جرائم التحالف تتواصل.. والأمم المتحدة تتجرد من القيم الإنسانية
يواصل العدوان السعودي المتحالف مع أمريكا وبريطانيا وأوروبا ارتكاب الجرائم المروعة والانتهاكات المشهودة للقانون الدولي الإنساني ، للعام السادس على التوالي يواصل استهداف الأطفال والنساء والمدنيين العزل بقذائف وذخائر الـ”إ ف 15″ والـ” إ ف 16 “، ، في ظل صمت دولي فاضح ، وتواطؤ أممي يشرعن للعدوان ما يرتكبه من مجازر دامية يتعرض لها الشعب اليمني ، وكان آخرها مجزرتي المساعفة بالجوف ، ووشحة بمحافظة حجة.
محمد الفائق
مجزرة قرية المساعفة بمحافظة الجوف
لم يسلم جميع أبناء اليمن من بطش ووحشية العدوان، فقد استهدف بغاراته كل بقاع الوطن حتى تلك المناطق التي ليس تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، آخرها ارتكابه في 15 يوليو الجاري، مجزرة بحق النساء والأطفال أثناء تجمعهم في منزل محمد مبخوت الشواي بقرية المساعفة شرق مدينة الحزم محافظة الجوف لإحياء حفل «ختان»، أسفرت عن استشهاد وجرح 31 شخصا بينهم نساء وأطفال، إلى جانب تدمير عدد من المنازل المجاورة في القرية.
وأظهرت مشاهد المجزرة التي يندي لها الجبين، صور لأطفال يتألمون، نتيجة إصاباتهم البليغة، جراء صواريخ طائرات العدو، التي قطعت أقدامهم وأياديهم، ليحكم عليهم الصلف السعودي بالإعاقة الدائمة ويحرمهم من طفولتهم.
لا يفرق العدوان بين مؤيد له وبين معارض، فكل الدماء اليمنية مباحة لبطشه وجرمه، حيث تؤكد مصادر محلية أن قرية المساعفة التي شهدت المجزرة الجماعية لم يدخلها حتى الآن أبطال الجيش واللجان الشعبية، وليست قريبة من معسكر أو موقع يعطي العدو مبررا لقصفها، ولا تزال وفقا للمصادر تحت سيطرة المنافقين والمرتزقة.
ذلك ما يؤكد جليا أن العدوان بات في حال هستيريا ومتعطشا للدماء.
مجزرة منطقة وشحة بمحافظة حجة
وقبل مجزرة الجوف بــ 48 ساعة فقط، ارتكب العدوان وبالتحديد في 13 يوليو الجاري، مجزرة مماثلة استهدف خلالها بصواريخ محرمة، منزل المواطن نايف مجلي في مديرية وشحة بمحافظة حجة أسفرت عن استشهاد 11 مدنياً من النساء والأطفال وجرح اثنين.
اشتراك أمريكي مباشر بقتل اليمنيين
منذ أكثر من خمسة أعوام وحتى اليوم، والإدارة الأمريكية تطلق تصريحاتها الرنانة مشيرة إلى أن دعمها لتحالف العدوان يقتصر فقط على الدعم اللوجستي، إلا أن الكثير من الجرائم والمجازر الجماعية التي ارتكبت بحق اليمنيين منذ 26 مارس 2015م، وحتى هذه اللحظة، تؤكد تورط أمريكا في الاشتراك المباشر بقتل الشعب اليمني.
حيث أكد مصدر عسكري أن السلاح الذي استخدمه العدوان في جريمة وشحة بمحافظة حجة، هي قنبلة أمريكية نوع MK82 موجهة بالليزر تزن 500 باوند (227 كيلوغرام) مشابهة للقنبلة التي استهدفت حافلة أطفال ضحيان في صعدة بتاريخ 9 أغسطس2018.
صمت دولي مخز
تواصل المؤسسة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن صمتها المخز تجاه جرائم العدوان بحق الأطفال والنساء في اليمن، ولا يتعدى تحركها الدولي سوى بضع كلمات استهجان والتعبير عن القلق، ذلك ما قاله على استحياء مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث رداً على مجزرة العدوان في قرية المساعفة بمحافظة الجوف.
إذ قال غريفيث في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «نستهجن الضربة الجوية التي استهدفت محافظة الجوف ووقع ضحيتها عدة مدنيين منهم أطفال طبقاً للتقارير الأولية».
وأضاف: «يجب أن يتم التحقيق في هذه الواقعة بشكل شامل ويتسم بالشفافية».
وشدد على «أن الاعتداء على المدنيين والبنية التحتية المدنية من أي من أطراف النزاع هو أمر مستهجن ويخالف القانون».
واعتبر «من غير المقبول أن تستمر الحرب بمثل هذا الأثر المدمر على حياة اليمنيين».
وكعادته أكدت غريفيث استمرار مكتبه في التفاوض مع الأطراف للوصول لاتفاق حول وقف لإطلاق النار يحفظ حياة المدنيين في اليمن».
