دائرة التوجيه المعنوي تنظم ندوة بعنوان “الاستقلال .. التقاليد النضالية للشعب اليمني ضد الغزاة والمحتلين بين الأمس واليوم”
نظمت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليوم بصنعاء ندوة بعنوان” الاستقلال .. التقاليد النضالية للشعب اليمني ضد الغزاة والمحتلين بين الامس واليوم “.
وخلال فعاليات الندوة التي حضرها عدد من محافظي المحافظات والاكاديميين والباحثين والمهتمين أشار عضو المجلس السياسي الأعلى الاستاذ أحمد الرهوي إلى أن اليمن كان عبر محطاته التاريخية ولايزال الى اليوم محط اطماع الغزاة والمستعمرين نتيجة لما يمتاز به من موقع جغرافي هام وما يكتنزه من خيرات ومعادن وثروات ثمينة .. لافتاً إلى أن أبرز أهداف المستعمر القديم والجديد هو طمس الهوية وتغيير وتغيب ثقافتنا وحياتنا واستبدالها بألوان أخرى من اللغات والثقافات المتعددة والمختلفة.
وقال” الاستقلال الحقيقي لا يقتصر على العلم الجمهوري والنشيد الوطني بل يتمثل أيضاً بالدفاع عن الوطن وحماية سيادته واستقلال قراره ولذا فأننا اليوم نعيش الاستقلال الحقيقي في المحافظات الرافضة والمقاومة للعدوان”.
وأضاف” أننا على استعداد لأن نقيم علاقات تعاون على أساس من الاحترام والندية مع كل دول العالم عدا إسرائيل”.
مؤكداً أن اليمنيين الأحرار الشرفاء استطاعوا أن يحطموا هيبة وغرور محور الشر وفي المقدمة جارة السوء السعودية ومن تحالف معها في العدوان على اليمن.
وأشار الرهوي الى أن الوحدة اليمنية تمثل القوة الحقيقية لليمن وطريق شعبنا إلى النور والتطور والنهوض الحضاري والتنمية الشاملة والمستدامة .. مؤكداً أنه بدون الوحدة لن تقوم لليمن قائمة.
بدروه شدد اللواء المناضل خالد باراس على ضرورة ووجوب معرفة مكامن الخلل والعثرات وكل ما رافق طريق الوحدة اليمنية من أخطاء واشكاليات والعمل على معالجتها للحفاظ على وحدة الوطن اليمني أرضاً وأنساناً.
مشيداً بموقف أنصار الله وإلى جانبهم أبناء شعبنا اليمني الأحرار والشرفاء في التصدى للعدوان ومواجهة آلته الحربية ومرتزقته الجبناء وخوض معركة الدفاع عن الوطن والشعب بكل شجاعة وبسالة وإقدام.
وأشار اللواء باراس إلى أن الحركة الوطنية لمختلف الأحزاب السياسية قبل ثورة 21 سبتمبر كانت خاملة وغير فاعلة على الاطلاق .. منوهاً الى ان ما ساعد على هزيمة العدوان هو التغير الجذري في أسلوب الحرب والمواجهة وأن هذا يحسب لأنصار الله.
مؤكداً أن الواقع تغير وأن هناك رجال صادقين مع خالقهم ومع وطنهم وأبناء شعبهم ومستعدين للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الوطن وفي سبيل الحرية والسيادة والاستقلال والعزة والكرامة.
وقدمت خلال الندوة عدد من أوراق العمل وكانت ورقة العمل الأولى بعنوان “مراحل النضال والكفاح المسلح لشعبنا اليمين – الثورة اليمنية 26 سبتمبر، 14 أكتوبر” قدمها محافظ حضرموت الأستاذ لقمان باراس، تطرق فيها إلى ما خاضه الآباء والاجداد من مسيرة نضال وكفاح طويل ضد المستعمر البريطاني وفي سبيل تأسيس نظام جمهوري يقوم على العدالة والمساواة والتعددية السياسية والحزبية ومن أجل الانطلاق نحو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.
وأشار محافظ حضرموت إلى الفارق الزمني الكبير فيما يتعلق بالظروف الإقليمية والدولية والمحلية التي رافقت الثورتين سبتمبر وأكتوبر .. قائلاً ” أن المؤامرة اليوم كبيرة جداً ويسعى من خلال الأعداء إلى القضاء على مكاسب ومنجزات شعبنا اليمني العظيم”.
