وجهت الهيئة العامة للمحافظة على المدن والمعالم التاريخية في اليمن، نداء استغاثة إلى كل العالم بمنظماته الدولية وفي مقدمتها منظمة اليونسكو ومراكز التراث العالمية لإنقاذ مدينة صنعاء التاريخية التي تعرضت بعض مبانيها لانهيارات بسبب استمرار هطول الأمطار التي تشهدها العديد من المناطق اليمنية.
وأوضحت الهيئة في بيان أن مباني صنعاء القديمة التي صمدت لمئات السنين نكاد نفقدها في أي لحظة، جراء استمرار هطول الأمطار الغزيرة والغير مسبوقة والتي نتج عنها انهيار شبه كلي لعدد من المباني مأهولة بالسكان.
وأشار البيان إلى حدوث انهيارات جزئية للجدران الحاملة والأسقف بسور مدينة صنعاء الشمالي والجنوبي، مؤكدا أن هذه المدينة العالمية تواجه اليوم كارثة حقيقة تهدد وجودها.
ولفتت الهيئة إلى أنها وهي تواجه بإمكانياتها البسيطة والمحدودة أخطار الأمطار الغزيرة والغير مسبوقة التي تتدفق على المدن التاريخية وفي مقدمتها مدينة صنعاء القديمة وتتسبب في انهيارات متتالية لمبانيها توجه رسالتها للعالم ليتحمل مسؤوليته تجاه انقاذ هذا التراث الإنساني.
وأضافت “نقول لهم إن دعمكم لجهود الهيئة وكادرها الذي يواصل العمل ليلا ونهارا بإمكانيات شحيحة إنما هو دعم لإنقاذ مكون مهم في التاريخ الحضاري للإنسانية والذي لا يمكن تعويضه”، معبرة عن أملها أن تجد هذه الاستغاثة تفهما وتجاوبا.
وأوجز البيان بعض من جوانب الخصوصية التاريخية لصنعاء القديمة، مبينا أنها المدينة التاريخية الحاضرة في الوجود منذ البدايات الأولى لتواجد الإنسان على الأرض والشاهدة أبدا على مسار التاريخ وأحداثه، وأنها مدينة عالمية أبهرت العالم بنسيجها المعماري وأدهشته بنقوشها وزخارفها وانماطها المعمارية المتميزة.
وذكرت بأن مدينة صنعاء القديمة قدمت للعالم نموذجا راقيا في فن العمارة جمع بين حسن التنظيم والإدارة، وتلبية الحاجات الإنسانية والأنساق الاجتماعية المختلفة، وانتجت عبر التاريخ سلوكا اجتماعيا متعايشا ومتجانسا بين فئاتها المتنوعة.
كما نوه بأن صنعاء القديمة المدينة مسجلة في سجل التراث العالمي منذ العام 1986م والتي أجبرت العالم على الإنحناء إجلالا وإكبارا لأولئك البناؤون العظماء الذين بنوا هذه القصور الجميلة من ما توفر في بيئتهم من مواد طبيعية مثل الحجر والطين والياجور والأخشاب بأدوات بدائية بسيطة وعبقرية هندسية متوارثة.