التحالف يحوّل عدن إلى مدينة منكوبة

نجح الاحتلال السعودي الإماراتي، ومعه حكومة هادي وما يسمى بالمجلس الانتقالي، في تحول محافظة عدن إلى مدينة منكوبة بكل المقاييس، تقتلها الأوبئة وتشيع فيها الفوضى الأمنية والاغتيالات، أما الخدمات فتلك قصة تفضح ادعاءات حكومة مرتهنة واحتلال جاء لكي يدمر ويقتل وينهب.

أوضاع عدن السيئة للغاية، لفتت اهتمام كثير من الصحف ووسائل الإعلام العربية والدولية.. عدد من تلك الوسائل ذهبت إلى عقد مقارنة بين ما تعيشه عدن وبقية المحافظات اليمنية الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال، وبين المحافظات التي يديرها المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ شمالي البلاد.

ومنذ سيطرة قوات ما يسمى بالانتقالي على معظم الخدمات الأساسية في عدن، أصبحت الحياة جحيماً بالنسبة للسكان في مدينة تعد من أقدم المدن اليمنية تطوراً، وتوفرت فيها خلال عقودٍ مضت كافة الخدمات والبنية التحتية.

وفي ظل تزايد نفوذ هذه القوات والمليشيات في عدن والمناطق المجاورة لها بات من الصعب اليوم على حكومة هادي استعادة سلطتها، التي كانت هشة أصلاً، من جديد، وتقديم الخدمات لمواطنيها، في وقتٍ عجزت فيه السعودية عن تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي، الموقع في نوفمبر الماضي.

 

ولا تنتهي أزمات عدن، لا الأمنية، ولا الخدماتية، ومن أبرزها خدمتا الكهرباء والمياه..فقد ارتفع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى 20 ساعة، مقابل تشغيل 4 ساعات طوال اليوم، في حين بقيت خدمة الكهرباء منقطعة عن أغلب مديريات المدينة الساحلية التي تشهد درجات حرارة مرتفعة بسبب موسم الصيف تصل إلى 40 درجة.

فضلاً عن أزمة في مياه الشرب في مدينة عدن، حيث إن نسبة كبيرة من الأحياء في المدينة تقوم بجلب المياه فيها عبر تشغيل مولدات ضخ تعمل بالكهرباء.

وصحياً تعاني مستشفيات عدن نقصاً حاداً في المستلزمات والطواقم الطبية، وتمتلئ بالمرضى المصابين بمختلف أنواع الأوبئة التي فتكت ولا تزال بمئات المواطنين، خاصة بعد كارثة السيول التي لم توليها قوات الاحتلال السعودي وما يسمى بالمجلس الانتقالي أي اهتمام.

وكان لافتاً أن تتسبب سيول الأمطار في حدوث مأساة كبرى في شهر مايو الفائت، وتتسبب في وفاة 950 شخص، في حصيلة تضاف لحصيلة وفيات سابقة في شهر مارس الفائت بلغت 251، وفقاً لإحصائيات مكتب الصحة في عدن.

أسباب الارتفاع المخيف في الوفيات كان وراءه انتشار أمراض مختلفة نتيجة السيول والأمطار التي أغرقت المدينة، ولم تستطع المستشفيات احتواء المرضى، فيما أغلق عدد منها خشية أن تتسبب في وفيات بأوساط كوادرها.

وفي حين تغيب الخدمات عن عدن، يحضر الصراع والمزايدات، تحضر الاغتيالات، والأوبئة، ويحضر الإهمال المتعمد.

قد يعجبك ايضا