الموانئ.. ما وراء تدميرها؟ وماذا عن صافر؟

بقلم – إبراهيم عطف الله

 

في استراتيجية جديدة عمل عليها العدو الغربي المتصهين تضمن استهداف الموانئ وتعطيلها حتى تخرج عن نطاق الخدمة.. وبذلك يدخل البلد في أزمة اقتصادية كبرى بخروج الموانئ التابعة له عن العمل!

 

تخزين وتفجير بفعل فاعل خارجي صهيوني أمريكي والداخل والإقليم أدوات، والنتيجة تدمير ميناء بيروت بالكامل، وهو مشابه لما يحدث في اليمن وفي الموانئ اليمنية، فميناء الحديدة اليوم شبه مشلول بالحصار، أما الموانئ اليمنية الأخرى فهي مشلولة بالكامل..! ومن بعد بيروت عدن والحديدة المستعصية على العدو، بعد تطويع موانئ البحر المتوسط والخليج والجزر بحكام الخليج ومصر وتركيا.

 

والتداعيات المنظورة اقتصادية بتجويع الشعوب، وما بعد المنظورة أهداف استراتيجية بانتزاع السيادة الوطنية على موانئ لبنان واليمن (الحديدة وعدن) الذي يقال إن كميات من نترات الأمونيوم مخزنة فيه بعد التدمير أو التعطيل بمبرر تهريب السلاح للمقاومة في لبنان واليمن وما يستجد من ذرائع الاستعمار القديم الجديد.

 

وما بعد ذلك تكون المنطقة البحرية عبارة عن بحيرة عسكرية لبوارج أمريكا وإسرائيل وأدواتهم، وحرمان البوارج الحربية المقاومة من الموانئ وكذلك إيران وربما الصين وروسيا عند قيام حرب عسكرية عالمية أو إقليمية لتغيير الخرائط وديموغرافية السكان، وهو نفس الهدف الاستراتيجي لبريطانيا في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ووفق قاعدة من يسيطر على البحار والموانئ يتحكم ويسيطر على اليابسة ويحتلها ويقسمها لميلاد الكيان الصهيوني على أنقاض العرب والمسلمين.

 

في الماضي والحاضر كان التحكم باستيراد الغذاء والوقود والدواء هو الهدف لتجويع الشعوب وتركيعها وجعلها تفكر بالقوت والوقود والعلاج فقط لا غير، مع توجيه اللوم للمقاومة بأنها السبب، وأن العدو هو المنقذ المُتحكم بالاقتصاد والحصار والعدوان، لرسم شرق أوسط جديد بنكهة كيانات هزيلة ضعيفة تابعة ومُنبطحة للعدو.

 

بعد ميناء بيروت فإن الدور قادم على “خزان صافر” العائم في الحديدة المهدد بالانفجار نتيجة العدوان والحصار ورفض تحالف العدوان السماح بصيانته، فهو على وشك صنع كارثة بيئية بحرية كبرى، من أضرارها تعطيل موانئ عدن والحديدة وحضرموت.

 

الهدف أمريكي صهيوني غايته حصار موانئ المقاومة في بيروت لبنان وإيران وسوريا واليمن وإغراق موانئ ليبيا في الفوضى الداعشية وتعطيلها نهائياً.. أما بقية الموانئ العربية المستعربة والأعرابية فكلها مسخرة لخدمة الكيان الصهيوني المحتل الغاصب فقط لا غير.

 

وهذا ما يطمع له العدو الصهيوني من استراتيجيته باستهداف الموانئ وتعطيلها بالكامل حتى يموت الشعب المقاوم جوعاً تحت الحصار، حينها ينعم بالأمن والحرية في تصدير واستيراد مواده ومشتقاته متى شاء ومن أين شاء.

 

ما نلاحظه هو أن موانئ المقاومة تحت العدوان والتدمير والحصار.. بينما موانئ العدو الصهيوني في أمن وأمان.. فإلى متى يستمر ذلك؟

 

الوقاية خير من العلاج.. الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وكما قالها شهيد القرآن عليه السلام إذا أردت السلام فاحمل السلاح.. أي بالمعنى الدارج “فوقهم فوقهم يا رجال”.. فالعدو الداخلي يستمد القوة والحماية من العدو الخارجي، لذلك اقطع الرأس يموت الذنب (الجسد)، اجرح الثعبان واتركه للنمل التي تقتله من جراحه!

قد يعجبك ايضا