من جانبها وفي ظل استمرار سفك الدماء اليمنية واستمرار المشاعر الإنسانية السطحية، أفادت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، بأن التقارير الميدانية الأولية تشير إلى أن غارات وقعت الأربعاء قتلت ما لا يقل عن 11 مدنيا، بينهم العديد من الأطفال والنساء، وجرحت 5 أطفال على الأقل وامرأة في قرية المساعفة شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف.
وقالت غراندي في بيان لها، «هذه هي المرة الثانية في هذا الأسبوع التي يقتل ويجرح فيها نساء وأطفال بشكل عشوائي في هجوم. «
ورجّحت أن تكون الأعداد الفعلية للضحايا أعلى، غير أنه لم يتم التحقق منها بعد.
شطب السعودية من قائمة العار
لم تحفظ الأمم المتحدة حياة المدنيين على مدى سنوات العدوان، حسب تصريحاتها ولم تتوقف مجازر العدوان بعد، ولم تتخذ أي قرار لإيقاف الحرب كما تزعم، سوى بضع كلمات تطبيبية لا تسمن ولا تغني من جوع، وبعكس مشاعرها تلك عمدت في 16 يونيو الماضي، على شطب السعودية من لائحة قتل وتشويه الأطفال، في قرار أثار استياء المنظمات المحلية والدولية ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأمم المتحدة شريكة في جرائم قتل أطفال اليمن.
وتجاهلت الأمم المتحدة أعداد الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء حيث لا يزال العدد في تزايد مستمر نتيجة غارات العدوان على اليمن المتواصلة، إذ كشفت إحصائية رسمية عن استشهاد نحو 3 آلاف و800 طفل وألفين و400 امرأة وجرح 4 آلاف طفل و2800 امرأة منذ بدء العدوان على اليمن وحتى اليوم.
اليونسكو ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش استنكرت القرار الأممي، وطالبت أمين عام الأمم المتحدة بإعادة النظر في قراره المنتهك لحقوق أطفال اليمن بحسب قوانين الأمم المتحدة والمتضمن شطب تحالف العدوان بقيادة السعودية .
واعتبرت القرار بمثابة إعفاء دول تحالف العدوان من جرائمهم بحق أطفال اليمن، وإعطائها صكا مفتوحا لارتكاب المزيد من الجرائم دون رادع أو مساءلة قانونية دولية ويسلب من أطفال اليمن إنسانيتهم واستباحة دمائهم من قبل دول الاستكبار والمال.
الناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ الوطني وزير الإعلام ضيف الله الشامي، بدوره أكد أن تحالف العدوان أمعن في ارتكاب مجزرتي وشحة بمحافظة حجة والمساعفة بمحافظة الجوف، بعد قرار الأمين العام للأمم المتحدة بشطب اسم تحالف العدوان بقيادة السعودية من قائمة العار لقتلة الأطفال في اليمن، ما يجعل المنظمة الأممية شريكة في ارتكاب هذه الجرائم.
ردة فعل قيادات الإصلاح تجاه مجزرة الجوف
يقول المثل اليمني القديم، «من هان عليه وطنه هان عليه كل شيء»، وعلى غرار ذلك، هانت دماء أبناء اليمن وأرواح الأطفال لدى قيادات حزب الإصلاح، ولم يعد همهم سوى إرضاء أسيادهم في السعودية والإمارات.
عقب مجزرة الحفل العائلي في الجوف الأربعاء الماضي، برأ المرتزق القيادي في حزب الإصلاح المدعو عبدالله صعتر، دول العدوان من المجزرة التي راح ضحيتها 31 شهيدا وجريحا بينهم أطفال ونساء.
وزاد على ذلك، معتبرا في تغريدة له على منصة تويتر، منظر طفل أو امرأة تغرق في الدماء أمراً عادياً يتكرر كل يوم، متهماً قبائل الجوف الرافضة التعاون مع العدوان بالتسبب في المجزرة.
وسبقها أن أطلق صعتر نفسه فتوى أطلقها على الإعلام بجواز قتل 24 مليون يمني ليعيش مليون مواطن فقط تحت شرعية الفار هادي كحل لوقف الحرب التي يشنها العدوان ومرتزقته للعام السادس على التوالي.. ليؤكد للشعب اليمني تلك المنهجية الدموية التي يسير عليها قادة المرتزقة والمنافقين.
ادعاءات كاذبة
أعلنت دول تحالف العدوان على اليمن في وقت سابق وقف غاراتها على اليمن، لم يكن الإعلان سوى ادعاء كاذب، جعلت منه ستارة للتصعيد وارتكاب مجازر مروعة ، فمنذ بداية العام 2020 وحتى منتصف يوليو الجاري شنت ما يزيد عن 2000 غارة ، استهدفت بها منازل المواطنين وممتلكاتهم والمدن السكنية والمزارع ، وكانت مجزرتا قرية المساعفة بمحافظة الجوف ومنطقة وشحة بمحافظة حجة ، الجريمتين القريبتين ليومنا ، وقد أسفرتا عن استشهاد وجرح نحو 45 مواطنا أغلبهم من الأطفال والنساء.