وزير الصحة: وراء قرار المنظمات بإيقاف المساعدات دوافع سياسية وعسكرية تسعى منظومة التحالف لتحقيقها
ابراهيم يحيى
اتجه تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، إلى ورقة ضغط جديدة، يعلم سلفا عواقبها الإنسانية الوخيمة، باستمرار احتجازه التعسفي لسفن المشتقات النفطية، ومنع الوقود عن قطاع الصحة.
وحذرت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ، من خطر توقف منشآت القطاع الصحي عن العمل قسريا، خلال الأيام القليلة المقبلة، جراء افتقادها الوقود اللازم لتشغيل مرافقها وخدماتها وحركة سيارات الإسعاف.
ناطق وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور، يوسف الحاضري، قال في تصريح صحافي ليل السبت: «من المتوقع أن يتم إغلاق عدد من المستشفيات خلال الفترة المقبلة بسبب أزمة المشتقات النفطية».
الدكتور يوسف الحاضري، تابع في تصريح ليل السبت، قائلا: إن «أكثر من 400 مستشفى حكومي وخاص في الجمهورية تعاني من أزمة المشتقات النفطية». وباتت مهددة بالتوقف القسري عن العمل.
معلقا على قرار منظمات دولية تقليص وسحب دعم القطاع الصحي في اليمن بإيعاز من التحالف، قائلا: «المنظمات الدولية لا تلتفت بجدية إلى الأزمة الإنسانية في اليمن ولا تهتم إلا بجمع الأموال».
وأعلنت منظمات أممية ودولية، الخميس، قرارات بين تقليص وسحب الدعم عن القطاع الصحي وخدماته الطبية بدعوى «شح التمويل من المانحين لليمن» وأسباب أخرى ذات محرك وطابع سياسي.
بالمقابل، عقدت وزارة الصحة العامة، الثلاثاء، لقاء موسعا لمدراء المستشفيات والهيئات الصحية في العاصمة صنعاء والمحافظات على خلفية قرار منظمات اممية ودولية الانسحاب من دعم القطاع الصحي.
وأعلن زير الصحة د. طه المتوكل، في اللقاء أن «المنظمات الداعمة للقطاع الصحي أوقفت بالفعل حوافز الأطباء والكادر الصحي العامل في المستشفيات، بالتزامن مع استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية».
كاشفا ارتباط القرار بضغوط تحالف العدوان السعودي الاماراتي، وقال: «لا يمكننا فصل قرار المنظمات الانسحاب من دعم القطاع الصحي عن مسار الضغط الاقتصادي الذي يمارسه تحالف العدوان».
وأكد الدوافع السياسية للقرار، بقوله: «قرار المنظمات بالانسحاب من دعم القطاع الصحي هو قرار سياسي بالأساس وهو يأتي في ظل شحة موارد الدولة نتيجة سيطرة العدوان على موارد الدولة ومنابع الثروة».
في السياق، أعلن نائب مدير عام قطاع الطوارئ والإسعاف في وزارة الصحة عبدالكريم النهاري، أن القطاع الصحي في اليمن: «دخل المرحلة الحرجة ويقف على بعد أسبوعين من التوقف شبه الكامل».
موضحا: أن «أقسام الطوارئ والإسعاف في المستشفيات العامة والخاصة تستهلك 2 مليون و900 ألف لتر من الديزل شهريا، وسيارات الإسعاف 200 ألف لتر من البنزين» وأن المتاح دون النصف.
وقال عبد الكريم النهاري في حديث لقناة المسيرة : إن «شركة النفط اليمنية وفرت لنا 50% من الكمية المطلوبة شهريا وأبلغتنا بنفاد مخزونها من الديزل بسبب استمرار احتجاز تحالف العدوان لسفن النفط».
مضيفا: «لدينا 500 سيارة إسعاف عاملة لدى المستشفيات تقوم بـ1700 حالة إسعاف شهريا وتستهلك 200 الف لتر بنزين وهي مهددة بالتوقف». محذرا من ارتفاع معدل الوفيات يوميا جراء الأزمة.
وتابع: «إذا نفدت المشتقات النفطية لدى أقسام طوارئ المستشفيات فسنشهد ارتفاع عدد الوفيات إلى نحو 500 وفاة يوميا». مردفا: «في حال توقفت عمليات الإسعاف بين المستشفيات والمحافظات نتوقع ارتفاع معدل الوفيات إلى 300 حالة يوميا».
وكشف أيضاً أن «مصنع الأوكسجين في مستشفى الثورة بصنعاء توقف عن العمل الأسبوع الماضي وأعيد تشغيله بما توفر من مادة الديزل ويواجه شبح التوقف النهائي».
يُشار إلى أن تحالف العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي على اليمن، يواصل احتجاز 21 سفينة مشتقات نفطية قبالة ميناء جيزان، ومنعها من دخول ميناء الحديدة، منذ فترات تجاوزت لأقدمها احتجازاً خمسة أشهر.