الأمين العام يحث الهند على تسلم زمام المبادرة في الكفاح من أجل استخدام الطاقة النظيفة والعمل المناخي

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الجمعة، إن للهند دور حاسم تلعبه في تعزيز الطاقة النظيفة والعمل المناخي، حيث يتطلع العالم إلى التعافي من جائحة كوفيد-19.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، خلال تقديمه محاضرة دارباري سيث التذكارية التاسع عشرة، الهند إلى أخذ زمام المبادرة في تحويل أنظمة الاقتصاد والطاقة والصحة العالمية لإنقاذ الأرواح وخلق اقتصادات شاملة وتجنب خطر تغير المناخ.

وصرح قائلا:

“يمكن للهند أن تصبح قوة عظمى عالمية حقيقية في الكفاح ضد تغير المناخ، إذا قامت بتسريع تحولها من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة”.

ومع تعريض جائحة كوفيد-19 التنمية المستدامة للخطر، وكشف مواطن الضعف التي ستزداد سوءا مع تغير المناخ، أوضح الأمين العام كيف يمكن للتحول إلى الطاقة النظيفة أن يفيد الملايين في جميع أنحاء العالم. وقال:

“إن الاستثمار في الطاقة المتجددة، والنقل النظيف، وكفاءة الطاقة أثناء التعافي من الجائحة يمكن أن يوسع الوصول إلى الكهرباء إلى 270 مليون شخص في جميع أنحاء العالم – أي ثلث الأشخاص الذين يفتقرون إليها حاليا”.

علاوة على ذلك، “يمكن لهذه الاستثمارات نفسها أن تساعد في خلق تسعة ملايين فرصة عمل سنويا على مدى السنوات الثلاث المقبلة”.

إنهاء دعم الوقود الأحفوري

وسلط السيد غوتيريش الضوء على التقدم الذي أحرزته الهند في قطاع الطاقة المتجددة. فقد ارتفع عدد العمال خمسة أضعاف منذ عام 2015، بينما في العام الماضي، تجاوز الإنفاق على الطاقة الشمسية توليد الطاقة التي تعمل بالفحم لأول مرة.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، فقد احتضنت الهند التكنولوجيا التي ستدعم مستقبلا مستداما، وهي رائدة في مجالات مثل الطهي النظيف.

ولكن الأمين العام أشار إلى أن دعم الوقود الأحفوري، مثل الفحم، لا يزال أعلى بنحو سبع مرات من دعم الطاقة النظيفة. الوضع هو نفسه في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، وهو أمر”مقلق للغاية”. وأضاف:

“لقد طلبت من جميع دول مجموعة العشرين، بما في ذلك الهند، الاستثمار في انتقال نظيف وأخضر أثناء التعافي من جائحة كوفيد-19. وهذا يعني إنهاء دعم الوقود الأحفوري، ووضع سعر للتلوث الكربوني والالتزام بعدم إنشاء محطات طاقة تعمل بالفحم بعد عام 2020.”

World Bank/Lundrim Aliu
تلوث الهواء من محطة قديمة في كوسوفو تعمل بالفحم.

 

زيادة متوسط ​​العمر

يتسبب الوقود الأحفوري، بما في ذلك انبعاثات الفحم، في حدوث تلوث أضر بصحة الإنسان بشدة.

وقال السيد غوتيريش إن القضاء عليه سيؤدي إلى زيادة متوسط ​​العمر المتوقع بمقدار 20 شهرا، ومنع حوالي 5.5 مليون حالة وفاة سنويا في جميع أنحاء العالم، مضيفا أنه وعلى عكس الطاقة المتجددة، فإن الاستثمار في الوقود الأحفوري هو “استثمار سيئ”، وهو ما يفسر سبب تخلي أكبر المستثمرين في العالم عن الفحم.

حان الوقت لقيادة جريئة

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه أُلهم بمعرفته المزيد عن “اتجاه واعد” في الهند. فخلال الجائحة، ارتفعت نسبة الطاقة المتجددة من 17 في المائة إلى 24 في المائة، بينما انخفضت الطاقة التي تعمل بالفحم من 76 في المائة إلى 66 في المائة.

وأكد السيد غوتيريش أن الطاقة المتجددة يجب أن تستمر في النمو، وأن استخدام الفحم يجب أن يتوقف تدريجيا.

“اليوم هو الوقت المناسب لقيادة جريئة في مجال الطاقة النظيفة والعمل المناخي. إنني أدعو الهند لتكون على رأس القيادة الطموحة التي نحتاجها “.

تكريم رائد العمل المناخي

تُلقى محاضرة دارباري سيث التذكارية سنويا منذ عام 2002، تكريما لرجل الصناعة الهندي الراحل ومؤسس معهد الطاقة والموارد (TERI).

ووصف الأمين العام السيد سيث بأنه “رائد العمل المناخي” الذي شدد على ضرورة أن تنهي بلاده اعتمادها على الوقود الأحفوري والاستثمار في الطاقة الشمسية بدلا من ذلك.

وقال: “الهند لديها كل المقومات لممارسة القيادة في الداخل والخارج كما تصورها دارباري سيث”.

 

قد يعجبك ايضا