المنظمات الأممية تضاعف من كارثية الأوضاع الصحية في اليمن
كان واضحاً منذ البداية، أن الحرب على اليمن ليست مقتصرة على دول التحالف الذي تقوده السعودية، ولكنها حرب كونية، ضالعة فيها حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ودول الشر العالمية، بهدف القضاء على شعب بأكمله.. وهذا ما حصل فعلاً ولا يزال.
واليوم، وبعد خمسة سنوات على صمود الشعب اليمني بشكل أسطوري أمام آلة حرب عمياء وحاقدة، يبدو أن المنظمات الأممية والدولية قررت قتل الشعب اليمني، عن طريق استهداف القطاع الصحي بإيقاف المساعدات “الضئيلة”، لكن الشعب الذي يرى نفسه منتصراً على قوى الشر العالمية، سينتصر على مخططاتهم القذرة ومؤامراتهم الدنيئة.
وكان وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور طه المتوكل، قد عقد اليوم الثلاثاء لقاءاً موسعاً لقيادات القطاع الصحي ووضعهم أمام قرار المنظمات الأممية والدولية الانسحاب من تقديم الدعم للقطاع الصحي اليمني.
واعتبر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل خلال اللقاء أن قرار المنظمات بالانسحاب من دعم القطاع الصحي هو قرار سياسي بالأساس، وهو يأتي في ظل شح موارد الدولة نتيجة سيطرة التحالف على موارد الدولة ومنابع الثروة.
وشدد على أنه لا يمكننا فصل قرار المنظمات الانسحاب من دعم القطاع الصحي عن مسار الضغط الاقتصادي الذي يمارسه التحالف.
وحذر وزير الصحة من أن الآلاف من ذوي الأمراض المزمنة مهددون بالوفاة نتيجة استمرار الحصار وشح الأدوية المنقذة للحياة.
ولفت إلى المنظمات الداعمة للقطاع الصحي أوقفت بالفعل حوافز الأطباء والكادر الصحي العامل في المستشفيات، مشيرا إلى أن وقف الحوافز يأتي في وقت يستمر فيه تحالف العدوان بمنع المشتقات النفطية.
وأشار الوزير إلى قيام وزارة الصحة بتدارس الحلول لمنع توقف الخدمات الصحية في البلد، محذرا في الوقت عينه من خطورة الوضع.
وفي سياق متصل، اعتبر متحدث وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري : “أن الإجراءات التي اتخذتها المنظمات الأممية في اليمن خضوع لإرادة قوى العدوان وتحيز إلى صفه”.
ووفقاً للحاضري، فإن 41 برنامجا رئيسيا للأمم المتحدة في اليمن لم تنفذ منها إلا برنامجا واحدا بشكل كامل.
ورغم تحذيرات ناطق الصحة من أن آلاف المرافق الصحية معرضة للإغلاق خلال الفترة القادمة و50% إلى 80% من البرامج الصحية الأممية تم تقليصها أو تعرضت للإغلاق، إلا أنه أكد أن وزارة الصحة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تقليص المساعدات الأممية في اليمن، وستتجه إلى الاعتماد الكلي على الطاقم المحلي بأقصى القدرات الموجودة.
وفي حين أكد الحاضري على أن الوضع الإنساني في اليمن هو “وصمة عار في جبين الأمم المتحدة”، قال إنه “رغم الصعوبات المالية فسنعمل على تعزيز الصمود في القطاع الصحي وسنحافظ على كل ما يمكننا الحفاظ عليه، ولن نستسلم مهما كانت الأثمان”.