثر من 70 % من منازل المدنيين في المدينة، أما المدارس والمباني الصحية والحكومية فقد دُمِّرت بالكامل بفعل القصف والاستهداف المركز لها، في مديرية الدريهمي سبعة مساجد أثرية صوفية شافعية تم تدميرها بغارات جوية من قبل طائرات تحالف العدوان، كذلك المركزان الصحيان بكل ما يحويانه من أدوات وعلاجات تم تدميرهما كليا بالغارات الجوية، كما تم تدمير شبكات الاتصالات المحلية كاملة، وكذلك خزانات المياه النظيفة في مركز المديرية.