د. المنظري: مؤشرات إيجابية تدل على السير في الاتجاه الصحيح.. لكن خطر تزايد كوفيد-19 لا يزال مرتفعا
أفادت منظمة الصحة العالمية بأن بعض بلدان إقليم شرق المتوسط شهدت مؤخرا زيادات مفاجئة في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 بعد رفع الإغلاق أو تخفيف تدابير الصحة العامة أو نتيجة لحالات طوارئ أخرى متزامنة.
وسجّلت ليبيا هذا الأسبوع رقما قياسيا يوميا جديدا في عدد حالات الإصابة بمرض كـوفيد-19، كما سجّل لبنان، ازديادا سريعا في الحالات عقب انفجار بيروت. وبحسب منظمة الصحة العالمية، شهد قطاع غزة لأول مرة حالات إصابة مؤكدة بالمرض خارج مراكز الحظر الصحي، فُرض في أعقاب ذلك حظر للتجوال لمدة 48 ساعة. إلى جانب ذلك، تشهد بلدان أخرى، مثل العراق والأردن والمغرب وتونس زيادة في معدلات الإصابة ولكن بدرجات متفاوتة.
وفي بيان صدر يوم الجمعة، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، إن مجموعة من العوامل تسببت في ارتفاع عدد الحالات في كل بلد، بما فيها حركة المهاجرين والتجمعات الدينية الجماهيرية والقضايا الاجتماعية والسياسية. وأضاف يقول: “أُبلِغ عمّا مجموعه 1,862,635 حالة إصابة في إقليم شرق المتوسط منذ بروز جائحة فيروس كورونا المستجد حتى 26 آب/أغسطس 2020، ويمثِّل ذلك 8 في المائة من العبء العالمي الذي يتجاوز 23 مليون حالة أُبلِغ عنها حتى الآن“.
“نسير في الاتجاه الصحيح”
في سبيل مواجهة هذا الوضع، شكَّل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط فرقة عمل للتعاون مع الدول الأعضاء في المنطقة عن كثب، وإجراء تحليل للوضع مُسنَد بالبيِّنات، واستكشاف خيارات الاستجابة السريعة الأكثر فعالية، وتقديم الدعم التقني واللوجستي إذا اقتضى الأمر.
ويرى الدكتور المنظري أنه وبعد مرور نحو ثمانية أشهر على ظهور الجائحة، “نشهد نضوجاً في استجابات النُظم الصحية في جميع أرجاء الإقليم، ويمثّل ذلك مؤشراً إيجابياً على أننا نسير في الاتجاه الصحيح“.
وأكد على التعاون مع الشركاء بشأن إعداد مجموعة شاملة من المبادئ التوجيهية بشأن العودة للمدارس وحماية الطلاب والمعلمين، ونشر نصائح بشأن استخدام الأطفال للكمامات وتوفير إرشادات لصنّاع القرار والمهنيين في مجال الصحة العامة وصحة الأطفال بهدف إثراء السياسات في سياق جائحة كوفيد-19.
وأضاف الدكتور المنظري أن المنظمة حدّثت إرشاداتها المؤقتة بشأن الرعاية المنزلية للمرضى المشتبَه في إصابتهم بمرض كوفيد-19 أو المؤكَّد إصابتهم به، والتدبير العلاجي للمخالِطين لهم.
أهمية التضامن والشراكة
بالنظر إلى أهمية تطوير النُظم الصحية، أُضيفت ركيزة مخصَّصة إلى مهمة الفريق الإقليمي لدعم إدارة الأحداث المعني بجائحة كوفيد-19 لتعزيز الجهود الرامية إلى بناء نُظم صحية قادرة على الصمود من أجل التصدي للجائحة مع الحفاظ على تقديم خدمات الصحة العامة الأساسية.
وحذر المدير الإقليمي للمنظمة من أن تدفع بعض الظروف إلى زيادة الحالات في أماكن أخرى في شرق المتوسط، موضحا أنه تم تكليف فرقة العمل بتيسير تبادل المعلومات والدروس المستفادة فيما بين هذه البلدان وغيرها من بلدان الإقليم. وقال:
“التزاماً منا برؤيتنا الإقليمية المتمثّلة في الصحة للجميع وبالجميع، أوَّد أن أؤكِّد مجدداً على أهمية التضامن والشراكة والتعاون بين الحكومات وداخلها والعمل المشترك في هذه الأوقات المليئة بالتحديات“.
ويعد خطر عودة ظهور حالات كوفيد-19 بعد رفع القيود مرتفعا، ولذا دعا الدكتور المنظري دول المنطقة للحفاظ على تدابير قوية للصحة العامة للحد من انتشار العدوى. وتابع يقول:
“الحل الوحيد هو العمل معاً لمكافحة هذه الجائحة على جميع الجبهات من خلال خفض منحنى الإصابات ومكافحة انتقال العدوى“.