لؤي رضوان: ناشط مصري في طليعة الجهود العالمية لدعم أهداف التنمية المستدامة
أعلنت الأمم المتحدة اختيار 17 من المدافعين والمدافعات الشباب عن التنمية المستدامة، للمساهمة في قيادة الجهود الرامية لمكافحة بعض التحديات الأكثر إلحاحا في العالم وإلهام جيل الشباب من أجل مستقبل أفضل للجميع. ويمثل القادة الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة لعام 2020 أصواتا متنوعة للشباب من مختلف مناطق العالم، وهم مسؤولون، بشكل جماعي، عن حشد ملايين الشباب لدعم هذه الأهداف.
ويتم الإعلان عن المجموعة الشبابية كل عامين بواسطة مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، والتي قالت إن الشباب وعلى الرغم من تأثرهم، بشكل أكبر من غيرهم، بفيروس كورونا، إلا أنهم يواصلون إظهار مرونة هائلة وسعة حيلة وقيادة في إيجاد حلول مبتكرة للتعافي بشكل أفضل من الأزمة الصحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وستركز المجموعة الشبابية على الجهود المبذولة لإشراك الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الفرص الاستراتيجية التي توفرها الأمم المتحدة ومن خلال مبادراتهم ومنصاتهم.
وتتراوح أعمار القادة الشباب بين 18 و29 عاما ويمثلون مصر، أستراليا، بنغلاديش، البرازيل، بلغاريا، الصين، كولومبيا، الهند، أيرلندا، ليبيريا، نيجيريا، باكستان، بيرو السنغال، تركيا، أوغندا والولايات المتحدة.
أخبار الأمم المتحدة أجرت حوارا مع الناشط المصري الشاب لؤي رضوان الذي تم اختياره ضمن المجموعة، حيث تحدث عن نشاطه في مجال المدافعة عن البيئة وأهم التحديات التي تواجه الشباب في بلاده.
أخبار الأمم المتحدة: مرحبا بك السيد لؤي رضوان. قبل أن نتحدث عن عملية الاختيار دعنا نتعرف عليك. حدثنا عن نفسك ومجال دراستك؟
لؤي رضوان: أهلا. أنا من مصر وأبلغ من العمر 21 عاما. أدرس الهندسة البيئية في جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا. أنا ناشط بيئي منذ خمس سنوات. المشاريع البيئية التي أعمل عليها توفر حلولا للمشاكل البيئية في مصر. وفي الوقت نفسه، أساعد الشباب الآخرين في كيفية بدء مشاريعهم الخضراء التي تساعد على حل المشاكل البيئية.
عملت على مشاريع كثيرة في مصر وخارج مصر وحاليا أعمل على مشروع اسمه G-Beetle والذي نحاول من خلاله مساعدة الفلاحين على التأقلم مع الظروف الناجمة عن تغير المناخ. ببساطة، نساعد الفلاح في ترشيد استهلاك المياه والمحافظة على النباتات من الأمراض، من خلال استخدام مركبات متجولة Rovers وأجهزة استشعار عن بعد، تتحرك في الحقل وتجمع معلومات عن النباتات والتربة.
هذه المعلومات تعطي الفلاح فكرة عن الإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها في سبيل المحافظة على النباتات. وكذلك تنبه المزارع في حال وجود أي مشاكل في الحقل.
أخبار الأمم المتحدة: حدثنا عن كيفية اختيارك ضمن القادة الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة لعام 2020؟
لؤي رضوان: ظللت أعمل منذ سنوات على مشاريع مختلفة هدفها نشر الوعي بشأن أهداف التنمية المستدامة وتشجيع الناس على الالتزام بالأهداف الصديقة للبيئة.
كنت في نيويورك في شهر سبتمبر/أيلول الماضي لحضور قمة المناخ للشباب ممثلا للشباب المصري والعربي والأفريقي. وقد قمت بعرض إحدى مشاريعي. عندما عدت إلى مصر تم فتح باب التقديم. قدمت ضمن أكثر من 7 آلاف شاب يمثلون 172 دولة والحمد لله تم قبولي لأكون ضمن القادة الـ 17.
