تواصل الاحتجاجات والعصيان المدني في مدينة تعز لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية، وسط إضراب شامل للمحلات التجارية وعصيان مدني للمؤسسات .
يأتي ذلك فيما دعا البرلمان الأوروبي دول الاتحاد إلى الامتناع عن بيع الأسلحة إلى جميع الأطراف المتورّطة في الحرب على اليمن، وذلك من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
لأول مرة منذ 2015
عام 2015 خرج متظاهرون في أحياء مدينة تعز يرفعون لافتات “شكراً سلمان”، “شكراً أولاد زايد”، “شكراً إمارات الخير”، “شكراً عاصفة الحزم”، واليوم وفي نفس الشوارع تخرج المظاهرات لنفس المتظاهرين وهم يرفعون لافتات “مملكة آل سلول”، “إمارات الشر”، ولافتات أخرى عليها صور لمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي ومحمد بن زايد نظيره الإماراتي مكتوب عليها عبارات “جوعوا الشعب اليمني”، “قتلوا الشعب اليمني”، “اصلبوهم، اقتلوهم، وارموهم للجحيم”.
تظاهرات ضخمة في تعز ضد التحالف السعودي الاماراتي
وخرج المئات من أبناء تعز في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة، مرددين شعارات تطالب برحيل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، وتندد بصمت الحكومة تجاه انهيار الريال وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وردد الاف المتظاهرين شعارات منددة بحكومة هادي وتحالف العدوان السعودي الاماراتي محملينه المسؤولية عن تردي الاوضاع الاقتصادية في البلاد.
وردد المتظاهرون شعارات ترفض التخدير السعودي للاقتصاد اليمني من خلال منحة أخيرة ب200 مليون دولار، وطالبوا بإنهاء سيطرة الامارات والسعودية على الموانئ اليمنية وحقول النفط والغاز، ورفعوا لافتة كتب عليها: ” ثرواتنا لا وديعتكم، نفطنا لا معوناتكم، موانئنا لا هباتكم”.
ورفع المتظاهرون لافتات تتهم العدوان السعودي باختلاق الأزمات الاقتصادية للشعب اليمني واستمرار معاناته مع الحرب والجوع والأزمات وتقول إنه خرج من مربع مساندة حكومة هادي إلى الوصاية والاحتلال ومصادرة القرار اليمني و “تحالف سعودي- إماراتي لقتلنا وتجويعنا”.
وأعلنت التظاهرة عن قائمة من 11 مطلباً منها، الاسراع في تشكيل حكومة طوارئ للمهام العاجلة ومباشرة عملها من العاصمة المؤقتة عدن، والعمل وفق خطه تقشفية وموازنات معدة حسب الأولوية والإمكانيات المتوفرة والضرورية.
وتضمنت قائمة مطالب ثورة الجياع والموقعة باسم “شباب فوق السلطة”، إعادة فتح جميع الموانئ والمطارات المغلقة من قبل التحالف السعودي، وتشغيلها أمام الحركة التجارية من قبل الحكومة وعدم تدخل دول التحالف فيها، واستئناف عملية إنتاج وتصدير النفط والغاز الموقوفة من قبل دول التحالف السعودي وقيام الحكومة بتنظيم توزيع المشتقات النفطية وضبط الأسعار.
وضمن المطالب، إعادة تنظيم وتفعيل المؤسسات الإنتاجية و الأوعية الإيرادية وتسهيل الإجراءات والمعاملات أمام المستثمرين والتجار، والإسراع في صرف رواتب كافة الموظفين اليمنيين مع وضع التسويات العادلة، وتطبيق قانون الأجور اليمني بخصوص رواتب كبار مسؤولي الدولة وصرف رواتبهم بالريال اليمني بدلا من الدولار.
وطلبت التظاهرة ، إلغاء القرارات التعسفية والرسوم الباهظه بحق المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية كون المملكة تتحمل جزء كبير من المعاناه التي يمر بها اليمنيين اليوم.
وفي وقت سابق، دعت الأحزاب السياسية في محافظة تعز الحكومة الشرعية إلى تصحيح العلاقة مع التحالف السعودي الإماراتي، لتعزيز الاحترام المتبادل وبسط سلطة الشرعية على كامل الأراضي اليمنية.
وناشدت هذه الأحزاب بعد عقدها اجتماعا طارئا حكومة هادي الهارب والتحالف تفعيل وإدارة جميع الموانئ والمطارات، واستئناف تصدير النفط الخام والغاز، مثلما كان الوضع قبل الحرب.
وقالت إن إجراءات الحكومة بمساعدة من السعودية لا تفي بالغرض ولا تحل المشكلة، في إشارة إلى المنحة السعودية البالغة مئتي مليون دولار التي أعلنت عنها الرياض هذا الأسبوع.
ودعت الأحزاب إلى مضاعفة المنحة ووضعها تحت تصرف الحكومة والبنك المركزي، مع تحميلهما مسؤولية أي فشل في إدارة هذه الوديعة.
وتشهد تعز ومدن يمنية أخرى احتجاجات منذ أيام، على أثر التدهور غير المسبوق للعملة اليمنية أمام العملات الأجنبية، وما رافق ذلك من ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الغذائية.
وتسبب ارتفاع الأسعار في خلق هلع وخوف في أوساط المواطنين، نتيجة عدم قدرتِهم على مجاراة الأسعار التي بلغت أرقاما خيالية.
وأعلن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 6 اكتوبر موعدا لانطلاق “ثورة الجياع” في بقية محافظات البلاد ومختلف مناطق السيطرة التي أفرزتها الحرب، مؤكدين أنها احتجاجات اقتصادية تطلق صرخة لإنقاذ الاقتصاد الوطني والعملة المحلية.
وينظر يمنيون إلى التحالف السعودي الإماراتي بوصفه مسؤولاً عما آلت إليه الأوضاع في البلاد، نتيجة الحرب الدائرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات ونصف، فضلاً عن الممارسات المباشرة التي تنتهجها دول التحالف (الإمارات – السعودية)، في المناطق الغير خاضعة لانصار الله.
وسعت أبوظبي إلى استغلال وجودها العسكري ضمن التحالف ، في بسط سطوتها الاقتصادية ونفوذها الإقليمي وتسيطر الإمارات على خمسة موانئ يمنية من أصل ثمانية للتحكم في حركة الملاحة والتجارة الواردة إلى اليمن وتعزيز نشاط ميناء جبل علي.