منوهاً إلى أن المرحلة الراهنة في غاية الحساسية وتحتاج إلى تكاتف الجميع وتتطلب خطط عمل مدروسة وبشكل علمي منظم للحفاظ على هذه المكاسب والمنجزات والأخذ بالاعتبار بطبيعة الخصوصيات التي تمتاز بها المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سلطة الاحتلال والمرتزقة وبما من شأنه إعادتها إلى سياقها الطبيعي والسليم وهو حضن الوطن وطرد المحتل والمتعدي الآثم.
بدوره تطرق نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر في ورقة العمل الثانية بعنوان “الاستقلال كمفهوم وتجربه تاريخية في خطاب السيد القائد” إلى المعاني السامية لمفردة وكلمة الاستقلال في اللغة وفي السياسة وفي مفهومها الشامل والعظيم.
مشيراً إلى أن المفهوم الشامل للاستقلال هو السبب الرئيسي لشن تحالف العدوان حربه الظالمة على بلدنا وشعبنا العزيز .. متطرقاً إلى الرصيد التاريخي الكبير لشعبنا اليمني المتشبع بقيم الحرية والاستقلال.
وأوضح أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قدم التشخيص الدقيق لحقيقة مشكلة العدوان مع شعبنا العزيز بسبب توجهاتنا في الحرية والاستقلال ومواقفنا المسؤولية النابعة من واقع انتمائنا للاسلام ومن المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة التي يتصف بها شعبنا اليمين الحر الأبي.
وأكد العميد عامر ضرورة الاهتمام بتعزيز الاستقلال الحقيقي على المستوى الثقافي والفكري وفي كل مناحي الحياة اقتصادياً وسياسياً وحضارياً وأن شعبنا قادر بالاستعانة بالله والتوكل عليه وبالاستفادة من تاريخه العظيم على كسر الغزاة والمحتلين وطردهم من كل شبر من البلاد حيث أننا في موقف الحق ولا يمكن أن نضحي بكرامتنا وحريتنا وعزتنا واستقلالنا.
وشدد العميد بن عامر على ما أكد عليه السيد القائد في أن يحظى أحرار الجنوب وهم كثر بالمساندة والدعم من الدولة ومن المكونات السياسية ومن أبناء الشعب في المناطق الحرة ليتمكنوا من تحقيق الانتصار على المعتدين والغزاة وتحرير كل شبر في جنوب الوطن .. مبيناً عظمة المبدأ والقضية التي يحملها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي أكد أن تمسك شعبنا العزيز بحقه في الاستقلال وتمسكه بموقفه في هذه المسائل وبالأخوة الإسلامية مع أبناء أمته، هو موقف مبدئي إيماني ديني لا يمكن التخلي عنه ولا المقايضة به في مزاد المساومات السياسية.
ولفت العميد بن عامر إلى الموقف الثابت الذي يجسده السيد القائد بأنه لا تراجع عن الحرية والاستقلال ونصحه لتحالف العدوان الظالم بوقف العدوان والحصار وتأكيده بأن شعبنا لن يتراجع في مسيرته التحررية التي تحقق له الاستقلال التام وحرية القرار.
فيما تناولت ورقة العمل الثالثة التي قدمها محافظ عدن الأستاذ طارق سلام بعنوان “جنوب اليمن بين واقع الاحتلال الإماراتي السعودي الجديد ونسختها البريطانية القديمة” طبيعة تطورات الأحداث في جنوب الوطن التي تشير إلى واحدية السياسات الاحتلالية للمحتل البريطاني القديم والمحتل الإماراتي السعودي الجديد.
قائلاً” يعمل المحتلون الجدد على استنساخ التجربة البريطانية المنهزمة التي عفى عليها الزمن”.
وتطرق المحافظ سلام إلى مساعي أنظمة الاحتلال الإماراتي والسعودي ومن خلفهما أمريكا وإسرائيل إلى تكرار استخدام المسميات البريطانية لجنوب الوطن وذلك بهدف القضاء على دولة اليمن الموحدة وتقسيم اليمن وإضعافه وإبقائه تحت الوصاية لنهب ثرواته وتدمير مقدراته ومصادر قراره السياسي والسيادي.
من جهته أشار مدير مركز الدراسات الاستراتيجية العسكرية العميد قاسم الطويل في ورقة العمل الرابعة بعنوان “حقيقة الاطماع الخارجية في احتلال اليمن” إلى خطورة الحرب الفكرية الهدامة التي يتحدث عنها السيد القائد والتي يسعى من خلالها الأعداء والمحتلين إلى ضرب الشعوب الحرة والمقاومة لأنظمة الاستكبار والغطرسة العالمية.
