الأمم المتحدة تمارس العمل الإنساني بصورة انتقائية وتذبح القيم الإنسانية
ليست المرة الأولى لكنها باستمرار كانت الأمم المتحدة تنتهج عبر منظماتها السلوك الدال على استخفافها بالقيم الإنسانية في اليمن، كاشفة عن تواطؤ في ما يتعرض له الشعب اليمن من عدوان وتجويع وحصار بالإمراض.
وبالأمس كان الإصدار الجديد من هذا السلوك حيث أرسلت منظمة اليونيسف طائرة خاصة لنقل طفلة إحدى موظفات صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة لإجلائها من اليمن تعاني مرضا مستعصيا يستدعي السفر والعلاج في الخارج.
الأمر في ظاهره يبدو إنسانيا لكنه إنما ينحاز إلى المنتميين للمؤسسة الأممية فيما هناك آلاف الأطفال اليمنيين الذين يعانون أمراضاً مستعصية تستدعي سفرهم إلى الخارج.
مراقبون استحسنوا التحرك إذا ما ارتبط بتوجه عام بحيث يجري نقل هؤلاء الأطفال للعلاج في الخارج، ووزارة الصحة من جانبها أشادت بهذه المبادرة “الإنسانية”، التي قامت بها منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة إلا أنها طالبت بإجلاء العديد من الأطفال والمصابين بأمراض أشد فتكاً، لافتة إلى آلاف الأطفال الذين يعانون جراء الحصار المفروض من قبل تحالف الحرب على اليمن وهم بحاجة لعناية طارئة.
وفي مذكرة بعثتها وزارة الصحة إلى منسقة الشئون الإنسانية، أعربت فيها عن أملها في أن يتم نقل حالات الإسعاف للأطفال المصابين وبالذات الحالات الحرجة والطارئة جداً، إلى جانب الطفلة التي تم إرسال طائرة خاصة لأجلها، إلا أن (اليونيسف) رفضت طلب وزارة الصحة حد إنها هددت بوقف أنشطتها في اليمن إن أصرت الوزارة على نقل الأطفال اليمنيين المصابين إلى الخارج.. حسب مصدر بوزارة الصحة.
وزارة الصحة كانت طالبت على الأقل بنقل سبع حالات حرجة جدا تنتظر الموت خلال الساعات القادمة إن لم يتم إسعافها لكن المنظمة الأممية رفضت ذلك بشدة.
هذا السلوك الإنساني الانتقائي يعيد إلى الأذهان ذات النسخة مع ليز غراندي وهي منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية قبل شهرين حين أظهرت المنسقة ليز، اهتماما بالغا وتفاعلا سريعا وعمليا حيال إصابة سائقها الخاص في صنعاء بفيروس كورونا، بإرسالها طائرة خاصة على الفور لإسعافه خارج اليمن للعلاج، في الوقت الذي تتجاهل فيه الأمم المتحدة نداءات الاستغاثة المتكررة لرفع الحصار عن المطار ونقل الحالات المرضية الحرجة.
شيئا فشيئا تكشف أعمال المنظمة الدولية في الميدان عن زيف تلك الادعاءات ومتاجرتها بمأساة اليمنيين لجني مزيد من الأموال في وقت يعاني فيه اليمنيون الأمرّين جراء الحرب والحصار والأوبئة وعدم القدرة على السفر للخارج لتلقي العلاج.
بداية العام الجاري تم الاتفاق على تسيير رحلات لنقل آلاف المرضى المصابين سواء جراء قصف طائرا العدوان أو بالأمراض المستعصية والمزمنة الذين لم يحصلوا على الرعاية الصحية في الداخل بسبب الحرب والحصار وذلك في إطار جسر جوي طبي يصل صنعاء بعمان والقاهرة بإشراف الأمم المتحدة وبالفعل شهد الثالث من شهر فبراير الرحلة الأولى لعملية الجسر الجوي الطبي والتي نقلت عددا من المرضى، ثم تبعتها الرحلة الثانية ولا مزيد، سرعان ما توقفت الرحلات دون مبرر، أو اهتمام بالتبرير، الأمم المتحدة تتنصل عن استكمال الاتفاق الذي كان يفترض انه يهيئ للمناخ المناسب من أجل عقد جولة مفاوضات مقبلة بهدف الدفع في اتجاه الحل السياسي.