أخبار الأمم المتحدة: ما المتوقع منك بعد اختيارك ضمن القادة الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة؟
لؤي رضوان: هذا الاختيار يمثل فرصة مهمة جدا بالنسبة لي وسيساعدني على تطوير مشاريعي وعملي وبالتالي الوصول إلى مجموعة أكبر من الناس في مصر والمنطقة العربية والعالم ونشر الوعي عن أهمية أهداف التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة وكوكب الأرض.
أخبار الأمم المتحدة: هل الشباب في مصر على إدراك بأهمية أهداف التنمية المستدامة؟
لؤي رضوان: التنمية المستدامة قضية مهمة جدا. ونلاحظ اهتماما كبيرا من الشباب بهذه القضية في الفترة الأخيرة، وقد بدأ الوعي ينتشر بشكل عام.
نجد أن هناك مشاريع خضراء كثيرة في مجال ريادة الأعمال، وهناك جهات كثيرة تجري حملات توعوية عن أهمية التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، وبالتالي فهناك نسبة كبيرة من الشباب في سني على وعي تام بهذه المسألة وهم يعملون في مشروعات خضراء مع منظمات داخل وخارج مصر وهناك تحسن كبير في هذا الجانب.
أخبار الأمم المتحدة: هل تعتقد أن المنطقة العربية تسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة؟
نجد أن الكثير من الدول العربية بدأت في الفترة الأخيرة تهتم بمجال التنمية المستدامة. على سبيل المثال، نجد أن مصر والإمارات ودولا أخرى في منطقة الخليج تهتم بالطاقة المتجددة وإنشاء مدن خضراء صديقة للبيئة، وهذا مؤشر جيد يدل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح.
أخبار الأمم المتحدة: كما هو معروف، فقد أثرت جائحة كورونا على السفر والتنقل. كيف سيتمكن الفريق الشبابي من مواصلة أنشطته وأعماله؟
لؤي رضوان: طبعا، تحولت كل المؤتمرات والفعاليات لتصبح افتراضية ونحن سنستمر في مواصلة عملنا على قدر الإمكان بهدف إيصال رسالتنا لأكبر عدد من الناس من خلال هذه الفعاليات الافتراضية.
وفي الوقت نفسه، فإن كل واحد من هؤلاء الشباب يعمل في منطقته ويحاول التأقلم مع الظروف التي فرضتها جائحة كورونا إلى حين الخروج من هذه الأزمة.
أخبار الأمم المتحدة: حدثنا عن الآليات التي تساعد الشباب المصري على التأقلم مع جائحة كورونا وخاصة فيما يتعلق بالتعليم؟
لؤي رضوان: أثرت هذه الجائحة على كافة نواحي الحياة ومن ضمنها التعليم. نحن في مصر توقفنا عن الذهاب إلى المدارس والجامعات وكملنا الدراسة عن طريق التعليم عن بعد. الطلاب في جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا التي أدرس بها وبقية الجامعات المصرية سلموا أبحاثا ومشاريع نهاية العام بدلا من الامتحانات، وهذا نوع من التأقلم، لأننا حاولنا أن نكمل تعليمنا بدون تعريض أنفسنا لمخاطر فيروس كـوفيد-19. وهذه واحدة من الأشياء التي تعلمناها أنه بإمكاننا مواصلة عملنا بدون انقطاع حتى في مثل هذه الظروف.
أخبار الأمم المتحدة: ماهي التحديات الملحة التي تواجه الشباب في مصر؟
لؤي رضوان: هناك تحديات كثيرة يواجهها الشباب في مصر. على سبيل المثال، مستوى المعيشة، فرص العمل، البطالة، أما البنات فيواجهن قضية انعدام المساواة بين الجنسين، وهذا يشكل تحديا كبيرا للنساء في مصر. هناك تحسن في هذه الجوانب ولكننا نتطلع إلى الأحسن.
هناك مثلا بعض الشباب ممن يواجهون مشكلات في الحصول على التمويل اللازم لبدء مشروعاتهم.
أخبار الأمم المتحدة: ما رسالتك للسلطات في مصر فيما يتعلق بدعم وتمكين هؤلاء الشباب ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم؟
لؤي رضوان: سيكون من الأفضل إذا حصلنا على الدعم من الحكومة ومختلف المؤسسات واتحدنا وتعاونا مع جميع فئات المجتمع، لنحقق أهداف التنمية المستدامة، ونحسن ظروف معيشة الشباب، ونحافظ على أرضنا من مخاطر مثل تغير المناخ.