لافتاً إلى دور اليمن وأبنائها في الفتوحات اٌلإسلامية وتوحدهم من كل مناطق اليمن لنصرة الإسلام ومحاربة أعدائه وتبليغ رسالته السامية لمختلف الاقطار والبلدان بل المساهمة في شتى المجلات الاقتصادية والحضارية الأخرى.
وتناولت ورقة العمل الخامسة التي قدمها وكيل وزارة الثقافة الأستاذ عبدالرحمن مراد بعنوان “اليمن وتحديات المرحلة شبح الاستعمار ولغز التاريخ والهوية” المرحلة الراهنة التي تمر بها اليمن باعتبارها أخطر مرحلة في تاريخ اليمن القديم والحديث حيث وأن الدولة مهددة بالتشظي والانقسام.
مؤكداً ضرورة إعادة دراسة الاستقلال كفكرة من جديد لكل جوانبها حتى نصل إلى الاستقلال الحقيقي والحرية الكاملة والتقدم التاريخي ونجتاز ما نحن فيه من تعقيدات ظروف هذه المرحلة الحساسة التي فرضها العدوان والاحتلال والحصار.
إلى ذلك أشار الدكتور سامي عطا في ورقة عملة السادسة بعنوان “بين الاستقلالين .. اليمن في مواجهة الاحتلال الجديد” إلى حجم الاطماع الاستعمارية في اليمن وأولها موقعه الجغرافي المتميز والهام .. لافتاً إلى أن هذه الاطماع تضاعفت نظراً لما يمتلكه اليمن من ثروات نفطية وما تكتنزه أراضيه من مقدرات وخيرات وثروات ثمينة جعلها محط اطماع المستمرين الجدد.
وأشارت الورقة إلى أن تاريخ اليمن يحكي لنا عظمة الرصيد الوطني لشعبنا الحر المجيد في مقاومة المستعمر والمحتل الأجنبي وعدم رضوخه للهيمنة والاستكبار وفرض وإملاء القرار عليه أو أن يحكمه محتل غاز مستبد.
وقد قدمت خلال الندوة مداخلات من مدير المتحف الحربي العميد الركن عابد الثور ومن العميد الركن فضل الضلعي تمحورت حول دلالات ومسارات الحركات والتقاليد النضالية لشعبنا اليمني وما يفرضه الواقع اليوم من تحديات تستوجب لمواجهتها الاهتمام بثقافة الاستقلال في وجدان وضمير كل فرد من أبناء الوطن.
وأدت المداخلات أنه اذا حققنا الاستقلال الفكري من السيطرة الخارجية سنتمكن من مواجهة ومجابهة الحرب الناعمة والتغلب عليها وبالتالي تحقيق الاستقلال الوطني الناجز والكامل في كافة المجالات.
هذا وقد اثريت الندوة بنقاشات مستفيضة وخرجت بعدد من التوصيات والمقترحات الهامة والقيمة من أهمها:-.
– الاستمرار في عقد اللقاءات لتكوين ثقافة الولاء لله والوطن والدفاع عنه واستخلاص الدروس وضمان عدم تكرار الاخطاء.
– الحفاظ على الهوية اليمنية في الوعي الجمعي.
– التمسك والحفاظ على الوحدة كقدر لنهضة وقوة وعزة اليمن شعباً وتاريخاً.
– نبد الضعف المدمر والقائم على الهدم والتجريم لهذا الظلم.
– ضرورة اسناد قوى التحرير والاستقلال في اليمن وخاصة في المناطق المحتلة ودعمها بالوسائل المناسبة لمواجهة الاحتلال.
– إقامة الفعاليات الثقافية من ندوات وحلقات نقاش لتوعية المجتمع بقضايا عديدة وأهمها النضالات الوطنية من أجل نيل الاستقلال والتحرر من الوصاية.
– التوعية المستمرة للأجيال بجرائم الاعداء التاريخيين مثل جريمة العدو السعودي في مذبحة الحجاج اليمنيين في تنومه وجرائم الاستعمار البريطاني وجرائم المحتلين الجدد.
– العمل المتواصل اعلامياً وثقافياً في كشف الاطماع الاجنبية في اليمن وتحديداً في الجزر اليمنية وما يجري فيها من محاولات انشاء قواعد عسكرية وفرض واقع استعماري.
– توصي الندوة بان تحول وثائق هذه الندوة إلى كتاب يصدر عن دائرة التوجيه المعنوي.