20 لتراً من الماء يفتك بجسد الطفلة سميرة
20 لتراً من الماء يفتك بجسد الطفلة <سميرة>الضعيف ذات الثمانية أعوام وهي تحمل دبة ماء كبيرة لايقوى على حملها الكثير من الشباب وهي التي لم تعد تمتلك من الحياة إلا القليل من النظرات توزعها هنا وهناك وعيناها تذرفان الدموع من شدة المعاناة والوجع والحمل الثقيل.
لم تكن هذه الطفلة تمارس هذا العمل ولم تكن ضحية و تعيسة إلا بعد أن فقد الأب مصدر دخله الوحيد في أحد مصانع المرطبات بالعاصمة صنعاء والذي تعرض لقصف عنيف من طيران العدوان السعودي أحاله إلى الإعاقة الجسدية أيضاً ليدفع بالصغار لجلب المياه من أحد الآبار البعيدة لتمتهن طفولتهم وأجسادهم ويسلب حقهم في التعليم و تتربص بهم الأمراض من كل جانب وتحدق بهم الأخطار من كل اتجاه.
يتحمل أطفال اليمن وطأة العدوان السعودي على اليمن وتتضاءل احتمالات بقائهم على قيد الحياة يوماً بعد يوم حيث يحتاج أكثر من 12 مليون طفل إلى المساعدات الإنسانية بينهم 7 ملايين طفل بحاجة إلى الحماية فيما نزح نحو أكثر من 1.4 مليون طفل من منازلهم بسبب كثافة الغارات على مناطقهم حيث يعانون الجوع والتشرد وترك التعليم والعمل في مهن لا تناسب أعمارهم فيما حرِم أكثر من مليوني طفل من التعليم بسبب عدم قدرة أسرهم على تحمل التكاليف غير المباشرة للتعليم كالمواصلات والزي المدرسي والدفاتر والأدوات المدرسية الأخرى .
وبحسب آخر تقرير لمنظمة اليونيسف فإن معدل وفيات الأطفال ارتفع إلى حوالي 20 % منذ بدء الحرب على اليمن حيث يموت طفل واحد كل عشر دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها لو لم يتعرض النظام الصحي للاستهداف ولو أن الأطفال لا يتعرضون لأعمال شاقة ينتج عنها عوامل غير صحية كالإسهال وسوء التغذية والتهابات الجهاز التنفسي كل هذه الإحصائيات تكشفها دراسة جديدة للأمم المتحدة عن معاناة أطفال اليمن، لكنها في الوقت نفسه تتنصل عن كل هذه المعاناة ويشطب أمين عام المنظمة الدولية غوتريش تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن، من قائمة سوداء لمرتكبي الجرائم بحق الأطفال، في قرار يثير الجدل ويكشف انصياع الأمم المتحدة بكل منظماتها إلى جانب جرائم دول العدوان بحق أطفال اليمن .
فيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” أن اليمن لا يزال ضمن أسوأ البلدان للأطفال في العالم وأن استمرار الحصار وما ترتب عنه من أزمة اقتصادية وضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد على حافة الانهيار وستنجم عن ذلك عواقب وخيمة على الأطفال.
لازالت «سميرة» حتى اللحظة التي تعاني من سوء التغذية جراء عوز وفقر أسرتها تحمل دبتها الكبيرة كل صباح لتذهب بها إلى البئر الارتوازية لتضعها جوار عشرات الدبات وتنتظر حتى تتم تعبئتها بالماء لتتكرر معاناتها اليومية مع حمولة ثقيلة تفتك بجسدها وتمتهن طفولتها وتسلب حقها في التعليم وتجعل الأمراض تتربص بها من كل جانب.