بصمة أمريكية بحبر المنظمات في الحرب على اليمن

المنظمات وما أدراك ما المنظمات ، لقد ظنها الناس للعقود طويلة من الزمن سفناً للنجاة من الحروب ، وما لم يكن يخطر ببالهم أن داخل هذه السفن قراصنة يحملون سيوف الموت مقابل الحصول على الأموال ، علاوة على أنها أدوات هامة يستخدمها الأمريكان والصهاينة لتنفيذ أجنداتهم الخبيثة ، حيث تعمل تحت عناوين إنسانية لا يعمل خباياةعناوينها سوى من وعى خطورة العدو الأمريكي والصهيوني .

 

يتجلى دور المنظمات كأداة للعدوان الظالم على اليمن يوماً بعد أخر وأصبحت أدوارها لا تتعدى سوى دور البعوض في امتصاص الدماء وإلحاق الأذى بالشعوب من خلال الاستفادة من أوجاعهم ومعاناتهم والتسول من العالم باسم مظلومية الشعوب المحاربة ودون أن يلمس لهذه المنظمات أدوار جوهرية تذكر ، فاالمنظمات التي تدعي أنها تساعد الأسرى وتسعى لتحريرهم وتحافظ على حقوقهم ، نراها في اليمن تتملص من أدوارها ويعذب الأسرى ويقتلون بأساليب خبيثة دون أي أدوار تحفظ حقوقهم أو إدانات توقف الأعداء عن أفعالهم ، وحتى عمليات إطلاق الأسرى تتم في معظمها بمنأى عن هذه المنظمات ..!

 

أما المنظمات التي تدعي التنمية فنرى أعمالها التنموية تتجلى في تنمية الحروب وإشعالها وهذا ما اكتشف مؤخراً في الإيجاز الصحفي لناطق الجيش والذي كشف بالصور عن أسلحة أمريكية تحمل شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، وهذا يكشف بوضوح الدور الأمريكي في الحرب على اليمن ، والذي لا يقتصر على الدعم اللوجستي كما يدعي الساسة الأمريكيون ، بل أصبح دورها كمشارك رئيسي في الحرب جلي وواضح ولا يخفى على الكثير .

 

أما المنظمات التي تدعي الدور الإغاثي والإنساني فقد كشف الغطاء عن قبحها في أكثر من مكان وهاهي الدريهمي تقف كأكبر شاهد على تواطئ هذه المنظمات مع تحالف العدوان على اليمن ، فهاهو حصار الدريهمي يدخل عامه الثالث دون أن يكون لهذه المنظمات أي دور في إغاثتهم والتخفيف من معاناتهم ، حيث يبرز دورها كأداة مساعدة للعدوان ومرتزقتهم من خلال المماطلة في أعمال الإغاثة ومساومة الأهالي على الخروج من منازلهم لمخيمات خارجية لكي تتيح احتلالها ، وتضعهم بين خيارين ، إما الموت جوعاً ، أو الخنوع والرضوخ والإذلال ، هذا عدا الفضائح التي كشفت بشأن المساعدات المنتهية الصلاحية والتي لا تصلح حتى للحيوانات والتي تأتي بها كإسقاط واجب وكواجهة خادعة تخدع بها العالم بأنها مستميتة في إغاثة الشعب اليمني وإنقاذه بينما هي في حقيقتها تساهم في قتله وإبادته ، ناهيك عن الأدوار الخفية التي تقوم بها هذه المنظمات في المساعدة للعدوان من خلال الأعمال الاستخبارية والتجسسية باستغلال الأوضاع التي أقحم الشعب اليمني بها من خلال الحصار الخانق وقطع المرتبات ، لكي يفتح المعتدون الطريق لهذه المنظمات من خلال هذه السيناريوهات المدروسة .

 

كل ما كشفته الأحداث من الأدوار الخبيثة للمنظمات التي تحمل البصمة الأمريكية الواضحة ، يدل أن دورها لا يختلف عن دور المعتدي على اليمن ، ويلفت الانتباه لضرورة الوعي بخطورتها ووضع الخطوط تحت عناوينها الزائفة ، وخاصة بعد الكشف عن كثير من المنظمات التي استهدفت الأخلاق والمبادئ وطمس الهوية اليمنية ، ويجب أن يدرك الشعب أنه ليس بحاجة إلى هذه المنظمات التي تأتي لتدمير الشعوب ، وضرورة إيجاد البدائل التي تغني عن ماتقدمه هذه المنظمات ، كالاهتمام بالزراعة والصناعات الصغيرة التي تسد رمق الكثيرين ممن تستغلهم هذه المنظمات ، وكذلك ضرورة التوعية المستمرة بخطورة هذه المنظمات وأهدافها الخفية التي تنفذ أجندات أمريكية وصهيونية بامتياز ، وكما صمد الشعب اليمني لخمس سنوات مضت بالرغم من الحصار وقطع المرتبات ، سيصمد حتى يأتي النصر والفتح المبين رغم أنف الظالمين والمعتدين ، والعاقبة للمتقين .

قد يعجبك ايضا